الأبيات 55
صــاحب الحكمــة أودى فاسـهري يـا عين وجدا
واتركـي الدمعـة فيـه تنهمــي عقـداً فعقـدا
واحملـي يـا نفس شجواً حـــرّه يحــرق فنــدا
واصـعقي إن شـئت شوقاً فجنــاب المـوت أهـدا
هــذه صــنعا تنــادي مصــر للنــوح ونجـدا
والعـراق الفـذ كـادت نفســه تزهــق فقــدا
ونــرى الشــام عليـه أســـفاً يلطــم خــدا
صـاحب النفـس التي كا نـت بنفـس الخلق تفدى
منبــع الحكمـة ينبـو ع الهدى الندب المفدى
بـاعث النور الى الدن يـا هـدى منـك ورشـدا
مـا لنا لم نر فيك ال يــوم شخصــاً مسـتعدا
أيـن ذاك النفـس الشا هــر للفضــل فرنــدا
أيـن ذاك النظـر الجا عـــل للحكمــة ســدا
مـا الذي أخمد نار ال فكـر منـك اليوم حسدا
مـا هو المقصود من سك نـاك فـي الرحلة لحدا
كـان أولـى لـك أن تن جــز للأوطــان وعــدا
كـان أولـى لـك أن تب قـى لنـا ذخـراً معـدّا
تكشــف الظلمــة عنـا وتصــدّ الجهــل صــدا
وتعيــد الـروح فينـا غضـــة تنفــح وجــدا
مـن لنشـر الصـحف الغ رّا ومــن يوضــح قصـا
ذهــب المـوئل فـي ذا ك فحُـز فـي الحزن حدا
جُــرتَ يـا دهـر عليـه جئت شــيئاً فيــه إدّا
خنتنــا فيــه وكنّــا قبـل في الرجحان احدا
هكــذا تجمــع فـي أس ر الأسـى عمـراً وزيـدا
ليـت شعري ما الذي أو جــب أن تضــمر حقـدا
وعلى م الجور في الفع ل وكـان العـدل أجـدى
كيـف يرضـيك القضا رغ مـاً علـى من كان فردا
كـان لا يكـذب في القو م ولا يُخلـــف وعـــدا
كـان لا يرغب في اللؤمِ ولا يصــــحب وغــــدا
كــان للايمــان برقـا ثــم للحكمــة رعــدا
كـــان للخلــص حبــاً ولــذي الأهــوا ألـدا
كــان نحســاً للأعـادي ولمـــن آمــن ســعدا
أنـت يـا دهـر كما قد قيــل خـبّ ليـس يهـدا
وعــدوٌ ترســل الســه م علـى مـن نـال جـدا
يـا وريـث الفضل قبلا هــل وريـث لـك بعـدا
دُلّنــا إن كنـت لا تـر ضـى لنـا الحيرة مهدا
إننــا بعـدك فـي حـا لٍ كمـا قـد قيـل سودا
نخبـط العشـوا ونهـوى فـي مهـاوي الهـم شدا
منلنــا بعــدك يحيـى بــاذلا للــدين جهـدا
رافعــاً للشــعب أعلا م العلـى والعلم عمدا
مخلصــاً للــه فيمــا قـاله فـي الصـحف ردا
ملـــء برديـــه اطلاع واقتــدار ضــم جــدا
أنـا لا أبكـي علـى زي ن الشـباب اليوم فقدا
لا ولا أحمـــل فــي رح لتــه يـا مـوت جهـدا
هـو فـي الجنـة لا شـك ينــال العيــش رغـدا
هــو فيهــا يشــتهيه أغيـــد لــص وغيــدا
حـوله الولـدان والحو ر بمــا يهـواه سـردا
كـل مـا يبغيـه يأتيه ولا يحمـــــل كــــدا
إنمــا أبكـي علـى أن فســنا والعيـن رمـدا
ربِّ إنــــا فـــي بلاء فــارحم الأمّــة تهـدا
واعصــم القلـب ولاطـف أمـــة تطلــب رشــدا
وأنلنــا منــك خيـراً واهـدنا عبـداً فعبـدا
وأجِــز عنّـا راحلاً لـم يـال فـي الاصـلاح جهدا
لــوريث الطيـب الطـا هـر أعلـى الناس مجدا
وأدم للملـــك يحيــى واحمــه بـدءاً وعـودا
زيد الموشكي
34 قصيدة
1 ديوان

زيد بن علي الموشكي الذماري.

شاعر يماني من أهل ذمار، قام على أسرة حميد الدين، مع بعض أحرار اليمن، فهدم الإمام يحيى داره، ولما آل الأمر إلى أحمد بن يحيى تابع الموشكي دعوته إلى الثورة، بشعره، وقامت الثورة عام 1948 بعد مصرع الإمام يحيى وبعض أولاده، فخف الموشكي لنصرتها، فقبض عليه رجال أحمد ونقلوه مع آخرين إلى حجة حيث ضربت أعناقهم.

1948م-
1367هـ-