فهيهات شعرى ان يفى اشجع الورى
الأبيات 36
فهيهـات شعرى ان يفى اشجع الورى واحلــــم موجــــود ذى قــــدر
واعـدل قـاض مـا قضـى عمـر ساعة يجـور واسخى في العطاء من البحر
فمـا بـات والدينار في داره ولا اجـل ولا ادنـى مـن العاجل المزر
لــديه ســواء فقــد ذاك ووجـده ودنيـاك والأخـرى فمـا زينة الدر
رماهـا الـى المحتـاج من كف كفه فهـانت علـى الاحرار فتها ولا تدر
تــولى حيـاء العـالمين بأسـرهم فقد بعدت عنه المقاصير في الخضر
اتـى مـن دعا من غير بطء ولا ونا ولا ريـب ان العبـد في ذاك كالجر
ويعطـوا مـن الهـادى قليلا كجرعة فاعـذر بـذى عز بجازى على النذر
ولا يغضــب الا علــى لغيـر الهـه ويمشـى علـى حـق وان عـاد بالضر
ففــى قلــة منــه وشــدة حاجـة الى نصرة الاعداء ابا نصرة الكفر
ودا مـن خيـار الصحب ميتا بحيهم واصـحابه فـي ضـنك عيش من الفقر
علـى طبنـه مـن شـدة الجوع واضع من القوت معصوبا من الحجر الصخر
ومــا رد موجـودا ويأكـل حاضـرا ولـم يجتنـب حلا مـن الخل والتمر
وفـي بعـض اوقـات شـعيرا وبعضها ســواه وفــي آن تقــوت بالــدر
وعنــد اتكـاء لـم يكـن آكلا ولا علـى آلـة فيهـا دواع مـن الكبر
ومنــديله انعـم بـه بطـن رجلـه ولـم يمـل بطنـا في ثلاث من البر
بمـا عنـده مـن خيـره آثر الورى ومـا ذاك مـن بخـل لـديه ولا فقر
اشـد الـورى صـمتا وارقى تواضعا وابلـغ مـن قد جاء بالنهى والامر
ولا كــبر فـي حـاليه لكنـه فـتى يوافيـك اذ يلقاك بالبسط والبشر
ولـم ينقلـوا ان الخطـوب تهـوله ويكفيـك هـذا فـي المآثر والفخر
وملبوسـه الموجـود مـن ذاك جبـة وبــرد يمــانى وصـوف لـدى طـور
وفـي خنصـر اليمنـى ويسراه خاتم ويــردف عبـدا او سـواه بلا نكـر
علــى فــرس بغــل بعيــر ومـرة لـه عـز مـأواه ركـوب على الحمر
وآنــا تــراه راجلا حافيــا بلا رداء ولا فــي رأســه عمـة فـادر
ولا غيرهــا والطيـب يرضـى وضـده بضــد ومــن اخلاقـه مقـت الفقـر
ويأكـل مـع حـزب المساكين والذي لـه الفضـل فـي اخلاقه فاز بالبر
وصـول لأهـل القـرب هـذا وغيرهـم لهم ليس بالجافى قبول الى العذر
وفـي مزحـة الحـق الـذي لا يشوبه سـواه وما الضحاك بل باسم الثغر
ولا ينكـر الفعـل المبـاح واهلـه يجـاريهم فـي طبعـه شـيمة الصبر
ومـا اختـص مـن شخص بشيء الا هما سـواء لـدى اكـل وشـرب وفـي غير
ولا يصـرف الاوقـات فـي غيـر طاعة وشـكر وما اقصى الفقير من الفقر
فأربـاب ذي الـدنيا لديه وغيرهم ســـواء فلا يختـــص ذوو الامـــر
وعــاذين للجبــار غيــر مخصــص فريقـا بشـيء لا ولا مظهـر الجـبر
لـه السـيرة العظمـى واعلا سياسة وان كـان اميـا عن الحرف والسطر
وذا نشـأة بيـن الصحارى وبين من سـمى جهلهـم عنه وفى غاية الفقر
علــى غنــم يغـدو يتيمـا بلا اب ولا ام واسـتولى علـى دارة السـر
الحسين الزهراء
27 قصيدة
1 ديوان

الشيخ الحسين الزهراء.

شاعر من شعراء السودان في العصر الحديث، ولد في قرية واد شعير بالقرب من المسلمية جنوب الخرطوم من أبويين عباسيين، حفظ القرآن، وتلقى مبادئ التعليم الديني، ثم سافر إلى القاهرة لمواصلة تعليمه في الأزهر، ثم عاد إلى بلده معلماً، ثم داعياً من دعاة الثورة المهدية، وجعل من شعره لساناً للثورة، تولى القضاء ولقب بقاضي الإسلام، ثم سجن حتى مات في سجنه.

1895م-
1313هـ-