شملتك بالألطاف رحمة راف
الأبيات 50
شـــملتك بالألطــاف رحمــة راف رحمــى تلــم وصــائل الأشــراف
ووقتـك مـن لفـح الهجيـر غمامة وطفــاء تنـثر دمعهـا المتكـاف
وعلــى ربوعــك وهـي سـفح سـجد وكفـت غمامـات الحيـا المتضـاف
وشـفا الحجا كل الشفاء بشرج من شــرح الأنـام بمـا يروقـك شـاف
نقــط المتـون لنـا بقلا المنـا وأجــاد شــكلة أحــرف الأسـياف
عجبـا لـذاك ولـم يسـامر قارئا مــن أيـن جـاء بخـالص الانصـاف
لـم لا يجيـء ومـن أصـول أصـوله خيـر الـورى المنعوت في الاعراف
حســب تخلـد ماجـداً بـالارث مـن أزمـان هاشـم وابـن عبـد منـاف
جمعـوا عليـه الهـول وهو بمفرد جمــع تكســر مــن كفــور جـاف
جبـــل تدكــدك هيبــة لجلالــه فــي مظهــر عنـد التحقـق خـاف
مـاذا عليهـم لـو تربـص رأيهـم وثنــوا أعنتهــم إلـى الانصـاف
واهــتز بحــر جيوشــهم لمجيئه حـتى انجلـى ونجـا إلـى الاطراف
فــي ظــل خضـر فهـو دهـم ضـمر وعليهــم قمــص الحديــد ضـواف
عجــب لأمــة أحمــد مــن بعـده يتقصـــفون بنيـــة كالاهـــداف
أتـرى اقتضـاداً أن تشال رؤوسهم فــوق الرمــاح لقــوة الارجـاف
مــا رأس هــذا غيـر رأس محمـد وهــو ابنــه حقــاً بغيــر خلاف
مـــا جســمه إلا بقيــة جســمه أو ليـــس ذاك لأحمـــد بمضــاف
همعــت عليكــم آل أحـد عـبرتي همــع الغمــام بروضــة مينـاف
وتــدرعت بــالحزن نفسـى فيكـم درعــا نحــاه جمـود سـيف صـاف
رثــت ديانتنــا فمــن لمحمــد ولآلـــه كـــاف ومنــك الكــاف
قـاد الـذي غـدت الطيور نوادبا لنعيــــه وتجللــــت بقـــذاف
وتــولّ عنــا وهــو عـذب بـارد أسـرى العـدا فـي حالـة الأشراف
نــدما يطــول لجرقــل ولحزبـه بقــواف طعــن لا قــواف زحــاف
أبنى الزنا وذوي الخنا هل بشعة ثقلــت كبشــعتكم علـى الأكتـاف
ونــوادر كـانت لكـم فـي دفـتر قصــت كتــابته علــى العــراف
خلـق الهوى مما استبحتم ما جرى مــن كـل خـرق مـا لـه مـن راف
شــؤم لكــم ومطــامع لقلـوبكم كالنـار تلهـب فـي ذرى الاسـعاف
ولكــم دمــار لا يــزال وذلــة وعبــوس أحــوال تقــوم جــواف
صـبرا حـذافير الأديـم لكـم بنا هــولا يطــول ولات حيــن منــاف
ومشــاهد تثنــي علينـا دونكـم حســن الثنـاء بشـرب كـاس صـاف
يا أحمد المحمود بين ذوي العلا بعــدت علاك فمــا عــواف قـواف
إن تبـق بعـدك عيـن مـاء قطـرة مــن دمعهــا فلقلــة الانصــاف
أو تـذر هـذي الريـح مـن سـافي الســفا ولــو قلا تقــل بكتـاف
بلــغ ذوي عــوض بقطــع اضـافة مهلا إلام الحادثــــات كفــــاف
وتــولّ عنــى إن أخـذت نصـيحتي لهمــا بقــرب اماتــة برعــاف
همـج الأنـام طغـام أندال الورى البـــائعين نعيمهـــم بعــواف
هـل مـن ذوي علـم وحلـم عنـدهم حجـــج يســفه لابســين كــوافي
تجنــى أيــاديهم ثقـال جـرائم ويعرضـــون الســـفه للمتســاف
فعليهــم أوزارهــم وحمـول مـن بهــم اقتـدى ولهـم خريـر ضـاف
مـال الحـرز ينفع أهله من نكبة يومــا ولا حســب الجـدود بكـاف
أعلـى أنـت المرتضـى وأبو الذي غــالته حــرب أولاء غيـر مجـاف
وحليــف علــم كـامن فـي خلـوة تجلــو علهــي شـراب كـاس صـاف
خـذ مـا تشـاء لـذاك غير محاسب واســلل عليهــم صـارم الأسـياف
وهنــت ديانتنـا فهـان لهونهـا حاشـــاك عــزة هاشــم ومنــاف
بأجــل مـن يضـنو لسـطوة قهـره قنــن الجبــال مقلــدا بزحـاف
إذ عليــه تكـاد تنفطـر السـما أســفا وتتلــى ســورة الأحقـاف
قتلــوا بنيـه وحللـوا محـدوره وعلــوا عليــه بكـل فعـل شـاف
وتعبــدوا لالههــم وهــو جرقـل فلالـه جرقـل فـي الحقيقـة هـاف
يـا مـن شرحت من الشفاء مواضعا شــفت العضـال ومنـك ذلـك كـاف
هلا تكامــــل شـــرحه ولعلـــه متكامــــل حـــالا بلا إجحـــاف
الحسين الزهراء
27 قصيدة
1 ديوان

الشيخ الحسين الزهراء.

شاعر من شعراء السودان في العصر الحديث، ولد في قرية واد شعير بالقرب من المسلمية جنوب الخرطوم من أبويين عباسيين، حفظ القرآن، وتلقى مبادئ التعليم الديني، ثم سافر إلى القاهرة لمواصلة تعليمه في الأزهر، ثم عاد إلى بلده معلماً، ثم داعياً من دعاة الثورة المهدية، وجعل من شعره لساناً للثورة، تولى القضاء ولقب بقاضي الإسلام، ثم سجن حتى مات في سجنه.

1895م-
1313هـ-