برح الخفا ما الحق فيه خفاء
الأبيات 112
بـرح الخفـا مـا الحـق فيه خفاء وتــــوالت الآيـــات والانبـــاء
فــالأمر جــد والقلــوب مريضــة والــــداء داء والـــدواء دواء
والحادثـــات مصـــاعق بمنــابر بعظاتهـــا تتواضـــع الأشـــياء
والحــق أظهــر ان يـرى بشـواهد لــم لا وقــد قـامت بـه الاسـماء
والشـمس فـي أوج العلا مـن مغـرب بهـــرت عليهــا هيبــة وبهــاء
والبــدر قابلهــا فتــم كمـاله وتقلـــدت بعقودهـــا الجــوزاء
ودرارى افلاك العلا دارت علـــــى أقطابهــا فزهــت بهـا العليـاء
وتكــاملت فــي كــل مجـد ابجـد لمــا اســتقام زمانهـا الاشـياء
مـــا ان تــرى الا جميلا زاهــرا بهرتــه فـي حلـل البهـا زهـراء
وسـقته مـن خمـر الهـوى بعيونها ولمــى ثغــور شــفاهها لميــاء
بالآيــة الكـبرى الـتي بظهورهـا كمــل الرضــا وانجـابت الاسـواء
مهــدى رب العـرش منتظـر الـورى والــى الــولى والاكرمــون وراء
السـابق ابن السابقين الى الهدى مــن معشــر نتجــت بهـم زهـراء
وبهــم تبلــج كــل غصــن مثمـر بحلاه تزهــــو روضـــة خضـــراء
تســقى بعــذب رائق مــن ابحــر مــن فيضــها ملأ البحـور المـاء
وهمـى وجـاد علـى الانام بما ترى مــن غيثـه الهـامى عميـم سـماء
يشـرى لنـا بظهـور مهـدى الـورى ايـــه ونعمــى بعــدها نعمــاء
جمعــت حـذافير الـولاء لنـا بـه وعلـى الجميـع مـن الامـام خبـاء
رفعتــه منــه يـد بقـدرة قـادر فــوق المبــاني مــا علاه بنـاء
بمكــانه الأمــن المؤيــد وقتـه والأرض ارض والســــماء ســــماء
انعـم بـأمر كـان مـن جـد القضا جــار وقــد حكمــت بـه الاسـماء
ولــه الاشـارة مـن ألسـت بربكـم طوعــا لــه وليســمع العلمــاء
مـا حـالهم مـا بالهم لم يسمعوا نفســى لهــم ممــا يشـين فـداء
مـن يحفـظ التنزيل من يدرى الذي فيــه ومــن لـم يـدر ذاك سـواء
مـن يحفـظ الاخبـار عن اهل النهى وتعيـــن ذلـــك فطنــة وذكــاء
ويــرد اشــكال الامــور لشـكلها ولهــا عليـه مـن الثنـاء سـناء
ويــرى القبيــح بدايـة ونهايـة ويــروم احســن مـا الإلـه يشـاء
مثـل الـذي فـي بحـر ليـل جهلـه داج واشــرق مــا يــراه مســاء
لا والـذي خلـق النوى وهدى الورى ولـــه وراء ممـــاتهم إحيـــاء
علمــاء امــة احمــد ناشــدتكم ردوا جـــوابي انكـــم علمـــاء
ارضـى وترضـون الضـلال بعيـد مـا ظهـر الهـدى وانجـاب عنـه قـذاء
ويخيــب ظنــى فيكــم وعشــيرتي انتــم وتقمــع جمعنـا الغربـاء
ونكـون دون الـدون من بين الورى كلتــا يــدى احســاننا خرقــاء
ردوا علــى اعيــذكم مــن شـامت لكــن اجيــدوا فــالجواب شـفاء
مهــدى امـة احمـد بـي لـم تـذر خلا يـــدوم لـــه لـــدى اخــاء
فتنكــرت مــن ذاك مــل مقاصـدي فغــذا الجميــع سـوى علاك هبـاء
مـا لـي سـواك وليس بعدى من جفا لكــن بــذاك جــرى علــى قضـاء
وارى علــى بــوقت عـداك دائمـا بيــن الــورى تتكــبر الاســماء
وانـا المصـغر بيـن ظهـر انيهـم حســبى المتصــاغر انهـم اكفـاء
لــم تعـرف الايـام قبلـك منزلـي ولــذلك لــم يرفــع علـى لـواء
واسـتعملتني اليـوم فـي عاداتها فــاطعتهن ولــى ولــديك رجــاء
اجملـــت فيمــا لا ارى اجمــاله حقـــا ولكـــن للامـــور مضــاء
ومواضــع التفصـيل دونـى شـأوها لعبــت بهــا مـن دونـى الاهـواء
فلسـان حـالي الكنتـه فهـا أهتى بعضـــال داء مـــا لــديه دواء
جهــل الــولاء امـات ديـن محمـد وأهيلــه مــاتوا وهــم احيــاء
وتراكمــت ظلمـاتهم بيـن الـورى لمـــا اطمـــأن لهــم ودام ولاء
يــا ابــن النـبى محمـد ووليـه وامينـــه مــاذا اليــك مــراء
انــا عبـد عبـد اسـتعيذ بـذمتي ابــدا اليــك ولــى هنـا اعـاء
مـا بـي اسـتهانوا بل بشرع محمد فعليــه مـن اثـر الـدمار حيـاء
وامــاته الجـم الغفيـر مهـاجرا ولـــه بمــاء ســمائك الاحيــاء
فتنــاولنه مــن اللئام واعطــه صــنف الكــرام فـأهله العلمـاء
واشـرط عليهـم ما اردت من الهدى يعطــوا العهــدود لأنهـم امنـاء
رسـم ترقـرق بالسـنا فلـه الهنا اذ نــاله بعــد الفنــاء بقـاء
وكســته اثــواب الرضــا مهديـة تتلــو المضــرة اختهـا السـراء
فغـدا بهـا يختـال في حلل اليها ولكـــل شـــيء شـــدة ورخـــاء
كـم ارتعـى مـن روض دانيه الجنا ثمــر الرضـا تـدنيه لـي وجنـاء
طارحتهـــا تحــف الكلام فنــوعت تحـــــف الملام وهاجهــــا ادلاء
واذا نسـيمات الصـبا دعـت الصبا لوصــــالها تتنصـــل الاعضـــاء
ترتــاع ان هتفـت بهـا مـن كـوة ســحرا لتجديــد الســلام رخــاء
عـاش ابـن سـينا جهـده اوصـافها بشــقائه فــإذا هــي العنقــاء
دقــت ورقــت وارتقـت فـي سـكره بلمــى شــفاه دونــه الصــهباء
كيـف التواصـل والقوى نهت السرى اذ مســها مــن ضــعفها الاعيـاء
فتنزلــت حاجاتهـا فـي سـوح مـن بحمـــولهم تتنـــزل الضـــعفاء
وتركتهــا وكفــى لقــائي مــرة اذ لا يــدوم مــع الزمـان لقـاء
تلـك الـتي جهـد الزمـان لوصلها ولـــه بـــذلك غـــدوة ومســاء
حــتى بألطــاف المهيمــن مكنـت اغراضـــه منهـــا يــد بيضــاء
فغــدا بهــا متصـرفا فـي اهلـه يعطــى ويمنــع مـن يـرى ويشـاء
ودعــا بهــا للّــه دعـوى قـاهر ســمعت بعــز مكانهــا العظمـاء
فأجــابه اهـل النهـى فـي طاعـة ســفكت بهـا قبـل اللقـاء دمـاء
وديلـو مـن نـادى الهـدى منقصـة وســقوفها بيــن الســقوف هـواء
حـاكت بهـا يسـرى الشمال عجائبا شـــملا تفتقـــه يـــد عســـراء
فــي ثــان ايـام الدنيـة عطلـت بيــض المهــا وجــواهر ونســاء
فـي تاسـع مـن رابع في الثان من بعــد المئيــن وللأمــور مضــاء
واللّــه دمــر مـن طغـى وابـاده حـــتى تــولى قتلــه الضــعفاء
ولقــد تبــدد جســمه برمــاحهم فكـــأنه مـــن خلقـــه اشـــلاء
صـالوا بـه وذويـه بيـن حصـونهم فـــي خنــدق غــرت بــه الأذواء
شــادوه بالحصـن القـوى وايـدوا بالنـار مـن فـي النار فهي جناء
فــي كــل مزغــال شـرارة بنـدق رام طــوى مــن فـي يـديه خـواء
وكروبهــم كالرعــد بيـن صـواعق للمســـلمين وكـــل ذاك عـــداء
اللّــه اكــبر ان يــرد وجـوههم عــن شــأنه او تمنــع البأسـاء
ولجــوه عمــدا باختيــار صـادق ولهــم يــد فــي فتكــه خرقـاء
وفـــت بذمـــة احمـــد ومحمــد مهــــديهم وجنــــوده شـــهداء
فعلـوا ومـا فعلـوا ولكـن ربهـم رام بهــم ولهــم بــذاك ســخاء
وســموا خراطيـم الشـقا بحـوازم بيـــض بكـــت آثارهــا بيضــاء
نــوح الحمـام تنـوح غيـر موسـد بعــد الوســاد وعينهــا وسـناء
تنشـاق بعـد عـبير عنـبر مسـكها رمــم الانـام وذا الـتراب وطـاء
وبنـــات آرام ترامــت مــن ذرى اوج العلا مـــا عنـــدهن غطــاء
فسـل الطلـول هنـاك عـن اسيافهم ورمــاحهم فــي الكــافرين رواء
وامـرر بهـم وعلـى الديار فحيها ان الــديار مــن الـدمار هبـاء
واغــش القبــور بمنحــة وهديـة ان القبـــور ببعضـــها شــهداء
واســتجوب الاطـواد صـرعى بينهـا مـاذا الرغـام وفـي النفوس اباء
وتخـط خـط النـار تعـرف خـط مـن مــج الهــدى لمــا نهـاه شـقاء
والنـار ترعـى فـي الجسوم كأنها عشـــــب لعمـــــرى ان ذاك بلاء
ما النار شأن النار اعجب ما أرى تجــرى بهــم وجســومهم ســوداء
عنهـا اسـتفد خـبرا وكـن متبصرا فــي أمرهــا وليعـل منـك بكـاء
عـبر تجـل على القلوب ذوى الذكا ايـــه وتكســـف بينهــن ذكــاء
أتظـــن تلــك مرامــة مانوســة لا والــــذي ضـــلت بـــه الآراء
وهــدى لــدين محمـد مـن يهتـدى وبـه تخصـص فـي الهـدى الخلفـاء
هـم والـذي بـرأ الورى هم لا سوى كــل النفــوس لهـم سـواى فـداء
وفـدى النفـوس لنـا فـإني دونهم بــي والــذي بـرأ الـورى ادواء
هـم كـالنجوم وفـي الجـدوى نـدى بــل الصــدا مـا بعـدهم اظمـاء
مـاذا الـذي نقتـاس مـن افعالهم فقياســــهم بســـواهم اغـــواء
مــا دونهــم مرمـى مريـد صـادق هــل بعــد عـرش الاسـتواء بنـاء
فســوى خلائف احمـد مهـدى الـورى كــل الانــام مـن الخيـور فضـاء
إلا الــذين غــدوا علـى ىثـارهم أهــل الولايـة والصـفا والأمـراء
ذاك الرقيـق الزمـه واتـرك غيره ربــط الجيــاد لغيـر ذاك نـواء
واعصـم سـقاءك بالوكاء من الظما مـا فـي الفضـاء امـام قصدك ماء
واصحب اسيرك في الثرى خوف الثوى بيـن المنـا وخطـا الخطـا بهماء
واحلـل اسـيرك هـا هنا ان تستطع مــا فـي القيامـة للأسـير فـداء
خفـــض عليــك فللخطــوب ترســل طـــورا وطـــورا شــدة ورخــاء
وعلــى النـبي وآلـه صـلى الـذي وصــل الصــلاة فطالهـا العظمـاء
وكـذاك سـلم ذا العلا مـا انشـدت بـرح الخفـا مـا الحـق فيه خفاء
الحسين الزهراء
27 قصيدة
1 ديوان

الشيخ الحسين الزهراء.

شاعر من شعراء السودان في العصر الحديث، ولد في قرية واد شعير بالقرب من المسلمية جنوب الخرطوم من أبويين عباسيين، حفظ القرآن، وتلقى مبادئ التعليم الديني، ثم سافر إلى القاهرة لمواصلة تعليمه في الأزهر، ثم عاد إلى بلده معلماً، ثم داعياً من دعاة الثورة المهدية، وجعل من شعره لساناً للثورة، تولى القضاء ولقب بقاضي الإسلام، ثم سجن حتى مات في سجنه.

1895م-
1313هـ-