قفوا في حان عزة والظنونا
الأبيات 72
قفـوا فـي حـان عزة والظنونا دعوهـا واسمعوا منها اللحونا
واعطونــا كــؤوس الحـق فيـه وعـن مـزح الأباطيـل اصـرفونا
وقولـوا الشـعر فيها ان فيها محاسـن تفـرح القلـب الحزونا
وجولـوا فـي مجاليهـا وغوصوا عليهـا تخـرج الـدر الثمينـا
وعوجـوا نحـو هاتيـك المغاني وفيهـــا بالأغــاني هززونــا
وجـــدوا جــدكم وبكــل فــن يشـير الـى محاسـنها انشرونا
قرأنــا ذاك ان جئنـا حمـاكم فحـــالاً جـــددوه واكرمونــا
وعنكـم ان نشـأ سـفرا اليهـا فمـــدونا بـــذاك وزودونــا
اديـروا كـأس ذكـرى ام عمـرو علينـا ثـم لا تبغـوا المجونا
وعـن شـغل الأباطل ما استطعتم اذ مــا وصـلنا رمتـم دعونـا
وان هبــت لكــم نسـمات نجـد وانسـت مـن تثنيهـا الغصـونا
وبارتهـا المثـالب والمثـاني وهمنــا بـالغواني فاعـذرونا
واطلال قـــــديمات لســــلمى بهـا عين الهوى اعمى العيونا
عقــدت بهــا مـآتم كـل حـزن ولـم ابـرح بهـا ابـدا قطونا
اســائلها ولـم تـردد جوابـا وارشــوها وتــأبى ان تبينـا
ومــا شــغفى بهـن لهـن لكـن بمــن ســامرتهن لهــن حينـا
اردد فــي جوانبهــا عيــوني لأبصــر معطيــا خـبرا يقينـا
وارقــب فـي مراقبهـا فتـأبى بعيــن ولا أرى فيهــا معينـا
ســوى ســلف عهــدتهم كرامـاً علـى ريـب الخصاسـة يؤثرونـا
وهـم مـا هـم وليـس لهم نظير وكيــف وهــم لأحمـد ينسـبونا
فـدونك هـم فليـس هنـاك مرمى وراءهـــم لقـــوم يقصــدونا
انــادى لسـت محتاجـا لشـكوى فهـم مـن غيـر ان تدعو يعونا
فيــا اهـل الـولا يـا آل طـه محاســـيب اليكــم ادركونــا
وعودونــا نــرم منكـم بخيـر وان متـــم فلســتم ميتينــا
حسـين يـا حسـين اتـى اليكـم صـريخاً وانتحى الحسن الحسينا
وفاطمــة البتــول ومرتضـانا عليـــا الصــحابة اجمعينــا
مقيميــن المقامـات العـوالى نزلنـا فـي رحـابكم انظرونـا
غرقنــا فــي بحــار زاخـرات وغبنـا وسـط لجتهـا انشـلونا
وثــم عيــون ذي حقـد علينـا بلا جــرم ســوى ان تعرفونــا
ونشــكركم ونــذكركم دوامــا ونعــرف دينكـم ونعيـه دينـا
ونعــزى فـي قبائلنـا اليكـم كمــا يعــزى اليكـم اولونـا
موالينـــا لحضــرتكم عبيــد فنحــن عبيـد أعبـدكم يقينـا
وان لـم ننتظـم فـي سـلك ملك لعـــز جنــابكم فلتنظمونــا
صــلونا والعــوائد عودوهــا ومـن ذا النكـر حـالا عرفونـا
ومنونـــا وهنونـــا بوصـــل وحـــق جنــابكم لا تقطعونــا
ارونــا نجــدة منكـم سـريعا وليــس يــؤدكم ان تنجــدونا
لكــم كــرم ولكــن لا يبـارى ولـي ظـن بكـم فـاق الظنونـا
وعنــدي والشــئون بغيـر عـد شــؤون احرقـت منـا البطونـا
شــئون مــا نعرضــها عليكـم نحـت بهـا المواجـد والشجونا
وكـان بهـا علينا الصبر حتما ولكـن اكـثر الـدهر المجونـا
تفنـن فـي الاسـاءة عـن سـفاه ونــوع فـي سـفاهته الفنونـا
ابــاح حريمهــا والمـال فـي بقهـر اكسـب القلـب الجنونـا
امـات الـدين فـي الآفـاق طرا واحيـا بعـده فينـا الفتونـا
لــه فــي كــل يـوم مسـتزاد يــردد فـي مهـامهه العيونـا
عيــون غيــر ان ترعـى جليلا ولــن تبقــى لمنظـور سـكونا
لعـــز يجتنــى بعيــون عــز وراء الـدين يطلـب ثـم دينـا
لأمــر مــا تجــبر عــن عتـوّ وانــزل عاليـا وانـاف دونـا
لامــرٍ مــا ابـاح حمـا حميـا بأحمـد لـم يـزل ابـدا مصونا
لامــر مــا وليــس بـأمر حـق بغيــر تــردد هتـك الحصـونا
الــى ان مـال ذو علـم وحلـم الى غى فكيف يكون الدون دينا
فعـادوا بعـد أن كبروا صغارا وصـاروا بعـد ان عـزوا قيونا
رقـوم القاصـدين ربـوع اهلـى بلغتـــم بالســلامة بلغونــا
بنـا سـيروا يمينـا لا شـمالاً اظـن الكـاس مجراهـا اليمينا
لهــا انتـم لهـم ولكـل خطـب أليـس اللّـه لـي ولكـم معينا
انـا منكـم لكـم حيـا وميتـا ومهمــا كنــت مـولاكم يمينـا
فجـدوا السير في ظلم الليالى خفافـا وامسكوا النهج الامينا
الــى قـوم يقيمـون القـوافى بقافيــة النــوال ويكرمونـا
الـى قـوم بهـم يحمـى حمانـا ومـن اهـل الجـراءة يحفظونـا
حمـــايتهم بعلـــم لا بجهــل وانـا اسـأنا لـديم يصـفحونا
الـى قـوم اذا بـاع البرايـا مكــارمهم لهـا هـم يشـترونا
وان بعــدت بنـا منهـم ديـار وعـز بنـا التواصـل يجمعونـا
أأملهــم لمــا ابغـى فـالقى بهـم مـا لا يـراه الواصـفونا
قـــديم حــديثهم غــض طــرى بهــم عنهـم تعـالوا حـدثونا
رفــاقى دون احبــابى حتــوف وقـد بعـدوا واحرمـت السكونا
فــإن لاقيتــم الاحبـاب قبلـى بمــا ابصـرتموه لهـم صـفونا
وقصـوا عنـدهم قصصـى علـى ما رأيتـم واحـذروا ان تكتمونـا
لنــا بالشــعب حــى اى حــى يعـــز عليهــم ان يهملونــا
وفـي تلـك الاباطـح لـي امـام بـه اهـل الـولا تبغى الشئونا
اذا مـا شـاء كـان الامر حتما والا فهــو يــأبى ان يكونــا
لـه مـن قبـل هـذا الكون كون وتصــريف يــدير المنجنونــا
وتعريـــف بلا تعليـــم كــون كفـاه اللّـه انـزل فيـه نونا
عليــه اللّــه صـلى ثـم سـلم وآل ثـــم عـــم المســلمينا
الحسين الزهراء
27 قصيدة
1 ديوان

الشيخ الحسين الزهراء.

شاعر من شعراء السودان في العصر الحديث، ولد في قرية واد شعير بالقرب من المسلمية جنوب الخرطوم من أبويين عباسيين، حفظ القرآن، وتلقى مبادئ التعليم الديني، ثم سافر إلى القاهرة لمواصلة تعليمه في الأزهر، ثم عاد إلى بلده معلماً، ثم داعياً من دعاة الثورة المهدية، وجعل من شعره لساناً للثورة، تولى القضاء ولقب بقاضي الإسلام، ثم سجن حتى مات في سجنه.

1895م-
1313هـ-