بكم ولكم اهفوا والهو واذكر
الأبيات 87
بكــم ولكــم اهفـوا والهـو واذكـر وأملــى حـديثا فـي المحافـل يـذكر
طريفــا ظريفــا رق معنــى وصــورة بــه شــدة تنســى وتنشــى وتســكر
حلالا جلا ذوقــــا وحلـــى مســـامعا زعيمـا برغـم القبـض والبسـط ينشـر
حكـى وشـيه حـاك حكـى الصدق والرضا يقــول بحــق ليــس بــاللغو يشـعر
ورونــق هـذا البسـط بسـطا لفيظكـم فــراق وراق الحــال واليـوم اغـبر
دعــاه حمــاكم فـانثنى اثـر حيكـم كفيــل ديــون دونهـا الـدهر يقصـر
بمــا أنتــم أهــل لــه دون مـاله صـلوا ضـعفه يـا سـادتي حيـن يغـبر
ينــزل مـاء الحـزن مـن عيـن مزنـه عليكــم مــدى مـاء الغمامـة يغمـر
علـــى جــرز جــاف فيبســم ثغــره بــه منتــج الازهــار حقــا ويثمـر
وترخـى ذيـول العجـب فـي ذلك اللوى خـــرائد بانـــات تطـــول وتقصــر
تفنـى بمـن تبغـى وتلعـب فـي الضحى وتفنــى ولا تفنــى وتفنــى وتســمر
فيقطــف زهــر الحســن بيـن رياضـه فيزهــو وجــه منــه والـدهر أسـمر
وتبصــر فــي سـود الليـالي عيـونه بلا كلفــة الآمــال والحســن أحمــر
فيبــدى جميلا عــز عــن غيـر مثلـه شــذى مسـكه والمسـك مـن ذاك يحسـر
ويــزرى بــدر البجــر جيـد فـرائد فريـدا بظـرف وهـو فـي الحسـن يندر
يزلــزل ضـوء الشـمس فالشـمس دونـه ومــع ذاك فــي ايـراده لسـت اجهـر
مخافــة ان يرتــاب فيمــا اقــوله عقـــول جهـــول او يزيــغ وينكــر
فمــا فاقــد يبقــى ولا اكمـه يـرى ولا الـدار بعـد اليـوم تخلـى وتعمر
بــذا ضــنة عـن اهلـه فـوق غيرهـم علــى غيــرة منــى واللــه أغيــر
وملــت لكنــم الحــب صــبا مولعـاً باطبـــاق واحشــائي جهنــم تســعر
فحمــدى بــه عنــدى ومجــدى مـدرك ومنــه ادرك المجـد المثـالى يشـكر
ســوى اننــى آفيــت ذكــر عشــيرة بهــا تــدرك الآمـال والعيـب يسـتر
وانجــو بهــا مـن كـل هـول اخـافه وانصــر مخــذولا ولـى الـذنب يغفـر
وارقـى ذرا مـا انحـط من كان فوقها بــدنياي والاخــرى ولا شــيء يعســر
اقــول لهــم قـولا فلـى ليـس مهملا أهيـل الحمـا من في الحما ليس تنكر
بمــن يلتجىــء ان ضــايقته كرويـه وحــاقت بـه افعـال مـن كـان يمكـر
فيا أهل هذا البيت من البعد والشقا اعيـــذوا كســيرا نحــوكم يتعــثر
رمتــه رمـاة السـهم عـن حـظ نفسـه فأصــبح بعــد القـوم بينـي ويعمـر
ويلبـــس ذا ليــن ويأكــل ناعمــا ويرغـــب وصــل الغانيــات ويبــذر
ويحــدو جمــال الانــس وهـي شـوارد ويعلــو جيـاد الخيـل تنبـو وتنفـر
يــرد زمــام العلـم والحلـم نحـوه فيلفـى صـفا التذكار ما الحلم ينكر
ويجمــع هــذا المــال وهـو لغيـره ويركــب متــن اليــم فيــه ويزخـر
ويحمـل فيـه السـهم والسـيف والعصا ويعصـــى الــه العــالمين ويطــبر
ويطـوى بسـاط النـس بـالجوع والظما بــذاك وبسـط الحـزن فـي ذاك ينشـر
تطـــوف حـــوالي جيفــة مســتحيلة يهــر بهــا كلــب بنــابيه يعقــر
ويبــتز اعــراض الـورى منـه غيـرة ويبخــل افســادا ومــا ذاك يفقــر
واربــاب هــذا الربـع هـذا بحيكـم اســير ديــون كيــف مـع ذاك يوسـر
وتخطفـــه الاهــوال اكنــاف عزكــم وعـار علـى راعـى الحمـا وهـو يقدر
ويـــؤمله لســـع ولـــذع ولدغـــة وفـي فيـه بـرء السـقم والسقم يعسر
ويحتــار والزهــر الـدراري امـامه ومـــن يهتــدى بــالنجم لا يتحيــر
فيـا نجـدة السـبطين مـن لي بالحما ودون الحمـا الأقـوى مـع الزاد يطمر
ويـــا نعمــة الــدارين آل محمــد علـى مـن اديتـم مـن شـج وهـو يسهر
تـروا جـرح هذا القلب قد غلب الدوى وينبــو علــى الآســين جــرح مكـرر
بعــدتم فقلــبي نــازع بعـد قربـة بـــأهلى وفـــى داري يــوم احشــر
ويــا لعلـى المرتضـى منحـة الرضـا انـــا حســـن والاســم فــي يصــغر
ويــا لحســين لــي فعهــدى محقــق ويــا حســن الــدارين داري تصــغر
خلـت مـا حلـت حلـت بها صولة البلا فـــدولته فيهـــا تطـــول وتقصــر
بمــن لرضــا حــالى الـوذ والتجـى اذا اغــبرت الآفــاق واســود ازهـر
رمــانى بكــم يــوم عظيــم وشــدة مجللــــة تزهـــو علـــى وتفخـــر
فهـل بالعـدى شـمتم وهـل شـيم مسعد لحــــب بـــه مختالـــة يتبخـــتر
صـلوا حبـل جـاف زل ما انقطع الرجا وشــيك بشــوك الغصــن وهــو مـآثر
الـــى ولا بنــى اخــوتي وعشــيرتي تعـالوا يضـم الخيـر وجهـى المغـبر
واهـل واهـل الـوقت مـا زال وقتهـم بعطــف ولطــف طيبــه الخلـق يغمـر
انـا لا انـا مـن حيـث مـا انا قادر وان كنــت ذا عجـز فهـا انـا اظهـر
انــا العــدم الــذاتي حـالا وآجلا وتظهـــر آثـــار الوجــود وتــوثر
فمــا هــي اســماء ولا هــي غيرهـا تحيـــر فـــي تحقيقهــا المتــدبر
هنـــا كــن بلا كــون وتفهــم ذائق وامثـــال مـــا ابــديته لا يفســر
تأمــل ترانــي ظــاهرا غيـر ظـاهر ويخــبر عـن شـأني الـي ليـس يخـبر
يقـــول حقيقـــي الوجــود وقــوله هـو الحـق لا قـول الـذي انـا اذكـر
اولئك مــالي فـاركب العـدل لا تخـف أترضــى عهــودي مــن جنابـك تخفـر
انــا واحــد لا عــالم بــي موحــد تحــول عــن التوحيــد فهــو يكفـر
وتسـمع بـي مـا انـت تبصـر بـي كما بقــولى وعلمــي ناطقـا حيـن تخـبر
فــدونك عــد وارجـع ولا تـك طالبـا حقــائق عنهــا علــم مثلــك ينـدر
مريــد العلا شــلت يمينــك لا تمــد يمينـــك للعليـــا فانـــك تقهــر
وســامر بهــذا الحـي احـداثه بنـا فانــا بعــدنا بيـن اهلينـا ابحـر
الـى لا الـى ان شـاء مـن شاء عزمنا ومــا ثــم فـي الاقـوام شـخص مـؤجر
نســـير بلا ســير ونطــوى مهامهــا بلا مهمـــه يمشـــى ووقـــع يقــدر
فــدونك هــذا السـير ترتـح بمثلـه ولا تلتفـــت يومــا وغيــرك ينكــر
وخـذ غرفـة مـن نهـر طـالوت لا تـزد وكـن وفـق مـا كـانوا اذا كنت تنصر
وتحكـم بيـن النـاس بالعـدل والرضا لأنــك والــى الامــر تنهــى وتـأمر
رجوعـاً بنـا عـن ظـاهر الشـطح اننا مــن القـدح لـم نسـلم فمـن يتفكـر
نفـــوه بأشـــياء ويـــدرك مبصــر ويزعــم اعمــى القلــب انـا نخـبر
نســائل عــن ليلـى فهـل مـن مخـبر يخبرنــا علمــا بهــا ايــن تـذكر
بانشـــاء انشـــاد رقيــق ونغمــة منعمــــة دون المــــذاق وتشـــكر
وزهـــرة ازهـــار بـــوجه منعـــم ومقلــة تزكــى بهــا القلـب يسـحر
وقـــد رشـــيق أنــس فــوق رامــة بــه بــدر جنــح مشـرق فيـه اشـهر
وســـاق تـــروى فاســـتخف بــاهله واصـحاب ذاك السـاق بالصـم يسـمروا
يريــك اكتسـاب الحلـو مـرا وتـارة تعــد اجتنــاء الختـم مـرا وتنـذر
ويطلبـــه قلـــبى وليـــس ببــاله وانحــوه مــن عهـد وبالعهـد يغـدر
اقــول وقــولى دون عقلــى وكلمــا حـــويت بمرغـــوبي لــديها مقصــر
افيــدى وجــودي مــن وجــودك حبـة انــال بهــا طــوع الامـاني وابشـر
وجـد لـي بهـا جـودا بمـا ينبغى له فللفـــرع حكـــم الاصــل لا يتغيــر
بعرضـــى عــروض الخيــر دون تــود اليـــك وتوحيـــدي فحقـــك اكــبر
هتــوف الصـبا يـدعو فـؤادي للبكـا فيهتـــف دمــع العيــن اذ يتحــدر
ولكنــــه لمـــا دعـــى فـــاجبته حــوى شـرفا بالسـبق فالسـبق اجـدر
ويــرق المحيـا دون المحيـا بريقـه بـــه شـــنب الارض فيـــه ويمطـــر
اهيــم بـه مـا دمـت حيـا وان جـرى ممــاتي اوصــى مــن بــذلك يســمر
الحسين الزهراء
27 قصيدة
1 ديوان

الشيخ الحسين الزهراء.

شاعر من شعراء السودان في العصر الحديث، ولد في قرية واد شعير بالقرب من المسلمية جنوب الخرطوم من أبويين عباسيين، حفظ القرآن، وتلقى مبادئ التعليم الديني، ثم سافر إلى القاهرة لمواصلة تعليمه في الأزهر، ثم عاد إلى بلده معلماً، ثم داعياً من دعاة الثورة المهدية، وجعل من شعره لساناً للثورة، تولى القضاء ولقب بقاضي الإسلام، ثم سجن حتى مات في سجنه.

1895م-
1313هـ-