سَقَى عَهْدَ الْحِمَى سَبَلُ الْعِهادِ

القصيدة في مدح القاضي الشهير أحمد بن أبي دؤاد الإيادي (أول حلبي اشتهر في الإسلام)

وفيها قوله:

لَقَد أَنسَت مَساوِئَ كُلِّ دَهرٍ          مَحاسِنُ أَحمَدَ بنِ أَبي دُواد

الأبيات 51
سـَقَى عَهْـدَ الْحِمَـى سَبَلُ الْعِهادِ وَرَوَّضَ حاضـــِرٌ مِنْـــهُ وَبـــادِ
نَزَحْــتُ بِـهِ رَكِـيَّ الْعَيْـنِ لَمَّـا رَأَيْـتُ الـدَّمْعَ مِـنْ خَيْرِ الْعَتادِ
فَيـا حُسـْنَ الرُّسـُومِ وَمـا تَمَشَّى إِلَيْهـا الـدَّهْرُ فِي صُوَرِ الْبُعادِ
وَإِذْ طَيْـرُ الْحَـوادِثِ فِـي رُباها ســَواكِنُ وَهْــيَ غَنَّـاءُ الْمَـرادِ
مَــذاكِي حَلْبَــةٍ وَشــُرُوبُ دَجْـنٍ وَســامِرُ فِتْيَــةٍ وَقُــدُورُ صـادِ
وَأَعْيُــنُ رَبْــرَبٍ كُحِلَــتْ بِسـِحْرٍ وَأَجْســـادٌ تُضـــَمَّخُ بِالْجَســادِ
بِزُهْـــرٍ وَالْحُــذاقِ وَآلِ بُــرْدٍ وَرَتْ فِــي كُــلِّ صـالِحَةٍ زِنـادِي
وَإِنْ يَـكُ مِـنْ بَنِـي أُدَدٍ جَنـاحِي فَــإِنَّ أَثِيـثَ رِيشـِي مِـنْ إِيـادِ
غَـــدَوْتُ بِهِــمْ أَمَــدَّ ذَوِيَّ ظِلّاً وَأَكْثَــرَ مَــنْ وَرائِي مـاءَ وادِ
هُـمُ عُظْمَـى الْأَثـافِي مِـنْ نِـزارٍ وَأَهْـلُ الْهَضـْبِ مِنْهـا وَالنِّجـادِ
مُعَـــرَّسُ كُــلِّ مُعْضــِلَةٍ وَخَطْــبٍ وَمَنْبِـــتُ كُـــلِّ مَكْرُمَـــةٍ وَآدِ
إِذا حُــدُثُ الْقَبـائِلِ سـاجَلُوهُمْ فَــإِنَّهُمُ بَنُــو الــدَّهْرِ التِّلادِ
تُفَــرَّجُ عَنْهُــمُ الْغَمَـراتُ بِيـضٌ جِلادٌ تَحْــــتَ قَســــْطَلَةِ الْجِلادِ
وَحَشــْوُ حَــوادِثِ الْأَيَّـامِ مِنْهُـمْ مَعاقِــلُ مُطْــرَدٍ وَبَنُــو طِـرادِ
لَهُـمْ جَهْلُ السِّباعِ إِذا الْمَنايا تَمَشـَّتْ فِـي الْقَنـا وَحُلُـومُ عادِ
لَقَــد أَنـْسَــتْ مَسـاوِئَ كُلِّ دَهرٍ مَـحـاسِــنُ أَحْمَـدَ بْنِ أَبِي دُوادِ
مَتَـى تَحْلُـلْ بِـهِ تَحْلُـلْ جَنابـاً رَضــِيعاً لِلســَّوارِي وَالْغَـوادِي
تُرَشــَّحُ نِعْمَــةُ الْأَيَّــامِ فِيــهِ وَتُقْســَمُ فِيــهِ أَرْزاقُ الْعِبـادِ
وَمـا اشـْتَبَهَتْ طَرِيقُ الْمَجْدِ إِلَّا هَــداكَ لِقِبْلَـةِ الْمَعْـرُوفِ هـادِ
وَمــا سـافَرْتُ فِـي الآفـاقِ إِلَّا وَمِــنْ جَــدْواكَ راحِلَتِـي وَزادِي
مُقِيــمُ الظَّـنِّ عِنْـدَكَ وَالْأَمـانِي وَإِنْ قَلِقَــتْ رِكـابِي فِـي الْبِلادِ
مَعــادُ الْبَعْــثِ مَعْـرُوفٌ وَلَكِـنْ نَـدى كَفَّيْـكَ فِـي الدُّنْيا مَعادِي
أَتــانِي عـائِرُ الْأَنْبـاءِ تَسـْرِي عَقــــارِبُهُ بِداهِيَـــةٍ نَـــآدِ
نَثـا خَبَـرٌ كَـأَنَّ الْقَلْـبَ أَمْسـَى يُجَــرُّ بِـهِ عَلـى شـَوْكِ الْقَتـادِ
كَــأَنَّ الشــَّمْسَ جَلَّلَهــا كُسـُوفٌ أَوِ اســْتَتَرَتْ بِرِجْـلٍ مِـنْ جَـرادِ
بِــأَنِّي نِلْــتُ مِـنْ مُضـَرٍ وَخَبَّـتْ إِلَيْــكَ شــَكِيَّتِي خَبَـبَ الْجَـوادِ
وَمـا رَبْـعُ الْقَطِيعَـةِ لِـي بِرَبْعٍ وَلا نــادِي الْأَذَى مِنِّــي بِنــادِ
وَأَيْـنَ يَجُـورُ عَـنْ قَصـْدٍ لِسـانِي وَقَلْبِـــي رائِحٌ بِرِضــاكَ غــادِ
وَمِمَّـا كـانَتِ الْحُكَمـاءُ قـالَتْ: لِسـانُ الْمَـرْءِ مِـنْ خَدَمِ الْفُؤَادِ
فَقَــدْما كُنْـتُ مَعْسـولَ الْأَمـانِي وَمَـأْدومَ الْقَـوافِــي بِالسَّـدادِ
لَقَــدْ جـازَيْتُ بِالْإِحسـانِ سـُوءاً إِذاً وَصــَبَغْتُ عُرْفَــكَ بِالسـَّوادِ
وَسـِرْتُ أَسـُوقُ عِيـرَ اللُّـؤْمِ حَتَّى أَنَخْـتُ الْكُفْـرَ فِـي دارِ الْجِهادِ
فَكَيْــفَ وَعَتْــبُ يَـوْمٍ مِنْـكَ فَـذٍّ أَشــَدُّ عَلَـيَّ مِـنْ حَـرْبِ الْفَسـادِ
وَلَيْسـَتْ رَغْـوَتِي مِـنْ فَـوْقِ مَـذْقٍ وَلا جَمْــرِي كَمِيـنٌ فِـي الرَّمـادِ
وَكـانَ الشـُّكْرُ لِلْكُرَمـاءِ خَصـْلاً وَمَيْــداناً كَمَيْــدانِ الْجِيــادِ
عَلَيْــهِ عُقِّــدَتْ عُقَــدِي وَلاحَــتْ مَواســِمُهُ عَلــى شـِيَمِي وَعـادِي
وَغَيْـرِي يَأْكُـلُ الْمَعْـرُوفَ سـُحْتاً وَتَشــْحُبُ عِنْــدَهُ بِيـضُ الْأَيـادِي
تَثَبَّـــتْ إِنَّ قَــوْلاً كــانَ زُوراً أَتـى النُّعْمـانَ قَبْلَـكَ عَنْ زِيادِ
وَأَرَّثَ بَيْـــنَ حَـــيِّ بَنِــي جُلاحٍ ســَنا حَــرْبٍ وَحَـيِّ بَنِـي مَصـادِ
وَغـادَرَ فِـي صـُرُوفِ الدَّهْرِ قَتْلَى بَنِــي بَــدْرٍ عَلـى ذاتِ الْإِصـادِ
فَمــا قِـدْحاكَ لِلْبـاري وَلَيْسـَتْ مُتُـونُ صـَفَاكَ مِـنْ نُهَزِ الْمُرادِي
وَلَــوْ كَشــَّفْتَنِي لَبَلَـوْتَ خِرْقـاً يُصــافِي الْأَكْرَمِيــنَ وَلا يُصـادِي
جَـدِيراً أَنْ يَكُـرَّ الطَّـرْفَ شـَزْراً إِلـى بَعْـضِ المَـوارِدِ وَهْـوَ صادِ
إِلَيْـكَ بَعَثْـتُ أَبْكـارَ الْمَعـانِي يَلِيهــا ســائِقٌ عَجِــلٌ وَحـادِي
جَـوائِرَ عَـنْ ذُنابَى الْقَوْمِ حَيْرَى هَــوادِيَ لِلْجَمــاجِمِ وَالْهَـوادِي
شـِدادَ الْأَسـْرِ سـالِمَةَ النَّـواحِي مِــنَ الْإِقْـواءِ فِيهـا وَالسـِّنادِ
يُــذَلِّلُّها بِــذِكْرِكَ قَــرْنُ فِكْـرٍ إِذا حَرَنَـتْ فَتَسـْلَسُ فِـي الْقِيادِ
لَهـا فِي الْهاجِسِ الْقِدْحُ الْمُعَلَّى وَفِـي نَظْـمِ الْقَـوافِي وَالْعِمـادِ
مُنَزَّهَــةٌ عَــنِ السـَّرَقِ الْمُـوَرَّى مُكَرَّمَــةً عَـنِ الْمَعْنَـى الْمُعـادِ
تَنَصــَّلَ رَبُّهــا مِـنْ غَيْـرِ جُـرْمٍ إِلَيْـكَ سـِوى النَّصـِيحَةِ وَالْوِدادِ
وَمَـنْ يَـأْذَنْ إِلى الْواشِينَ تُسْلَقْ مَســـامِعُهُ بِأَلْســـِنَةٍ حِـــدادِ
أَبو تَمّام
486 قصيدة
1 ديوان

حبيب بن أوس بن الحارث الطائي.

أحد أمراء البيان، ولد بجاسم (من قرى حوران بسورية)، ورحل إلى مصر واستقدمه المعتصم إلى بغداد فأجازه وقدمه على شعراء وقته فأقام في العراق ثم ولي بريد الموصل فلم يتم سنتين حتى توفي بها،

كان أسمر، طويلاً، فصيحاً، حلو الكلام، فيه تمتمة يسيرة، يحفظ أربعة عشر ألف أرجوزة من أراجيز العرب غير القصائد والمقاطيع.

في شعره قوة وجزالة، واختلف في التفضيل بينه وبين المتنبي والبحتري، له تصانيف، منها فحول الشعراء، وديوان الحماسة، ومختار أشعار القبائل، ونقائض جرير والأخطل، نُسِبَ إليه ولعله للأصمعي كما يرى الميمني.

وذهب مرجليوث في دائرة المعارف إلى أن والد أبي تمام كان نصرانياً يسمى ثادوس، أو ثيودوس، واستبدل الابن هذا الاسم فجعله أوساً بعد اعتناقه الإسلام ووصل نسبه بقبيلة طيء وكان أبوه خماراً في دمشق وعمل هو حائكاً فيها ثمَّ انتقل إلى حمص وبدأ بها حياته الشعرية.

وفي أخبار أبي تمام للصولي: أنه كان أجش الصوت يصطحب راوية له حسن الصوت فينشد شعره بين يدي الخلفاء والأمراء.

845م-
231هـ-

قصائد أخرى لأَبو تَمّام

أَبو تَمّام
أَبو تَمّام

عثرت على هذه الأبيات النادرة اليوم 10 أيلول / 2017 في تاريخ أبي عبد الله الحاكم النيسابوري/ فصل "تبع الأتباع"  في ترجمة الأمير منصور بن طلحة الخزاعي المصعبي وهي الترجمة 621 في الكتاب، والكتاب ضائع منذ زمن قديم  إلا