رعى الله قوما في طرابلس الغرب
الأبيات 45
رعـى اللـه قومـا فـي طرابلس الغرب تـبين فضـل الشـرق منهـم على الغرب
خلاصــــة اســــلاف كـــرام وأمـــة تلاشـت نعـوت الغيـر في نعتها الرحب
رجــال ابــوا ان يضــمحل فخــارهم أمـام العـدو النهـم فـي طلب النهب
فاصــلوه نــار القهـر درءا لبغيـه وأبـدوا مزايا الحزم والعزم عن قلب
وصـانوا ذمـار الشـرق والشـرق مشرق علـى حيـرة تقضـي الى الموقف الصعب
علـى اثـر يـآس فـت فـي ساعد المنى لقـد اطلعـوا الآمـال تلمـع كالشـهب
فهــم معشــر ارضـوا الالـه وحسـبهم مزيـة رفـع الـذل عـن عـاتق الشـعب
اليكـم مثـال الحـزم والعزم والنهى ونيـل العلى منهم بني الترك والعرب
لقـد دافعـوا عنكـم خميسـا عرمرمـا مــن البغـي الفـاكم حيـارى بلا لـب
ويــا طالمــا بــؤتم بخسـر وخيبـة مـن السـعي سعي الغي والغبن والريب
فمـا كـانت الـذكرى الأخيـرة عنـدكم ولـو كـانت الذكرى لكانت بذي الحرب
فمــن يصـلح الشـرق الـبئيس وإنكـم تلومـون مـن يجنـي وتجنون في الغيب
ومــن ينجــد الشـرق الضـعيف بقـوة وفيكــم لقـد سـاد الشـقاق بلا عضـب
ومــن ينقـذ الشـرق العليـل بعزمـه ومنكـم فضـت أوطارهـا صـدمة الخطـب
ومـن يرتقفـي الشـرق الطريـد بجـده وشــأنكم الازراء بالفاضــل النــدب
أترضــون أن تبقــوا ضــعافا أذلـة تلــوككم الافـواه بالشـتبم والثلـب
مصــائبكم الفــت قلوبــا خواليــا فمــاخلفت قلبــا يخفــف عــن قلـب
اليكـم مثـال الحـزم مـن أهـل درنة وخمــس وبنغــازي يخفــف عــن قلـب
الا فاســمعوا منــي حــديثا رويتـه عـن القـوم ذا شجو لذي الفهم واللب
لقـد احسـنوا الأعمـال حـتى لقد حكى مسـاعي الفتى سعي الفتاة إلى الكرب
رجـــال وأطفـــال بنـــات ونســوة لقـد دافعـوا الأعـداء جنبا إلى جنب
ولـم انـس يومـا سـجل الـدهر حربـه تبــدت بــه هيفــاء تهـتز كالقضـب
فتـــاة باحشــاء الصــفوف تقــدمت تنـادي ايـا قـوم الى الطعن والضرب
وترمـي العـدا رميـا مصـيبا بحكمـة وتسقي الفتى الظمآن من مائها العذب
وتنجــد بالبــارود والجــو مظلــم اليفـا لهـا يطـوي الكتـائب كالكتب
وتحيــي لــه الآمـال بـالوعظ تـارة وأخــرى تحـاكي وثبـة الليـث للـذب
فقـالت لـه يومـا وقـد يممـا الوغي أليفـي أجـد ضـربا اذن تملكـن قربى
وكــن ثابتــا تلقــاء خصـم معانـد يحــاول أن يقضـي علـى شـرف العـرب
فــان الـورى طـرا فضـوا غيـر مـرة بانــا نــوالي الهــاجمين بلا ريـب
ولـــم يعلمــوا أنــا غلاظ بعزمــة شــداد نصــد السـالبين عـن السـلب
وان دم الاســـــلاف لا زال جاريــــا بأجســامنا بيــن الـترائب والصـلب
فجاهـد علـى صـد الخطـوب تكـن فـتى بهمتــه القصــوى تخلـى عـن العيـب
أجــاب الفـتى أنـي لـدى كـل وجهـة اراعي وصايا الدين في الذب عن شعبي
ســـأحميك لا انـــي أراك حبيبـــتي ولكـن لكـي اجـزي اذا زدت عـن حـبي
الــم تعلمــي ان الالـه قـد اشـترى من المؤمنين النفس والمال في الحرب
فلا تحســـبي أن المنايـــا تصــدنا عـن الفـوز كلا بـل تصـد بنـي الغرب
لأن لنـــا حـــب الكرامـــة حليــة وهــم اشـربوا حـب التمتـع بـالنهب
ولا تجزعــي ان دوخ الشــرف خطبهــم لعـل اصـطبار الشـرق بفتـك بـالخطب
ولا تفزعــي ممـا يـذاع علـى الـورى عـن الصـلح ان الصـلح أمر من الغيب
وليسـت شـروط الصـلح تعصـى إذا فضت علـى بغيـة الطليان في ملكنا الرحب
ولكنهـــا تعصـــى إذا هــي حكمــت بنــي رومـة الأنـذال فينـا بلا ذنـب
ليـــأت الأعــادي فــاتحين بعنــوة والا فليسـوا من ذوي الحكم في العرب
ولســنا إلـى الأغيـار نـترك أرضـنا الـتي قـد خضـبناها دمـا أيمـا خضب
ولا ســيما مــن أوهـن الخـوف عزمـه فلـم يسـتطع فتحـا من الخوف والرعب
مــتى يعقـدوا صـلحا مهينـا فإننـا نقـاومهم طـرا مـدى الـدهر بالعضـب
عمر بن قدور الجزائري
8 قصيدة
1 ديوان

عمر بن قدور الجزائري.

شاعر من أبرز المناضلين الجزائريين قلماً وفكراً وعملاً.

تعلم بالجزائر وتونس ومصر وكانت له مشاركات واسعة في عدد من الصحف التي صدرت بالأستانة وتونس ومصر.

تعرض للنفي والسجن والاضطهاد بسبب آرائه الإصلاحية، أصدر جريدة الفاروق.

له شعر جيد.

1930م-
1349هـ-