الأبيات 38
نظــرت فأهــدتني البصـيرة للـوقت إلـى نظـرة تقضـي على الحس بالرفت
وإنـي لـبين الضـير والضـغط دائما مقيـم ومـن يغـدو يغيـر لـي بخـتي
ومـن ذا يكـن مثلـي ويطـرح جانبـا ولـوع الفـؤاد الحي بالصالح البحت
ومــن يسـتطع حمـل الثقـال بضـعفه ويبـدي لقـاء الضـغط باديـة الصمت
ومــن كــان ذا قلــب عليـل مـؤلم فحظـه مـن بيـن المـآتم فـي الصوت
أقـول ورب النـاس مـا السـعد حاصل لحـر علـى وجـه البسـيطة فـي وقتي
ومـا انفـك ذو الفكـر للصلاح مقيدا أليف الضنى والطل في السوق والبيت
ولا ســيما مــن كــان يمنــى لأمـة أضـيع بهـا الإسـلام بالنبـذ والرفت
نظـرت الـورى طـرا تحـروا رشـادهم ولــم أنظـر الإسـلام ينفـك عـن سـت
عـن الجهـل والإحجام والبخل والنوى وعـن دولـة الآفـاك والأكل في السحت
وعـن بدعـة الأغضـاء عـن كـل منكـر وكــم أنـب القـرآن متبعـي الجبـت
أيـــا أمـــة الإســلام هلا لصــالح تفيضــي أم الإفضـاء للغـي والمقـت
أخــال الهـدى إذ شـذ عنـك ممزقـا ضـئيلا يمـج الحـول مـن نوبة السكت
ألــم تعلمــي أن المعــرة أثبتـت عليـك لـدى التاريـخ بالقطع والبت
ومــا اتهمــت يمنــاك إلا لتنكـبي صــروحا ضــخاما بالتدكـدك للتحـت
وقــد غــرك الأنــذال لمـا توصـلت أنــاملهم للعبـث بالـدين والتخـت
وأضـحى زعيـم الرشـد موقـع سـخطهم يكيــدونه كيــدا فضـاع وقـد ضـعت
وقـد أفلحـوا لكنهـم ضـيعوا الفلا ح فـي هذه الدنيا وفيها التي تأتي
وخــابت مسـاعي المصـلحين وأحـدقت بها الرجفعة الكبرى فكلت من النحت
ألـم تـذكري في قرية البحر إذ عتت علـى ربهـا بـالحوت في ضحوة السبت
فـذاقت وبـال الأمـر وانـدك مجـدها إلـى حيثمـا صـارت تمامـا لقد صرت
تمســكت بــالأهواء فــي كـل وجهـة وفـي دولـة الأهـواء قارعـة المـوت
فمــا تســمعني إلا لنــاقض غزلــه وإن راغ للأحجــام يومــا لـه رغـت
وهـا الغـرب ظـن الضـعف فيـك سجية وكنـت الـتي تعطيـه في سالف الوقت
أمـا هـو بـابن الأمـس والأمـس مظلم عليـه وفيـك النـور بـالأمس إذ كنت
ولــم يقتبـس مـن دينـه قـوة ومـا أتــاه عيســى مـن علـوم بهـا جئت
ولـــم يشـــتغل إلا بطقــس صــلاته لفـاديه يغلو في الجمود وفي الصمت
وقــد صـار بعـد الأمـس ينشـد قـوة ففــاز بهـا بالجـد فعلا وقـد تهـت
وأضــحى عظيمــا لا يطــاول مجــده وأنـت إلـى قعـر الشـقاوة قـد طحت
وإن ســنة الأكــوان أبــدت عجيبـة يصـير الذي يهوى الدناءة في التخت
وأضــحى عنيــدا يبتليــك ببأســه ويفتـح بـاب الكيـد بالقول إن قلت
وإن أســــرع الأواب يطلـــب مـــا يفيــدك إلا وانتضـى السـيف للـوقت
فمــا تســتطيعي أن تقـومي بنهضـة وهـو الـذي يقضـي عليـك مـتى رمـت
أمــا إن أتيــت الأمـر للَـه وحـده وأصـلحت مـا أفسدت يا خير ما تأتي
ومـــا يصــلح الإســلام إلا برجعــة إلـى خيـر قـول نابذ للجهل والمقت
أفيــء وفيــه الغبـن غبـن معانـد وعضــي عليــه بالنواجــذ إن هـدت
ألا تســتبين هــل تعــودي عقيلــة مصــونة عـرض طـاهر الأصـل والنعـت
فتحلــو حيــاة الحـر بعـد مـرارة ألمّـت بـه في العقل والقول والقوت
عمر بن قدور الجزائري
8 قصيدة
1 ديوان

عمر بن قدور الجزائري.

شاعر من أبرز المناضلين الجزائريين قلماً وفكراً وعملاً.

تعلم بالجزائر وتونس ومصر وكانت له مشاركات واسعة في عدد من الصحف التي صدرت بالأستانة وتونس ومصر.

تعرض للنفي والسجن والاضطهاد بسبب آرائه الإصلاحية، أصدر جريدة الفاروق.

له شعر جيد.

1930م-
1349هـ-