الأبيات 109
دمعـي غـدا مـن فـوق خـدي يجري مـذ فـارقت عينـي شـقيق البـدر
وعـــاقني عمـــا أروم دهـــري وزاد بــي وجــدي فليــت شـعري
مــتى أفــوز بانشــراح الصـدر
فقــم بنــا يــا صـادق الأخـاء ووافنـــي بالتــارف الوجنــاء
ســريعة الســير لــدى السـراء نجديــــة الأمــــات والآبـــاء
تولــــدت عـــن حـــرة وحـــر
صـرف إذا مـا هرولت تبغي الخطا تمــر فـي مرسـاتها مـر القطـا
ومـا عليهـا في الفيافي من بطا تســري إذا راكبهــا بهـا سـطا
فـي يومهـا سير السوى في الشهر
مـــا فوقهــا الافــتى كالأســد وزاده وقــــدح فــــي مـــزود
وخرجــه شــيح الغـواني النهـد كــذا غــبيط برقــة كالعســجد
مـن فـوف بكـر كـالعروس البكـر
ربيعهـا البرسـيم فـي الجـزائر وســـعيها مقـــرون بالبشــائر
معدمـــة المثيـــل والنظــائر إذا ســرت تــزري بكــل طــائر
فـي السـهل عنـد سـيرها والوعر
أن آنســت جـرم الغـبيط فوقهـا حنـت إلـى المسـرى وزادت شوقها
مــا حثهــا صــوت ورام سـوقها إلا وفـي البيـداء أبقـت عوقهـا
وأســرعت فــي نجــدها والغـور
لـم يسـتطع ركوبهـا مـن الـورى الافــتى مــن دأبـه حـب السـرى
مـا مـال عنهـا بثقيل في الذرا ولا اســتلذ جفنــه مــن الكـرى
بـل شـأنه الأسـفار طـول العمـر
هلـــم فـــوق ظهرهــا بالجــد وأسـر بهـا بعـد العشـا بالقصد
وعاعهـا الشـعاب يـا ابـن الود وحيــث مـا قـد جئت فـوف السـد
فروهــا مــن مــاء ذاك النهـر
وأرخ لهــا زمامهـا يـا صـاحبي وخلهــا تنســاب فــي السباسـب
وابشــر بنيـل القصـد والمـآرب مــذ فـزت بالمقصـود والمطـالب
وقــد دنــوت مــن محـل الظفـر
وارفـق رعـاك اللَـه يـا رسـولي وخفـــف الســير عــن الــذلول
مـــا ثــم الا مهبــط النــزول مــن حيــث قـد ظفـرت بالوصـول
إلـى القصـير فـي طلـوع الفجـر
وأقصـد بها تبك الربا أبا خليل فهـو المحـب والحـبيب والخليـل
وصف إليه البعض من شوقي الجزيل وقـل لـه يـا صاحبي هل من سبيل
إلـى اجتمـاع لشـمل بعـد الهجر
تلقـاه فـي دار بهـا ألفا سراج مـا بيـن أفراح التهني بالزواج
منعمـا بـالعز مـع لطـف المزاج وفـوقه مـن أفخـر التيجـان تاج
كـــأنه هنـــاك والــى الأمــر
بلـــغ لـــه تحيــة المشــتاق المصـــطلي بجـــذوه الفـــراق
وقـــل لـــه يــا حســن الأخلاق مـــا آن أن تمـــن بـــالتلاقي
وعلـى أمرىـء أضـحى قليل الصبر
أراك قـد تركـت مـا فـي الريـف مـن رؤيـة البطيـخ فـي الشـنيف
وأكلـــه بـــالجبن والرغيـــف واللبـــن المـــروب الظريـــف
ورحـــت صــاح للقصــير تجــري
مــا فـي القصـير بلـح ولا رطـب وليـــس فيـــه قصــب ولا عنــب
مـا فيه غير الفحم زخرا والحطب ومـاؤه المأسـون مـن دبغ القرب
يســعى إليـه مـن طلـوع الفجـر
مهــــدم الأركـــان والـــبيوت وليــس فــي أســواقه مـن قـوت
ســوى الصــرنباك ولحـم الحـوت وقهـــوة عنـــد أبـــي نبــوت
يشــربها الجوعـان بعـد العصـر
وإن قصـــدت شــربة مــن مــاء فبعــدها أقصــى مــن الســماء
وشــربها مــا فيــه مــن دواء بـــل أنهـــا تــورث كــل داء
ممــا حــوته مــن أســى وضــر
فكــم فــتى أضــحى بـه مقيمـا ولازم الشـــــقاء والهمـــــوم
وظـــل مـــن أمراضــه ســقيما وأعحـــز الطـــبيب والحكيمــا
مـــن العلاج والــدوا والعــذر
تجــارة القصــير فــي الحلافـي ومـــاله فغــي البخــس والاتلاف
وكيلــه يــا صــاح غيـر وافـي وأهلـــه مــن شــذة التجــافي
قــد عــاملوا ســواهم بالضــر
كــل أمرىــء فيـه رهيـن كربـه مقيـــد فـــي شـــرقه وغربــه
منغـــص فـــي أكلـــه وشــربه وكــل مــا يحــوزه مــن كسـبه
لا بــد مــن ضـياعه فـي البحـر
إن القصـــير بلـــد التكاســل وملجـــأ للفتيـــة التنابـــل
وهـل رأيـت فـي الـورى من عاقل يســـتبدل الأريــاف بالســواحل
ويرتضــي بســكنه فــي القفــر
أخشـى عليـك النقـل فـي الطباع مـن معشـر فـي اللغـو والسـماع
حــديثهم فــي آلــه الســواعي فــي السـاق والسـكان والشـراع
والصــدر والفبــوم ثـم النحـر
قـم وارتحـل عن أرض ذاك الوادي واخــتر كمــا تشــاء مــن بلاد
وكــن فـتى يسـعى إلـى الأسـعاد ولا تكـن مثـل ابـن عبـد الهادي
كــــأنه مقيـــد فـــي قـــبر
أكــرم بــه مــن حــاذق لكنـه أســاء فــي أهـل العـروض ظنـه
مــا ضــر يـا صـاحبي لـو أنـه أخفــى الــذي قـد قـاله وكنـه
وكنــت عــن أقــواله لــم أدر
يقـــول إنــي قــائد للشــعرا مثـل إمرىء القيس الذي قد شهرا
لا هجــــــونه إذن بالشـــــعر
فلا تســل يــا صـح عـن أقـواله وخلــه يعلــن مــا فــي بـاله
إن مــال للإعجــام فـي أفعـاله فـــإنني أميـــل لابــن خــاله
وللنـــبي العربـــي الطـــاهر
وثـق إذا مـا شـئت بـابن جـودي مشــــرف الآبــــاء والجـــدود
وصــوفة القضــاة فــي الوجـود حــبر عليــم ليــس مـن موجـود
لنــا ســواه عـالم فـي العصـر
ثـم انثنـى نحـو ابن معتوق ترى بحـر العلـوم مـن نـواحيه جـرى
محمـد الحـبر الـذي مهمـا قـرا فـاق علـى الزمخشـري بلا افـترا
وبعـد فاهنـأ يـا أخـي بالعرسذ وبــالعروس فــي ديــار الأنــس
فــي رغــد العيــش وطيـب نفـس فــي كــل صـباح أو مغيـب شـمس
فقــد حظيــت بالليــالي الغـر
وواصـــل الأفـــراح بالســـرور وأوقــد الشــموع فــي القصـور
واســأل إلــه البعـث والنشـور يأتيـــك بالذريـــة الـــذكور
مــن كــل مولـود شـبيه البـدر
وعــش مــن الأيـام فـي ابتهـاج منعمــا فــي الخــز والـديباج
وهــــــذه منظومـــــة ازدواج أتتـــك فـــي تهنئة الـــزواج
فقابلينهـــا بابهــا والبشــر
مــا قالهــا الفـرزدق الشـهير ولا حــــذا كحــــذوها جريـــر
ولا حواهــــا شــــاعر خـــبير فريـــدة ليـــس لهـــا نظيــر
فـي نظـم أربـاب النهـى والنثر
هـــذبتها فــي طلــب الســماح لمــا أتــى فيهـا مـن المـزاح
وإن أكـن فـي القـول غيـر صـاح عــن ذلـة فـي نظمهـا يـا صـاح
فــاخلع عليهـا خلعـة مـن سـتر
إذا أنتـــم الأجلــة التمــارك لــبيس لكـم فـي فخركـم مشـارك
أمــوالكم تنمـو بهـا الجمـارك تصـــرفها الملــوك والممالــك
فحســبكم يــا سـادتي مـن فخـر
أنتـم أهيـل الفخـر إن أحسـنتم وإن هجرتـــــم وإن أســـــأتم
وأنتــم الســادات أنتـم أنتـم أصــهارنا تــاللَه كيــف كنتـم
أكـرم بكـم يـا آل بيـت الشـكر
وقــد ختمــت النظــم بالصــلاة مــع الســلام فـي مـدى الأوقـات
علـــى نـــبي جـــاء بالآيــات والآل والأصــــحاب والزوجــــات
وعــترة المختــار طـه الطـاهر
مــا هــام بــالملاح صـب عاشـق وإن مــــن أشـــجانه مفـــارق
ولاح فـــي جنـــح الظلام بــارق ورفعــــت آيـــات أو بـــوارق
لكــل جيــش مــن جيـوش النصـر
حسن عبد الرحيم القفطي
57 قصيدة
1 ديوان

حسن بن عبد الرحيم بن علي الخطيب الخزرجي القفطي.

من شعراء قفط بمصر، ولد ونشأ في بلدة القصير وتوفي بقفط.

له (ديوان القفطي- ط) جمعه ابن له.

1903م-
1321هـ-