الأبيات 27
فبعــد أن أصـغي إلـى نسـطورا أخيــل راح يخــرق الجمهــورا
مستحضـــراً جـــائزة اللكــام بغلا عتــا فــي سـادس الأعـوام
مـاريض بـل يوشـك أن لا يقربـا وقــدحاً لمــن عيانــاً غلبــا
وصـاح أي اثنيـن قافـا الجندا وفــي أسـاليب اللكـام اشـتدا
فليــبرزا فــذا الجـزا أعـدا فمـــن بنصـــر فيبــسٍ أمــدا
وشـــهد الجمــع لــه فيهــدى إليــه ذا البغـل القـوى جـدا
والكــأس للمغلـوب حقـا يسـدي
فقـــام قـــرمٌ باســلٌ كــبير إفيـوس فـانوف الفـتى الخـبير
ألقـى علـى البغـل يـداً وقالا يـا مـن يروم القدح ابرز حالا
فلا ســواي البغـل منكـم نـالا فــتىً ومثلـي خـاض ذا المجـال
حســبي أن لا أحســن القتــالا مـن ذا الـذي كـل مجـالٍ جـالا
قلـــت وإنــي صــادقٌ مقــالا مــن قـام لـي قطعتـه أوصـالا
وليعــدد الصـحب لـه الرجـالا تحملــــــه مثقلاً نكــــــالا
فصــمتوا طــرّاً ســوى فريــال عـد بنـي الخلـد أبـي الأهـوال
فــرع مكســت بــن طلاووس ومـن قـد كـان مـن أعظم لكام الزمن
قـد كـان فـي مأتم أو ذيب ظهر فــي ثيبــةٍ وآل قــدمسٍ قهــر
ونحــــوه ذيـــومٌ مستنهضـــا بــادر يبغــي فــوزه محرضــا
شــد لـه النطـاق حـول الخصـر والجمــع غشـى جلـد ثـورٍ بـري
فنــــزلا الســـاحة يرفعـــان كفيهمــــا معـــاً ويلكمـــان
حـتى هناك الجمع بالجمع اشتبك ورشــح الأعضـاء واصـطك الحنـك
فــانقض إفيــوس وفريـال لطـم بــوجهه لطمــة صــنديدٍ غشــم
فلــم يطــق لهولهـا احتمـالا وارتجفـــت أعضـــاؤه ومــالا
كــالحوت والنـوء بشـمألٍ عصـف في الجرف بين زيد البحر ارتجف
لكــن إفيــوس انحنــى عليــه يرفعـــه مــا بيــن ســاعديه
وصــحبه خفــوا بــه والتــوت ســاقها والهامـة أيضـاً أهـوت
يســيل وهــو لا يعــي شــعورا نجيعـــه مـــن فمــه غزيــرا
كـذا بـه سـاروا بملـءٍ اليـأس ولـم يفتهـم أخـذ تلـك الكـاس
سليمان البستاني
139 قصيدة
1 ديوان

سليمان بن خطار بن سلوم البستاني.

كاتب ووزير، من رجال الأدب والسياسة، ولد في بكشتين (من قرى لبنان) وتعلم في بيروت، وانتقل إلى البصرة وبغداد فأقام ثماني سنين، ورحل إلى مصر والأستانة ثم عاد إلى بيروت فانتخب نائباً عنها في مجلس النواب العثماني وأوفدته الدولة إلى أوربة مرات ببعض المهام، فزار العواصم الكبرى.

ونصب (عضواً) في مجلس الأعيان العثماني، ثم أسندت إليه وزارة التجارة والزراعة، ولما نشبت الحرب العامة (1914- 1918م) استقال من الوزارة وقصد أوربة فأقام في سويسرة مدة الحرب، وقدم مصر بعد سكونها.

ثم سافر إلى أميركة فتوفي في نيويورك، وحمل إلى بيروت.

وكان يجيد عدة لغات.

أشهر آثاره (إلياذة هوميروس - ط) ترجمها شعراً عن اليونانية، وصدّرها بمقدمة نفيسة أجمل بها تاريخ الأدب عند العرب وغيرهم، وله (عبرة وذكرى - ط)، و(تاريخ العرب -خ)، و(الدولة العثمانية قبل الدستور وبعده -ط)، و(الاختزال العربي -ط) رسالة، وساعد في إصدار ثلاثة أجزاء من (دائرة المعارف) البستانية، ونشر بحوثاً كثيرة في المجلات والصحف.

1925م-
1343هـ-