هَل يَنطُقُ الرَبعُ بالعَلياءِ غَيرَهُ
الأبيات 31
هَــل يَنطُـقُ الرَبـعُ بالعَليـاءِ غَيـرَهُ ســافي الرِيــاحَ وَمُســتَنٌّ لَــهُ طَنَـبُ
جَـــرَت بِـــهِ ذاتُ أَذيــالٍ مُزَعزَعَــةٍ لَهـــا نَفـــيٌّ وَذَيــلٌ عــارِمٌ حَصــِبُ
تَكســـو مَعـــارِفَهُ حِـــبراً تُجَــدِّدُهُ مِــنَ التُــرابِ وَأُخــرى بَعـدَ تَسـتَلِبُ
دارٌ لِبَيضـــاءَ مُســـوَدَّةٌ مَســـائِحُها كَأَنَّهـــا ظَبيَّـــةٌ تَرعـــى وَتَنتَصــِبُ
تَحنـــو لِأَكحَـــلَ أَلقَتـــهُ بِمَضــيعَةٍ فَقَلبُهــا شــَفَقاً مِــن هَــولِهِ يَجِــبُ
جاوَرتُهـــا رَجَبــاً أَيّــام ذي ســَلَمٍ ثُــمَّ إِســتَمَرَّت وَلاقــى دونَهــا رَجَـبُ
يـا أَطيَـبَ النـاسِ ريقـاً بَعدَ هَجعَتِها وَأَملَــحَ النــاسِ عَينـاً حيـنَ تَنتَقِـبُ
لَيســَت تَجــودُ بِنَيــلٍ حيـنَ أَسـأَلُها وَلَســـتُ عِنــدَ خَلاءِ اللَهــوِ أَغتَصــِبُ
كَــأَنَّ فــي ثَوبِهــا زِفــزافَ حَرمَلَـةٍ مِـن أَزمَـلِ الحِلـيِ وَهنـاً حيـنَ تَنقَلِبُ
فــي مِرفَقَيهــا إِذا مــاعونِقَت جَمَـمٌ عَلــى الضــَجيعِ وَفـي أَنيابِهـا شـَنَبُ
كَـــأَنَّ بَرديَّــةً جاشــَت بِهــا خُلُــجٌ خُضـرُ الشـَرائِعِ فـي حافاتِهـا العُبَـبُ
دَع ذا وَعُــــدِّ عَفَرنــــاةً مُـــذَكَّرَةً بِمِثلِهـــا يَطلُــبُ الحاجــاتِ مُطَّلَــبُ
وَلَيلَــــةٍ ذاتِ أَهـــوالٍ كَواكِبُهـــا مِثـلُ القَناديـلِ فيهـا الزَيتُ وَالعُطُبُ
قَـد جُبتُهـا جَـوبَ ذي المِقـراضِ مُمطِرَةً إِذا إِســتَوى مُغفِلاتُ البيــدِ وَالحَـدَبُ
بِعَنتَريـــسٍ كَــأَنَّ الــدَبرَ يَلســَعُها إِذا تَرَنَّـــمَ حـــادٍ خَلفَهـــا تَــرِبُ
وَاِنســَبتُ بِالـدَلوِ أَمشـي نَحـوَ آجِنَـةٍ مِــن دونِ أَرجائِهــا العُلّامُ وَالقُطَــبُ
إِلـى الوَليـدِ أَبـي العَبّـاسِ مـاعَجِلَت وَدونَــهُ المُعــطُ مِـن نِيَّـانَ وَالكُثُـبُ
لَمّــا أتيتُــكَ مِــن نَجُــدٍ وَســاكِنِهِ نَفَحـتَ لِـيَ نَفحَـةً طـارَت بِهـا العَـرَبُ
أَعطَيتَنــي مــائة صــُفراً مَــدامِعُها كَالنَّخــلِ زَيَّــنَ أَعلـى نَبتِـهِ الشـَّرَبُ
يَســـوقُها يـــافِعٌ جَعـــدٌ مَفــارِقُهُ مِثــلُ الغُـرابِ غَـذاهُ الصـَّرُ وَالحَلَـبُ
وَإِذا ســـَبيبٍ صـــُهَيبيّاً لَــهُ عُــرُفٌ وَهامَــةٌ ذاتُ فَــرقٍ مــا بِهــا صـَخَبُ
إِن أَخصــَبَت تَرَكَـت مـا حَـولَ مَبرِكِهـا زَينـــاً وَتُجــدِبُ أَحيانــاً فَتَحتَطِــبُ
إِنّـي إِمـرُؤٌ أعتَفـي الحاجِـاتِ أَطلُبُها كَمـا إِعتَفـى سـَنِقٌ يُلقـى لَـهُ العُشـبُ
وَلا أُلِــــحُّ عَلـــى الخُلّانِ أَســـأَلُهُم كَمــا يُلِــحُّ بِعَظــمِ الغـارِبِ القَتَـبُ
وَلا أُخــــادِعُ نَــــدماني لِأَخـــدَعَهُم عَـن مـالِهِم حيـنَ يَسـتَرخي بِهِـم لَبَـبُ
وَأَنــتَ وَإِبنــاكَ لَـم يوجَـدُلَكُم مَثَـلٌ ثَلاثَـــةٌ كُلُّهُـــم بِالتـــاجِ مُعتَصــِبُ
الطَيِّبــــونَ إِذا طـــابَت نُفوســـُهُمُ شــَوسُ الحَـواجِبِ وَالأَبصـارِ إِن غَضـِبوا
قِســني إِلــى شــُعَراءِ النـاسِ كُلِّهِـم وَإِدعُ الـرواةَ إِذا مـاغَبَّ ما إِجتَلَبوا
إِنّـــي وَإِن قــالَ أَقــوامٌ مَــديحهُمُ فَأَحســَنوهُ وَمـا حـابوا وَمـا كَـذَبوا
أَجــري أَمــامَهُمُ جَــريَ إِمــرِئٍ فَلَـجٍ عِنــانُهُ حيــنَ يَجــري لَيــسَ يَضـطَرِبُ
يا أََيُّها الناسُ خافوا اللَهَ وَإِحتَرِسوا مِـــنَ الوَليـــدِ وَلا يَغروَركُــم الأَرَبُ
ابن ميادة
121 قصيدة
1 ديوان
الرمّاح بن أبرد بن ثوبان الذبياني الغطفاني المُرّي، أبو شرحبيل، ويقال أبو حرملة.

وميادة أمه وبنسبته إليها اشتهر.

شاعر رقيق هجّاء، من مخضرمي الدولة الأموية والعباسية، قالوا: كان متعرضاً للشرّ طالباً لمهاجاة الناس وَمُسَابّةِ الشعراء، مدح من الأمويين الوليد بن يزيد وعبد الواحد بن سليمان، ومن الهاشميين المنصور وجعفر بن سليمان.

وفي العلماء من يرى أنه أشعر غطفان في الجاهلية والإسلام وأنه كان خيراً لقومه من النابغة، وقد أفرد الزبير بن بكار أخباره في كتاب.

قال صاحب سمط اللآلي: شعراء غطفان المنسوبون إلى أمهاتهم في الإسلام ثلاثة: ابن ميادة وأبوه أبرد، وابن البرصاء وأبوه يزيد، وأرطأة بن سهية وأبوه زفر.

وفي أخباره في كتاب الأغاني: قال إسحاق حدثني عجرمة قال: كان ابن ميادة أحمر سبطاً عظيم الخلق طويل اللحية، وكان لباساً عطراً، ما دنوت من رجلٍ كان أطيب عرفاً منه.

766م-
149هـ-