الأبيات 23
لِلّــه مــا فعــل الأسـى بفـؤادي مـن بعـد فقـدك يـا سراج النادي
جــادت عليـك مـدامعي واحـق مـا تجــري الــدموع لفرقـة الاجـواد
أنــت الـذي ملأ الزمـان فضـائلاً وفواضـــلاً ومكارمـــاً وايـــادي
أنـت الـذي الـف التواضـع شـيمة ان التواضـــع حليـــة الأســياد
ابكــي خلائقـك الـتي كـانت لنـا مـــرآة كـــل فضـــيلة ورشــاد
ابكي المعاني الغر منك واندب ال همــم الــتي جلــت عـن الأنـداد
ابكـي المفـاخر والمـآثر والحجى والــرأي منبلجــاً بنــور سـداد
مـن للسـماحة بعـد فقـدك والندى مــن للعفــاة الشــعث والقصـاد
مــن للوفـود إذا تكـاثف جمعهـا مــن للضــيوف وســائر الــوراد
كــانت لهــم بـذرى حمـاك ملاجـئ يجــدون فيهــا بهجــة الأعيــاد
ويـرون فـي الطـاف ذاتـك مـا به يحلــو ترنــم حاضــر أو بــادي
هيهــات بعــدك ان يطيـق تصـبراً قلــبي ويرقــا دمعـي المتمـادي
اطـوي الليـالي بعـد فقدك نائحاً واصـــابح الأيـــام بالتعـــداد
لِـمَ لا أنـوح علـى كريـم كـان في أعمــــاله يـــبيض وجـــه بلادي
ولكــم لــه عنــدي حقـوق مـودة ومحبـــة وقفـــت عليـــه ودادي
أُنشـي رثـاه ومـن مـدادي ادمعـي ودم الفــؤاد لهــا مـن الامـداد
ويكــاد يلتهـب اليـراع بـأنملي ممــا يحـس مـن الزفيـر البـادي
آل المقـــدم ان احمــدكم مضــى عطــر الثنــاء مطهــر الأبــراد
وسـرى إلـى دار البقا ومن التقى مُلئت حقيبتـــــه بــــأوفر زاد
صـحب الحيـة منزهـاً عـن كـل مـا يــزري بفضــل نزاهــة العبــاد
يرعـى حقـوق الـدين والدنيا بلا بطــر كمـا امـر النـبي الهـادي
فتمســـكوا بخلالـــه وتعقبـــوا آثـــاره يـــا عــترة الأمجــاد
وابنـوا كمـا قد كان يبني للعلى وخـذوا تقـى الرحمـن خيـرَ عتـاد
عبد الحميد الرافعي
86 قصيدة
1 ديوان

عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.

شاعر، غزير المادة.

عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.

من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.

ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.

واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.

وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و(مدائح البيت الصيادي -ط)، و(المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و(ديوان شعره -خ).

1932م-
1350هـ-