الأبيات 25
صــار حـبي فيـك وجـداً وغرامـا وعرفــت الســر فـازددت هيامـا
كشــفت عــن عيــن قلـبي غشـوة آيــةُ الحــق فابصـرت المقامـا
الاشــــارات الـــتي ابرزهـــا غوثنـا المهدي محت عنا القتاما
وطريــق ابــن الرفــاعي جـدكم احمــد مـن كـان للقـوم امامـا
أشــرقت بيــن البرايــا شمسـه مـن سـما شـيخون والنور تسامىي
ملأ الشـــهباء شـــهبا وســـرى لفــروق وبهـا اختـار المقامـا
نشــرت أعلامكــم بالرشــد فــي كــل فــج وعلـت عـن ان تسـامى
ولكـــم مـــن جــدول سلســلتم نـال منكـم مـددا يشـفي الأواما
ســار فـي الكـون علـى منهجكـم وسـقى مـن خمـرة الحـق الأنامـا
والزوايـــا والتكايــا عمــرت بأيـــاديكم عراقـــا وشـــآما
وتــوالى بركــم بيــن الــورى يشـبه الغيـث انسكابا وانسجاماً
وســعى النــاس وفــوداً نحـوكم بيــن مـن يرجـو نـوالا ومرامـا
وبلغتــــم مظهــــراً يغبطـــه كــوكب الصـبح سـناء واحترامـا
وانفردتــــم بمعـــال كـــثرت عنـدها الحسـاد لا نـالوا سـلاما
زادنــي مــا أكـثروا مـن لغـط بكــم علمــاً يقينـا واعتصـاماً
ولعمــري مـا علـى الشـمس خفـا إنمـا العُمـى تـرى النـور ظلاما
سيدي يا با الهدى يابن الذي اخ تــاره الرحمــن للرسـل ختامـا
كـم لكـم يـا شمس أهل الرشد من مـدد بيـن الـورى يحيى الرماما
مـن أتـاكم طـالب الهـدى اهتدى ومـن ارتـاد حمـاكم لـن يضـاما
قســماً بــالحب حلفــا صــادقاً حبكــم مــازج لحمــي والعظمـا
جـــبرت كســـري منكـــم منــة لسـت أحصي شكرها ما العمر داما
ولئن رمــــت مزيـــداً اننـــي ظــاميء قـد ورد البحـر فعامـا
ملأت عينــــي مــــن مطلعكـــم هيبـة لـو شـامها البـدر لهاما
ولقــد ادهــش فكــري مــا أرى مــن معـانيكم فـأوجزت الكلامـا
يعجــز الشـعر لعمـري عـن ثنـا فضـلكم مهمـا علا الشعر انتظاما
عبد الحميد الرافعي
86 قصيدة
1 ديوان

عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.

شاعر، غزير المادة.

عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.

من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.

ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.

واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.

وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و(مدائح البيت الصيادي -ط)، و(المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و(ديوان شعره -خ).

1932م-
1350هـ-