أفاطم لم تدرين ما فعل الحبس
الأبيات 22
أفـاطم لـم تـدرين مـا فعـل الحبس بجسـمي وقـد غالى به الضعف والنكس
لأبصــرت شـيخاً أوهـن الـدهر عظمـه وقـد أزهـر الفـودان واشتعل الرأس
إذا جنـه الليـل استفاق إلى البكا فــــأدمعه راح وراحتــــه كـــأس
وبـات ينـاجي الليـل فـي شرح حاله وهـل في نجوم الليل للجرح من يأسو
علـى سـجنه الحـراس يخشـى سـفاههم فـوا أسـفا ان يحصـر الأسـد النمـس
إذا رام شـــكوى أعــوزته يراعــه وقـد منعـت عنـه المهـارق والطِـرس
وطـوراً يزيـد الضـغط حـتى لو أنني تـوخيت لمـس البـاب مـا رخص اللمس
وليـس يطـاق الحبـس لـو كـان جنـة ســماواتها نــور وســاحاتها قُـدس
لقيــت تصــاريف القضــا بشــكيمة إذا لـم أهـن لانـت وان اضطهد تقسو
وعــودت حمـل النائبـات فلـم يكـد يكـل لـدى البأسـاء عزمـي والبـأس
ولـم لا وقـومي بالنجابـة في الورى لقـد عرفـوا والفخر من كأسهم يحسو
أقـاموا عماد العلم والفضل وانتهى إليهـم عفـاف النفـس والخلق السلس
وشــاد أبـو حفـص لهـم بيـت سـؤدد لــه الــدين سـقف والصـلاح لـه أس
وكـان لهـم منـه مـدى الـدهر غيرة يقصــر عـن أدراك سـلطانها الحـدس
وكــــل عــــدو مســـهم باذيـــة يعــود عليهـم بـالردى ذلـك المـس
فقـل للألـى جـاروا علينـا تمهلـوا قليلاً سـيدري المعـتري لمـن التعـس
أتيتـم مـن الأسـواء مـا لـو تسطرت تلهبـــت الأقلام واشـــتعل الطــرس
رقصـتم كمـا شـءتم وكـم من رواقصي دهتها الليالي قبل أن ينتهي العرس
هـو الـدهر لا يبقـى علـى حالة فما تــرى أخضــرا الا وينتـابه اليبـس
ومـن عـادة الـدنيا تـدور بأهلهـا فـدور الرخـا لا بـد يعقبـه البـؤس
ولا بـــد للأفلاك مـــن دورة بهـــا تغــل يـد العـادي وينكسـر الفـأس
وكــل امــرئ يجـزى بأفعـاله فمـا جنـى غـارس إلا الـذي يُثمـر الغـرس
عبد الحميد الرافعي
86 قصيدة
1 ديوان

عبد الحميد بن عبد الغني بن أحمد الرافعي.

شاعر، غزير المادة.

عالج الأساليب القديمة والحديثة، ونعت ببلبل سورية.

من أهل طرابلس الشام، مولداً ووفاة، تعلم بالأزهر، ومكث مدة بمدرسة الحقوق بالأستانة، وتقلد مناصب في العهد العثماني، فكان مستنطقاً في بلده، نحو 10 سنين، وقائم مقام في الناصرة وغيرها، نحو 20 سنة، وكان متصلاً بالشيخ أبي الهدى الصيادي، أيام السلطان عبد الحميد، ويقال: أن الرافعي نحله كثيراً من شعره.

ونفي في أوائل الحرب العامة الأولى إلى المدينة، ثم إلى قرق كليسا، لفرار ابنه من الجندية في الجيش التركي، وعاد إلى طرابلس بعد غيبة 15 شهراً.

واحتفلت جمهرة من الكتاب والشعراء سنة 1347هـ، ببلوغه سبعين عاماً من عمره، فألقيت خطب وقصائد جمعت في كتاب (ذكرى يوبيل بلبل سورية) طبع سنة 1349هـ.

وله أربعة دواوين، هي: (الأفلاذ الزبرجدية في مدح العترة الأحمدية -ط) و(مدائح البيت الصيادي -ط)، و(المنهل الأصفى في خواطر المنفى -ط) نظمه في منفاه، و(ديوان شعره -خ).

1932م-
1350هـ-