الموتُ في الأرضِ لا يبقي على أحدِ
الأبيات 16
المـوتُ فـي الأرضِ لا يبقـي علـى أحدِ فاسـلم وقـضّ حيـاةَ المـوتِ فـي رغدِ
وخيـر مـا ينفـع الإنسـان فـي حـدثٍ هــو التــدرع بالســلوان والجلـد
واضـحك علـى هـذه الدنيا إذا ضحكت منـا لمـا نحـن فيهـا هائمو الكبد
لا تســـتحق تباريحـــاً نكابـــدها كلاَّ ولا مــا نعــانيه مــن النكــدِ
وكـل مـن عبثـت أيـدي الحمـام بـه مـن قبلمـا حـان تـوليه بيـاض يـد
تعفيــه ممـا يلاقـي بعـد مـن نكـد فــي عيشـه ويقاسـي بعـد مـن كمـد
تــواردُ النــاس للـدنيا فتتلفهـم وهكــذا تنظـر الـدنيا إلـى الأبـد
كأنمــا هــي قــدٌّ والــورى بــرَد لــه إذا بليـت يختـال فـي الجـدد
والمــرءُ يحزنــه أن لا يقضــي مـن قبـل المنيـة مـا ينـويه في الخلد
وأننـي بعـد مـا تعـدو المنيـة لا أحـسُّ حزنـاً علـى مـا لـم تنله يدي
والبعـض يجتـاز في الدنيا كذي كرم والبعـض يجتـاز فـي الدنيا كمقتصد
مثــل السـليم الـذي ضـمته حفرتـه في زهرة العمر مثل الغصن في الملد
إن تفتقــده أخــاه مـن هـواكَ لـه فكـم فقيـر لـه فـي البـؤس مفتقـد
تبكــي عليـه عيـون الجـود هاميـةً وهكـــذا مقــل الألطــاف والرشــد
وحســـبه حســناتٍ إن يــتيه بمــا أدركتـهُ مـن رفيـع القدر في البلد
وإن تقصــر عــوادي المــوت مـدته عـش أنـت مـا فـاته من قادم المدد
رشيد مصوبع
402 قصيدة
1 ديوان

رشيد بن حنا مصوبع.

شاعر لبناني، علت له شهرة في المغرب، أقام زمناً في مصر ثم بباريس، واستقر بالمغرب، وتوفي به في الدار البيضاء.

له عدة دواوين صغيرة منها: (ديوان الأثر - ط)، و(ديوان غض النقا - ط)، و(ديوان النخبة - ط)، و(سحر البيان - ط)، و(تذكار راغب وصبري - ط) قدمه إلى إسماعيل راغب من أعيان مصر، وإسماعيل صبري الشاعر.

قال المختار السوسي: كان شعره سجية، ولا إلمام له بالقواعد، كان زري الهيئة خاملاً، يمدح كبار المغاربة ويضيع ما يجيزونه به بين الكاس والطاس.

1921م-
1340هـ-