سَرى طَيفُ ليلى في الكَرى لِي وقَد بدا
الأبيات 28
سَرى طَيفُ ليلى في الكَرى لِي وقَد بدا فَحَـــنَّ فُـــؤادي لِلِّقــا وتَوَاجَــدا
وَبِــتُّ حليــفَ الشــَوقِ صـَبّاً مُوَلَّهـاً وأصــبحتُ فـي أسـرِ الغَـرامِ مُقَيَّـدا
وَنـارُ الجَـوى قـد أُضـرِمَت بِجَـوانِحي وَهــاجَ زَفيـري فـي المُنـى وتَوَقَّـدا
رَمَتنـي بِسـَهمِ اللَحـظِ مِن قَوسِ جَفنِها فبــتُّ وَبــاتَ الطَــرفُ مِنّـي مُسـَهَّدا
عَــذُولِيَ كُــفَّ اللَــومَ عَنّـي وَخَلِّنِـي إذا لـم تَكُـن لِي في الصَبَابَةِ مُنجِدا
فَلَـو ذُقـتَ مِـن طَعمِ الهَوى ما وَجَدتُهُ لَمَـا كُنـتَ لِـي بالعَـذلِ يَوماً مُفَنِّدا
وَلَـو سـمتَ مِنهـا لَحـظَ مُقلَـةِ طَرفِها لمـا عُـدتَ لِـي فـي ذا المَلامِ مُرَدِّدا
وَلَـو ذُقـتَ رَشـفاً مـن لَذِيـذِ رُضابِها لأصــبَحتَ نَشــوَاناً طَريحــاً مُعَربِـدا
لَقَـد فـاقَ مِنها الوَجهُ وَالصَدرُ بَهجَةً بُـدُوراً وَشَمسـاً فـي الضـُحاءِ وَعَسجَدا
وَقَــدٌّ وَشــَعرٌ ثُــمَّ مَبســَمُ ثَغرِهــا غُصــُوناً وَلَيلاً ثُــمَّ عِقــداً مُنَضــَّدا
جَعَلـتُ أجُـوبُ القُطـرَ هَـل مِـن مُسَاعِدٍ فَلَـم أرَ فـي الأسواقِ مَن يَسمَعُ النِدا
وطُفـــتُ بأَقطـــارِ البِلادِ لَعَلَّنـــي أَرى راحِمــاً حـالِي فلَـم أَرَ مُسـعِدا
وَلـم أَرَ لـي عـن وَصـلِ لَيلـى مُسَلِّياً سـِوى الحَبرِ مَن قَد حازَ فَخراً وَسُؤدَدا
عَنِيـتُ بـه ذا الفَضلِ والحِلمِ والنُهى سـَمِيَّ الـذُرا حـاوي الفَخـار مُحَّمـدا
فــأكرِم بـه مـن نَجـلِ شـَيخٍ مُبـارَكٍ ســـلالَةِ أعيـــانٍ كِــرامٍ أَماجِــدا
هُـوَ البـارِعُ السـَامِي عَلى أَهلِ عَصرِهِ هُـوَ المَنهَلُ الصَافِي هُوَ العَذبُ مَورِدا
هُــوَ النَجـمُ لِلسـَاري بِلَيـلِ جَهالَـةٍ هُـوَ العَلَـمُ الهَـادِي إلى سُبُلِ الهُدَى
هوَ الفاضِلُ القَرمُ الهُمَامُ لَدى الوَغى إِذا حَمِيَـت يَومـاً هـو الفَيـضُ لِلنَّدى
فَلَـم تَـرَ فِيـهِ العَيـنُ شـَيئاً يَشِينُهُ سـِوى أنَّـهُ فـي العِلمِ قَد صارَ مُرشِدا
فــأَحيَى بِتَــدريسِ العُلُـومِ دُرُوسـَها وأَمسـى لَـدى التَقريـرِ فيهـا مُسَدَّدا
وَصـَارَ بـه فـي الفِقـهِ مَـذهَبُ مَالِـكٍ جَديــداً وَقَـد أَضـحى قَـديماً مُزَهِّـدا
أَيــا حَـبرَ عِلـمٍ يـا هِدَايَـةَ سـَالِكٍ وَخَيــرَ إِمـامٍ فـي الخَلِيقَـةِ يُقتَـدى
وَيـا مَـن سـَما أعلـى المَفَاخِرِ رُتبَةً وَمَـن هُـوَ أَضـحى فـي الأَنـامِ مُجَـدِّدا
إِلــيَّ أَتــى مِنكُــم نَســِيجُ فَرِيـدَةٍ مِـنَ النَظـمِ قَـد فاقَت جُمَاناً وَعَسجَدا
وَوَشـــَّيتُهُ وَالفِكـــرُ مِنِّــي شــاغِلٌ وَقَلـبي وَقَـد أَضـحَى مِـنَ الهَمِّ جَلمَدَا
فَسـَامِح لِمَـا قَـد صَارَ فيهِ مِنَ الخَطَا وَأَســبِل عَلَيـهِ ذَيـلَ سـِترِكَ إِن بَـدا
وَدُم ســالِماً مــا لاحَ بــارِقُ مُزنَـةٍ وَنَــاحَ حَمَــامٌ فَــوقَ غُصــنٍ مُغَـرِّدَا
وَمَـا هَـبَّ مِـن تِلقَـاءِ نَجـدٍ نَسـِيمُها وَسـَارَ رِكـابُ الظعنِ شَوقاً إِلى الحُدَا
أبو بكر بن محمد الملا
5 قصيدة
1 ديوان

أبو بكر بن محمد بن عمر الملا الحنفي.

ولد في الأحساء، وتوفي والده وهو صغير، فتربى في حجر أمه، حفظ القرآن الكريم وهو ابن عشر سنين.

أخذ علوم الفقه والنحو والفرائض، وعلوم الآلات من صرف ومعان وبيان وبديع ومنطق عن عدد من كبار علماء عصره.

توفي في مكة في حجه، وحمل إلى المعلاة فدفن فيها.

له شعر جيد.

من مؤلفاته: (إتحاف النواظر بمختصر الزواجر)، (الأزهار النضرة بتلخيص كتاب التذكرة)، (منهاج السالك وشرحها).

1853م-
1270هـ-