الأبيات 50
عَــداها وَحقِّــكَ عمّــا بـدا تــذكُّرها بــاللِّوَى مَعهَــدا
دَعاهـا الهَـوى فاستَجابَت لَهُ وَبِالســَّفحِ أَنجَزَهــا مَوعِـدا
ســَقاها عَلــى أَثلاتِ الأَثِيـلِ بعَــذبِ العُـذَيبِ ومـا صـَرَّدا
وأَوجــدها وهــيَ فـي بابِـلٍ شـَمِيمَ العـرارِ فمـا أَبعَـدا
وطــافَ بِهــا طَيفُــهُ سـُحرَةً فَواعَجَبـاً مِنـهُ أَنَّـى اهتَـدَى
تَهيـــمُ بِنَجـــدٍ وأَوطــانِهِ كــأنَّ بِنَجــدٍ لهَــا مَولِـدا
إِذا هَبَّــتِ الرِّيــحُ تِلقـاءهُ ســُحَيراً تَصـُومُ علَيهـا غَـدا
تَحِــنُّ إِلَيـهِ حنِيـنَ العِشـارِ لِفَقــدِ الحـوارِ إِذا أُبعِـدا
فيـا ضـاحِكَ البَـرقِ مِن أُفقِهِ كَـوجهِ الكَريـمِ إِذا استُرفِدا
ظَمِئتُ إِلَيـــكَ أَلا فَاســـقِنِي فقَـد أَنضـَجَ القَلبَ حرُّ الصَّدى
وَيــا سـاجِعاً فَـوقَ أَفنـانِهِ يَهِيـجُ القلـوبَ إِذا مـا شَدَا
إِذا جَـــسَّ مِزهَــرَ أَحشــائِهِ يُــذَكِّرُ إِســحاقَ أَو مَعبَــدا
طَرُوبـــاً بِبَهجَــةِ أَوطــانِهِ رِياضـاً غُـذِينَ بِقَطـرِ النَّـدى
نســيتَ هَــدِيلاً فلَــم تَبكِـهِ وَقَـد أَوبَقَتـهُ صـروفُ الـرَّدى
أَلِيـفٌ مَضـَى لَـم يَحِـن عَهـدُهُ وخُنــتَ العُهُـودَ فَتَبَّـت يَـدا
أَغَــرَّكَ هَـذا النَّعيـمُ الـذي وإِن طــالَ لا بُـدَّ أَن يَنفَـدا
أَلَيـسَ فَـتى العَبـدِ لمّا وَفَى بِعَهـدِ الحَـبيبِ بكَـى ثَهمَـدا
طُلُــولاً كمــا خـطَّ ذُو فِكـرَةٍ علَـى الثَّـوبِ قد أَصبَحَت هُمَّدا
وَلَــم يَبكِهـا لا وَلكِـن بكـى عهُــوداً تَقَضـَّت وَإِلفـاً عَـدا
يفُـوهُ الحَمامُ بدَعوى الغرامِ وَمــا إِن أقـامَ لهـا شـُهَّدا
وَمَـا كُـلُّ مَـن قـالَ نَسمَع لَهُ إِذاً لَبَغــى بَعضـُنا واعتَـدى
حَمَلنـــا قَضــايا مَقــالاتِهِ علَـى أَصـلِ قَيـسٍ هُوَ المُقتَدى
فَخــالَفت الأَصــلَ لا تَسـمَعُوا مَقــالاتِهِ يـا قُضـاةَ الهُـدى
فَحَلـيُ الرِّقـابِ وَحُسنُ الخِضابِ يُنـافِي الخِطـابَ الَّذي أَورَدا
فيـا مُـدَّعِي مذهبي في الهَوى فـإِنَّ أَخـا الحَـقِّ مَـن أَسعَدا
تعـالَ أُقاسـِمكَ حُمـرَ الدُّمُوعِ وَجَمـرَ الضـُلُوعِ إِذا استَوقَدا
وَقُـربَ السـِّقامِ وَبُعدَ المَنامِ وطُــولَ الملامِ وَقَـولَ العِـدا
وَمَـسَّ الطَّـوى واغِلاً في القُوَى وَهَيهـاتَ لِـي أَن أَرَى مُسـعِدا
فَلَــولا قُــدُومُ فَتَــى عِــزَّةٍ تُســـَمِّيهِ أَخلاقُـــهُ أَحمَــدا
لـــودَّعتُ أَرضــِي وَســُكّانَها وَحـاوَلتُ فِـي الأُفقِ لِي مصعَدا
أُخُــو هِمَّــةٍ أَوجَبَــت رَفعَـهُ علــى الفاعِلِيَّــةِ وَالابتِـدا
أَدِيـــبٌ فأَلفـــاظُهُ لُؤلُــؤٌ تَسـَاهَمَهُ القـومُ في المُنتَدى
تَوَاضـــَعَ لِلنّـــاسِ لكِنَّـــهُ هـوُ السـَيفُ يُخشَى وَإِن أُغمِدا
أَتَتنـا عَلـى اليُمـنِ أَبياتُهُ عروســاً تجـرُّ ذيـولَ الـرِّدا
علَيهـــا قَلائِدُ مِــن أَنجُــمٍ بِمَنظُومِهــا جِيــدُها قُلِّــدا
شــَربنا عَلـى وَجهِهَـا قَهـوةً حَكـى لَونُهـا وَجنَتَـي أَغيَـدا
تَـردُّ الشَبابَ على ذِي المَشِيبِ وَتُعطِيـــهِ هَيــآتِهِ أَمــرَدَا
تَنَـافَسَ فـي كَأسـِها الناسِكُو نَ يَمانيَّـةً لَـم تَكُـن صـَرخَدا
وقُمنـا جَميعـاً علـى سـُوقِنا لِبَســطِ الأكُـفِّ ورَفـعِ النِّـدا
دُعــاءً لِــدولتِنا بِالبَقـاءِ وَحُسـنِ القَضـاءِ لِكَـي نَسـعَدا
فَهــاكَ قَريضــاً لــهُ بَهجَـةٌ كَــوَجهِ الحَـبيبِ إِذا شـُوهِدا
يَســـيلُ عَلَــى رقِّــهِ رِقَّــةً وَيَحلُـو بِـه طَعـمُ مَـن أَنشَدا
وَتَحكِـــي عذُوبَــةُ أَلفــاظِهِ نَسـيمَ العِـراقِ إِذا مـا غَدا
بَـدا مِـن أَخِـي هِمَّـةٍ قَد سَمَت بِهـا انتَعَلَ النَّسر والفَرقَدا
لَــهُ ســَلَفٌ أَوقَـدُوا نـارَهُم فمِنهـا استَضـا كُلُّ مَن أَوقَدا
علَــى أنَّـهُ لَـم يَـزَل دَهـرُهُ يُعَــوِّقُهُ عَــن بُلـوغِ المَـدى
عَسـَى نَفحَـةٌ مِـن إِلـهِ السَّمَا ءِ بِعَطفِ الختامِ عَلَى المُبتَدا
وصــلَّى المُهَيمِـنُ ربِّـي عَلـى نَبِـيِّ الهُدى المُصطَفى السَّيِّدا
بِـهِ الأَرضُ كـانَت طَهُـوراً لنا وقَــد جُعِلَــت كُلُّهـا مَسـجِدا
كَـذا الآلُ والصـَّحبُ والتابِعُو نَ وَمَن قَد قَفا أَثرَهُم واقتَدى

عبد الله بن علي بن محمد بن عبد الله بن أحمد النجاري الخزرجي، من ذرية أبي أيوب الأنصاري الشافعي.

ولد في قرية المبرز من الأحساء، وحفظ القرآن وهو ابن اثنتي عشرة سنة، وأخذ عن جده ووالده علم التفسير والحديث والفقه وقواعد العربية.

اشتغل بالقضاء بعد وفاة أبيه واستمر إلى آخر عمره.

كان صاحب شاعرية فذة، وأسلوب رائع، وخيال واسع الأطراف، وأجاد فن المراسلة.

1925م-
1344هـ-

قصائد أخرى لعبد الله بن علي آل عبد القادر