أفيقوا بني الدنيا فقد وعظ الدهر
الأبيات 8
أفيقـوا بني الدنيا فقد وعظ الدهر فليـس لكـم مـن بعـد انـذاره عـذر
ألـم تسـمعوا مـن حاز شرقا ومغربا وضـاقت بـه الآفـاق قـد ضـمّهُ القبر
فـأين الملـوك الصـيد من خضعت لهم رقــاب الـورى ثـم أطـاعهم القصـرُ
وأين الأولى سادوا وبالعلم قد غدوا فلاســفة مــن لفظهــم خجــل الـدر
فمـاتوا ومـا أضـحى لنا من تراثهم سـوى سـكّة يبقـى لهـم ضـمنها ذكـر
فـوا حيرتـي كيـف المعـادن لم تزل ونفنـى فـذا أمـر يضـيق بـه الصدر
ولكــن مــراد اللــه جلّـت صـفاته فليــس لنـا إلّا الرضـى ولـه الأمـر
ألا رحـم اللَـه أمـرءاً سـار صـالحا وقـدّم خيـرا قبـل أن ينقضـي العمر

نصر الله بن فتح الله بن بشارة الطرابلسي الحلبي.

شاعر فحل، أديب فاضل، محب للعلوم ولدرس اللغات، ولد في حلب من أبوين كاثوليكيين من أعيان الشهباء، امتازا بالفضل والفضيلة.

درس مبادئ العلوم على أدباء مدينته فأتقنها في وقت قصير، ثم تفرغ للدروس البيانية والآداب فحفظ شيئاً كثيراً من أشعار العرب ونوادرهم وأخبارهم.

درس اللغتين الفارسية والتركية وكان له بهما شعر جيد. رحل إلى مصر فاراً بدينه بعد ما لقيه من الاضطهاد في بلده. عاش الطرابلسي في مصر إلى أواسط القرن التاسع عشر.

له قصائد كثيرة اغتالت أكثرها يد الضياع.

1840م-
1256هـ-

قصائد أخرى لنصر الله الطرابلسي الحلبي