الأبيات 17
دع العيـن منـي تذرف الدمع عندما فحـقّ لهـذا الخطيب ان تُسكب الدما
وخــلِّ زفيـر القلـب يحـرق أضـلعاً أبـت مـن لهيـب الحـزن ان تتقوّما
وذر كبـدي تفنـى مـن البؤس والأسى فحــقّ عليهــا ان تــذوب وتعـدما
لقـد كنـتُ قبـل اليوم أفصحُ ناطقاً فقـد صـرتُ مـن هذي الحوادث أبكما
خليلـيّ إن لـم تسعداني على البكا فلا أنتمــا منــي ولا أنـا منكمـا
خليلـي إن لـم تـدريا مـا أصابني مـن الـدهر قـد خان الوفا وتصرّما
خليلـيّ أمسـى طـامس الكفـر واضحا خليلـيّ أضـحى منهـج الحـق مبهمـا
خليلــيّ والإيمــان غــابت شموسـه خليلــيّ والحــق الصــريح تكتّمـا
خليلــيّ إن الســيف كــذب ديننـا فـإن كنتمـا لم تعلما ذاك فاعلما
ومــا ذاك إلا أنّ أعيــان قومنــا غــدوا فرقــا شـتى ولـولاهم لمـا
فيــا لقلــوب قـد نسـت وتسـامحت ويـا لعيـون قـد تبرقعهـا العمـى
نفـوس غـدا يقتادهـا الضـال نحوهُ كــأن عليهـا الكفـر أمـرٌ تحتّمـا
فيــا ليـت الحـاظي عميـنَ ولا أرى رجــالاً عــن الإيمـان لا شـك نومّـا
يــروم التبـاهي بالعنـاد ودأبـه الفســاد فيُضــحي عالمـا ومعلمـا
أيــترك ديــن الحـق حيـث حمـاته ألا تعـس الحـامي وبئس الذي احتمى
فمــن أجــل دنيـاه اضـاع لـدينه وصــلى مـع الأوغـاد جهـرا ورنمـا
نعـم عنهُ في الانجيل قد قيل معلنا بعيدٌ على ذي المال ان يدخل السما

نصر الله بن فتح الله بن بشارة الطرابلسي الحلبي.

شاعر فحل، أديب فاضل، محب للعلوم ولدرس اللغات، ولد في حلب من أبوين كاثوليكيين من أعيان الشهباء، امتازا بالفضل والفضيلة.

درس مبادئ العلوم على أدباء مدينته فأتقنها في وقت قصير، ثم تفرغ للدروس البيانية والآداب فحفظ شيئاً كثيراً من أشعار العرب ونوادرهم وأخبارهم.

درس اللغتين الفارسية والتركية وكان له بهما شعر جيد. رحل إلى مصر فاراً بدينه بعد ما لقيه من الاضطهاد في بلده. عاش الطرابلسي في مصر إلى أواسط القرن التاسع عشر.

له قصائد كثيرة اغتالت أكثرها يد الضياع.

1840م-
1256هـ-

قصائد أخرى لنصر الله الطرابلسي الحلبي