فَيَطلُعُ قُرصُ الشَمسِ مِن تَحتِ دُجنَةٍ
الأبيات 52
فَيَطلُـعُ قُـرصُ الشـَمسِ مِـن تَحتِ دُجنَةٍ يَميــدُ بِهــا أُملــودُ بـانٍ مُقَـوَّمُ
غَـزالٌ عَلـى الإِقـدامِ جَـرَّأهُ النَـوى بِقَلــبٍ جَريــءٍ لِلهَـوى فيـهِ يُعلَـمُ
يَصــولُ فيُــردي الضـِدَّ وَهـوَ مُصـَمِّمٌ وَتَثنـي المَهـا مِنـهُ العَنانَ فَيُحجِمُ
إِمـامٌ عَلـى كُـلِّ الكَمـالِ قَدِ اِحتَوى فَلا فَضـــلَ إِلّا وَهــوَ فيــهِ مُتَمِّــمُ
لَئِن شــَغَفَ الآرامَ حُبّــاً فَقَـد سـَبى فُـؤادَ المَعالي وَهوَ في الغَيبِ مُكتَمُ
وَشــاقَ ذا بِكــرَ الخِلافَـةِ فَـاِرتَمَت عَلَيــهِ جِهــاراً وَالمَعــاطِسُ رُغَّــمُ
فَعانَقَهــا بَيـنَ الصـَوارِمِ وَالقَنـا وَكــانَت شـُهوداً وَالصـَدّاقُ التَقَـدُّمُ
وَحَلّـى لَهـا جيـداً وَسـاقاً وَمِعصـَماً بِنَصــرٍ عَزيــزٍ يَزدَهيهــا وَيَعصــِمُ
تَخَطَّـت إِلَيـهِ الخـاطِبينَ وَلَـم تَكُـن لِتَعــدِلَ بِالمَنصــورِ وَاللَـهُ يَعلَـمُ
وَلَــو لَـم يَصـِلها لَاِسـتَمَرَّت مُشـيحَةً عَـنِ العيرِ أَو تَفنى الدُنى وَهيَ أَيِّمُ
فَلِـم لا تَجُـرُّ الـذَيلَ فَخراً وَقَد سَمَت بِــهِ حَيـثُ لَـم تَسـمُ شـُموسٌ وَأَنجَـمُ
أَلَيـسَ هُـوَ المَنصـورُ مَن وَطَّدَ العُلا وَذَبَّ عــنِ الإِســلامِ وَالخَطــبُ مُظلِـمُ
وَمَهَّـــدَهُ بِالهُنـــدُواني وَالقَنــا وَمـا أَسـَّسَ الـرَأيُ السـَديدُ المحكَّمُ
أَلَيـسَ الَّـذي حـاطَ البَرِيَّـةَ وَاِغتَدى بِـهِ الـدينُ مَرصـوصَ المَبـاني مُفَخَّمُ
وَثَلَّـلَ عَـرشَ الكُفـرِ عِنـدَ اِعتِـدائِهِ وَغـــادَرَهُ بِــالبيضِ وَهــوَ مُصــَرَّمُ
فَـدانَت لَـهُ صـيدُ المُلـوكِ وَأَصـبَحَت مَماليـكُ تُمضـي كُـلَّ مـا هُـوَ يَلـزَمُ
وَطـاعَ لَـهُ الـدَهرُ الكَـؤودُ وَأَجمَعَت عَلَيــهِ الســُعودُ تَنتَحيــهِ وَتَخـدُمُ
فَشــَيَّدَ مـا شـاءَ العَلاءُ وَلَـم يَـدَع مِـنَ المَجـدِ طُـرّاً مـا يَفـوتُ وَيُبهَمُ
وَأَحيـا رُسـوماً لِلقُلـوبِ قَـدِ اِحتَوى عَلَيهـا العَفـا فَهِيَ بِهِ اليَومَ تَنعَمُ
وقــامَ بِهــا يُجلـي حَلاهـا مُطَبِّقـاً مَفاصــِلَها وَالفَهـمُ فـي ذاكَ صـَيلَمُ
يَـبيتُ عَلَيهـا سـاهِرُ العَيـنِ كالِئاً لِسـُلطانِهِ فـي الـرَأيِ يَسـدي وَيُلحِمُ
خَـبيرٌ بِمـا تَحـوي الـدَفاتِرُ مُحبِـرٌ وَلَكِنَّـــهُ مُغـــرىً بِـــذَلِكَ مُغــرَمُ
عَليــمٌ بِأَســرارِ الدِيانَــةِ عامِـلٌ وَقــوفٌ عَلــى حَــدِّ الشـَريعَةِ قَيِّـمُ
إِمــامٌ لَـهُ إِرثُ النُبُـوءَةِ وَالهُـدى دُوَيـــنَ الملـــوكِ إِنَّ ذاكَ مُســَلَّمُ
سـَليلُ رَسـولِ اللَـهِ وَالمَحتَـدِ الَّذي تَقَــرُّ لَــهُ بِالفَضــلِ عُـربٌ وَأَعجُـمُ
فَمُــذ ظَفِــرَ الإِســلامُ مِنـهُ بِصـارِمٍ تَيَقَّــنَ أَنَّ الشــِركَ لا شــَكَّ مُقصــَمُ
كَمـا أَنَّنـي مُنـذُ اِتَّصـَلتُ بِـهِ سـَمَت بِـيَ الحالُ وَاِنثالَ الغِنى حَيثُ تَعلَمُ
وَأَصــبَحتُ أُكنـى ثُـمَّ لَـولاهُ لَاِغتَنـى ســَمِيّي كَــذا عِنـدَ النِـداءِ يُرَخَّـمُ
وَلَو لَم أَفُز بِالسَبقِ مِنهُ لَما اِعتَرَت عُيـونُ المَعـاني فِكرَتـي حيـنَ أَنظِمُ
وَلا سـاغَ لـي صـَوغُ القَوافي أَرومُها فَتــاتي ســَريعاً وَفـقَ مـا أَتَحَكَّـمُ
وَلا طــاعَ لــي حُــرُّ الكَلامِ يزينُـهُ مَديـــحُ الإِمــامِ حَيثُمــا أَتَكَلَّــمُ
وَلا اِنقـادَ لـي جَيـشٌ لُهـامٌ أَقـودُهُ فَيَتبَعُنــي فــي خَلـفِ وَهـوَ عَرَمـرَمُ
وَلَكَنَّــهُ صـُنعٌ لَـهُ الشـُكرُ فيـهِ لا إِلَــيَّ فَــإِنِّيَ عَــن نُهــاهُ مُعَلِّــمُ
وَمــا الشــِعرُ إِلا جَـوهَرٌ لا تَنـالُهُ مِــنَ أَبحُــرِهِ ذاتِ الأَعــارِضِ عُــوَّمُ
وَلَـو نيـلَ بِالأَيـدي لَهـانَ وَلَاِسـتَوى بَليــغٌ يُجيـدُ القَـولَ فيـهِ وَمُفحِـمُ
وَلَكِـن بَغَـوصِ الفِكـرِ بَعـدَ اِرتِياضِهِ زَمانـــاً بِــآدابٍ تُعيــنُ وَتُفهِــمُ
لَقَـد رُضـتُهُ إِلـى أَنِ اِنقادَ وَاِغتَدى يُســَلِّمُ لــي فيــهِ حَــبيبٌ وَمُسـلِمُ
وَهـا أَنـا ذا قَـد جِئتُ فيـهِ بِمِدحَةٍ فَـإِن قَصـَّرَت فَـالأَمرُ مِـن ذاكَ أَعظَـمُ
وَإِن صــادَفَت قَصــدَ الإِمــامِ فَـإِنَّهُ مَرامــي وَالأَمــرَ الَّـذي كُنـتُ أَرأَمُ
فَخُــذها أَميـرَ المُـؤمِنينَ عَقيلَـةً تَــرومُ رِضــاكُم فَهـوَ لِلفَـوزِ سـُلَّمُ
مُحبَّــرَةً تَــروي أَحــاديثَ مَجــدِكُمُ فَتَطــرَبُ عَنهــا النَفـسُ إذ تـترنَّمُ
مُحَلَأَةً بِالمَــدحِ مَــدحِكَ قَــد ضــَفى عَلَيهــا يَمــانٍ مِـن ثَنـائِكَ مُعلَـمُ
نُـدِبتُ لَهـا مِـن بَعدِ أَن زِنتُ صَدرَها بِأَربَعَــةٍ تَعلــو عَلــى مَـن يُتَمِّـمُ
فَجــاءَت بِـوَجهِ المـدحِ غُـرَّةَ أَدهَـمٍ وَتِلــكَ تَجـرُّ الـذَيلَ زَهـواً وَتَفخَـمُ
تَهنيـكَ بِـالزَورِ الَّـذي نِلـتَ أَجـرَهُ وَيَعقُبُـــهُ بِـــاللَهِ فَتــحٌ مُعَمَّــمُ
وَيُمـــنٌ وَإِقبـــالٌ وَجَـــدٌّ مُجــدَّدٌ وَنَصـــرٌ وَتَمكيــنٌ مُــبينٌ وَمَغنَــمُ
بَقيتُــم بَقــاءَ النَيِّرَيـنِ وَمُلكُكُـم مَـدى الـدَهرِ بِالنَصرِ العزيزِ وَيُخدَمُ
وَلا عَــدِمَت مِنــكَ الخِلافَــةُ ناصـِراً فَــأَنتَ لَهــا دونَ الأَنـامِ المُقَـدَّمُ
وَيُعجِبُــهُ مِنهــا الجَمـالُ فَيَعتَـدي عَلَيهـــا وَتُمضــي حُكمَــهُ وَتُســَلَّمُ
وَيُشــرِعُ رُمحـاً مِـن قِـوامٍ وَيَنتَضـي ظُـبىً مِـن جُفـونٍ فـي النُهـى تَتَحَكَّمُ
وَيُقـدِمُ تيهـاً وَهـوَ بِالحُسـنِ صـائِلٌ فَيَبهَــرُ مِــن ذاكَ الأُســودَ فتُحجِـمُ
وَتُشــفِقُ مَــع ذا أَن تُـرى وَمَكـانُهُ مِـنَ القَلـبِ مُسـتَولٍ عَليـهِ التَـألُمُ
علي بن منصور الشياظمي
16 قصيدة
1 ديوان

أبو الحسن علي بن منصور الشياظمي.

اتصل بالسلطان أحمد المنصور قائداً وشاعراً، وهو من أهل مراكش.

له جملة أشعار متفرقة في بطون مصادر العصر وفي مدح الرسول عليه السلام، في مدح السلطان أحمد المنصور.

1603م-
1012هـ-