زارَت فأَزرت بالغزالَةِ مَنظَرا
الأبيات 69
زارَت فــأَزرت بالغزالَـةِ مَنظَـرا وَمَشــَت فَـأَخجَلَتِ الغُصـونَ تَـأَطُرّا
وَســَمَت بقَــدٍّ قَـد تَجـانَبَ خَصـرَهُ رِدفـانِ قـارَبَ مِنهُمـا أَن يُبتَـرا
وَسـَقَى الصـِبا مِنهـا قِواماً دونهُ غُصـنُ النَقـا فلِـذا بنَهـدٍ أثمَرا
وَتَبَســـَّمَت عَــن لُؤلُــؤٍ بِخِلالِــهِ مـا خِلتُـهُ اليـاقوتَ ذاكَ الأَحمَرا
فـي جُنـحِ لَيـلٍ قَـد جَلَتهُ بِثَغرِها داجٍ يُحــاكي شــَعرَها المُتَحَـدِّرا
فَحَســِبتُ بَرقـاً مِـن قِـرابِ دُجُنَّـةٍ أَنضــَتهُ سـُحبٌ أَو صـَباحاً أَسـفَرا
بَـرقٌ وَأَيـنَ البَـرقُ مِـن ثَغرٍ حَوى بَــرَداً وَدُرّاً أَو أَقاحــاً نُــوَّرا
قَــد عَلَّــهُ شــَنَبٌ هُنـاكَ رَحيقُـهُ مـا بَيـنَ نُعمـانِ اللَثاثِ فَأَزهَرا
وَلَقَـد تَـأَلَّقَ مُرهَفـاً فَأَبـانَ عَـن لَيـلٍ عَلـى صُبحِ الجَبينِ قَد أَهدَرا
صـُبحٌ بِلَيـلِ الشـَعرِ مَحفـوفٌ وَمـا آنَ لَـــهُ وَلِصـــُبحِهِ أَن يَقصــُرا
وَدَنَــت بِخــدٍّ مــورَدٍ جَمَعَـت بِـهِ شــَفَقاً وَإِبريـزاً وَصـُبحاً أَفجَـرا
وَجَلَــت لِثامـاً عَـن مُحَيّـا خِلتُـهُ شَمســاً تَبَــدَّت مِـن سـَحابٍ خَمَّـرا
وَرَنَـت كَمـا لَحَـظَ الغَزالُ فَغادَرَت أَحشــاءَنا نَهبــاً لِطَـرفٍ أَحـوَرا
حـاوٍ لِمـا تَحـوي الجُفونُ وَهُدبُها نَبلاً وَعَضــباً مَــع سـِنانٍ أَسـمَرا
تَحكـي بِـذاكَ عَتـادَ مَنصورِ اللِوا بِالقَصـرِ إِذ أَفنَـت عَسـاكِرَ قَيصَرا
مَـرَّت بِنـا فـي سـِربِها فَاِستَوقَفَت وَحَلا لَهـا ذِكـرُ المُؤَيَّـدِ إِذ جِـرى
حَســناءُ مــا وَقَفَـت لِغَيـرِ مُمَلَّأَ حُسـناً وَلا زارَت سـِوى مَلِـكِ الوَرى
عَلَوِيَّــةٌ نَشــَأَت بِأَكنـافِ الحِمـى أَغنـي الحَطيـمَ وَزَمزَماً وَالمَحجَرا
وَرَبَـت بِطيبَـةَ فَاِسـتَطابَ حَـديثُها كُــلٌّ وَقَـد بَهَـرَ العُقـولَ وَحَيَّـرا
بَـرَزَت فَطـابَ بِهـا النَسيبُ عَقيلَةً وَأَتـى التَخَلُّـصُ مِن سُعادَ كَما تَرى
مُســتَتبِعاً بِحُلـىً تَـروقُ بِصـَدرِها مِن مَدحِ خَيرِ الخَلقِ مِن دونِ اِمتِرا
مَدَحَ النَبِيَّ الأُمِّيَ الرَسول المُجتَبى شـَرَفِ الوُجودِ وَخَيرِ مَن وَطِئَ الثَرى
عَيـنُ الكَمـالِ وَدَوحَةُ الفَضلِ الَّذي مِـن نورِهـا كُـلُّ الوُجـودِ تَنَـوَّرا
حِــبِّ الإِلَـهِ مُحَمَّـدِ الـداعي إِلـى دارِ الســـَلامِ مُبَشــِّراً ومُحَــذِّرا
فَتـحِ المُهَيمِـنِ أَحمَـدَ مَن لَو أَتَت رُســلُ الإِلَــهِ بِنَصـبَةٍ جـا نَيِّـرا
وَإِذا القِيامَـةُ هـالَ هَولُ قِيامِها وَدَهـى الجَميـعُ هُناكَ خَطبٌ قَد عَرا
لَجَــأَت لَــهُ وَاِستَشـفَعَت بِمَقـامِهِ زُمَرُ الوَرى فَكَفى الجَميعُ المَحشَرا
فَهوَ الشَفيعُ العاقِبُ الماحي الَّذي أَملــى مَحاسـِنَهُ الكِتـابُ وَنَشـَّرا
وَأَتـى بِـهِ التَـوراةُ وَالإِنجيلُ إِذ ســَماهُ أَحمَــدَ وَالرَسـولَ وَبَشـَّرا
أَنّــى لِمَــدحِيَ أَن يُحيـطَ بِسـُؤدَدٍ قَـد جـاءَ فـي كُتـبِ الإِلَـهِ مُحَرَّرا
تِلـكَ المَفـاخِرُ قَـد رَسَت أَطوادُها وَسَمَت عَلى السَبعِ الطِباقِ لَها ذُرا
وَتَأَيَّــدَت لَمّـا دَنـا مِـن فَوقِهـا وَقَـد اِنتَهـى لِلمُنتَهى وَحَلا السُرى
فَهُنــاكَ حَيّــاهُ الجَليــلُ وَخَصـَّهُ بِتَحِيَّــةٍ وَمَكانَــةٍ لَــن تُقَــدَّرا
وَحَبـاهُ بِـالآيِ الَّـتي لَـم يُعطَهـا قَبــلُ نَبِيّــاً أَو رَســولاً أَظهَـرا
فَالشـَمسُ يَكبُـرُ عَـن جَلِـيٍّ حُسـنُها وَبِنـورِ أَحمَـدَ قُرصـُها قَـد نُـوِّرا
غـائي المَـدائِحُ أَن تُلِـمَّ بِهِ كَما قَد زارَ طَيفُ خَيالِ سَلمى في الكَرى
يـا أَكـرَمَ الرُسلِ المُجارِ نَزيلُهُم إِنّــي نَزَلـتُ عَلـى حِمـاكَ لَأَخفَـرا
وَحَطَطـتُ رَحلـي فـي جَنابِـكَ مادِحاً ذاكَ الجَنابَ الأَرفَعَ الضافي الذُرا
وَرَكِبـتُ فـي فَيـحِ المَديحِ قَوافِياً وَالحَصـرُ يَلجِـمُ وَالحَـبيرُ تَعَـذَّرا
فَعَسـاكَ تَرحَـمُ نازِحـاً قَـد نـابَهُ ذَنــبٌ وَأَثقَــلَ ظَهــرَهُ وَتَكَثَّــرا
وَسـَرى بِـهِ فـي مَنهَجِ العَيِّ الصِبا فَـإِذا بِصـُبحِ الشـَيبِ ضـاءَ وَشَوَّرا
وَجَــرى هُنــاكَ يَجُــرُّ ذَيلاً مِثلَـهُ نَهـرُ المَجَـرَّةِ في السَما قَد نَشَّرا
فَأَطـارَ عَـن رَبـعِ الشـَبابِ غُرابَهُ فَنَــأى وَآذَنَ بِالرَحيــلِ وَأَنـذَرا
وَالــزادُ إِلّا زادُ حُبِّـكَ لَـم يَكُـن وَالنَفـسُ لَـم تُقلِـع بِجِرنِيَ مُجبِرا
يـا خَيـرَ مَـن أَمَّ الجُنـاةُ جنَابَه فلَقـوا بِـهِ أَمنـاً وَعَيشـاً أَخضَرا
مَـن لـي بِها تَمحو الخَطايا زَورَةٌ أَطـوي لَهـا البيدَ القَواءَ مُشَمِّرا
طَــيَّ الســِجِلِّ بِيَعمَلاتٍ قَــد بَـرا هُــنَّ السـُرى بَـريَ الأَهِلَّـةِ ضـُمَّرا
فَــأَزوَرَ قَـبراً ضـَمَّ أَكـرَمَ مُرسـَلٍ وَأُمَــرِّغَ الخَــدَّينِ ثُــمَّ مُعَفِّــرا
وَأُبَلِّــغ المختـارَ عَـن فَـرعٍ لَـهُ أَزكــى الســَلامَ تَضـَوُّعاً وَتَعَطُّـرا
خَيـرِ الخَلائِفِ أحمَـدَ المَنصـورِ مِن حــاطَ الشـَريعَةَ وَاِسـتَمَرَّ مُظَفَّـرا
فَحَلا بِمَلـــكٍ موصـــَلٍ بِغَنيمَـــةٍ مِلـءَ المَسـامِعِ مـا أَجَـلَّ وَأَخطَرا
عَمــري لَقَـد مَلَأَ الحِجـازَ حَـديثُهُ وَأَتــى العِــرقَ مُكَوِّفـاً وَمُبَصـِّرا
فَهــمٌ كَمـا ثَقَـبَ الشـِهابَ مُنَـوِّرٌ لِمُؤَيِّــدٍ نَحَــرَ العُلــومَ وَبَحَّـرا
مـا لِلخَلائِفِ مَعـهُ مِـن رَفـعٍ سـِوى عَــضَّ الأَنامِــلِ لَهفَــةً وَتَحســُّرا
فَـرعٌ بِحيـدَرَةِ الوَصـي وَرِثَ العُلا عَنـــهُ وَأَورَثَ ذاكَ نَجلاً مُكبَـــرا
بَـدرُ التَمـامِ مُحَمَّـدُ المَأمونُ مَن أَمِنَـت بِـهِ العَليـا وَزادَت مَفخَرا
الشـَيخُ شـَيخُ الأُمَّـةِ المَشـروعُ في نَحـرِ العُـداةِ لَـهُ سـِنانٌ مُذ سَرى
وَالمُنتَضـي بِيَـدِ الخِلافَـةِ مُرهَفـاً عَضــباً يَروقُــكَ حِــدَّةً وَتَحيُّــرا
وَزَرُ البَـريئَةِ عـائِدُ الصِلَةِ الَّذي رَبَطَــت بِــهِ أَزرَ العَلاءِ وَاِحتَـرا
أَيـنَ الحَيـا مِن راحَتَيهِ إِذا حَبا وَالراســِياتُ إِن اِحتَـبى وَتَصـَدَّرا
فَــرعٌ سـَقاهُ الأَصـلُ مَحـضَ وِصـالِهِ فَعَلا وَأَورَقَ بِالوَقـــارِ وَأَثمَــرا
وَســَيَقتَفي ذاكَ الكَمـالَ مُشـاكِلاً وَلَقَــد حَكــاهُ تَيَقُّظــاً وَتَـدَبُّرا
دامَــت بِـهِ عَيـنُ الإِمـامِ قَريـرَةً مـا دامَ نَجـمٌ فـي السَماءِ مُقَرَّرا
مَغنـى الزَمـانِ زَفَفتُهـا لِمَقامِكُم حَسـناءَ قَـد نَظَمَـت مَـديحَكَ جَوهَرا
طَرَقَــت بِـهِ رَوضَ الرَبيـعِ فَلَفَّهـا سـِحراً وَحَيّاهـا النَسـيمُ وَأَنشـَرا
فَـأَتَت بِـهِ تَسـعى عَلى قَدَمِ الحَيا وَتَجُــرُّ ذَيلاً مِــن ثَنــاكَ مُعَطَّـرا
تَبغـي رِضـاكَ فَإِن فيهِ لَها العُلا وَالحلـيَ وَالمِسكَ الذَكي وَالعَنبَرا
لا زِلــتَ بِـالروحِ الأَميـنِ مُؤَيَّـداً وَبِنَجلِـكَ الشـَيخِ الهُمـامِ مُـؤَزَّرا
أَو تَفتَحـا مَعمـورَ الأَرضِ وَتُجرِيـا مِـن عَـدلِكُم فـي كُـلِّ نـادٍ كَوثَرا
علي بن منصور الشياظمي
16 قصيدة
1 ديوان

أبو الحسن علي بن منصور الشياظمي.

اتصل بالسلطان أحمد المنصور قائداً وشاعراً، وهو من أهل مراكش.

له جملة أشعار متفرقة في بطون مصادر العصر وفي مدح الرسول عليه السلام، في مدح السلطان أحمد المنصور.

1603م-
1012هـ-