أَهلِ الزَمانُ بِوصلِ لَيلى مُسعِدي
الأبيات 63
أَهـلِ الزَمـانُ بِوصـلِ لَيلى مُسعِدي وَهَـل التَقـي لَيلاً بِهـا فـي مَشهَدِ
وَأَبيــتُ فيــهِ مُقَبِّلاً فـي حِجرِهـا خــالاً لــدى حَجَـرٍ هُنالِـكَ أَسـوَدِ
وَتَبَرَّجَــت تَسـبي الوُجـودَ بِزينَـةٍ وَتًيــدُ لُــبَّ الناســِكِ المُتعَبِّـدِ
مَـن إِذا تَجَلَّـت فـي مَشاهِدِ قُدسِها أَجلَـت هُمـومَ شـُهودِ ذاكَ المَعهَـدِ
مَـن لـي بِها وَقَد أَسفَرَت في لَيلَةٍ يُـزري دُجاهـا فـي العيونِ بِإِثمِدِ
تِلـكَ اللُيَيلَـةُ مـا لَها أُختٌ سِوى أُخـرى بِطيبَـةَ أُختِهـا في القُعدُدِ
فَهَـل أَركَبَـنَّ لَهـا المَطِـيَّ عَشـِيَّةً وَأَروحُ مَشـــمولاً بِبُــردِ الأَبــرَدِ
وَاللَيــلُ يَســحَبُ مُقبِلاً ديبــاجَهُ وَالشـَمسُ تَرفُـلُ فـي حُلىً مِن عَسجَدِ
وَالعيــسُ تَخفُــقُ للـرَواحِ خَفِيَّـةً أَخفافَهـا فـي الطَـي طَـيِّ الافَدفَدِ
وَيَسـوقُها تَـذكارُ مَـن سَكَن الحِمى وَثـوى بِطيبَـةَ أَو بَقيـعِ الغَرقَـدِ
تِلـكَ المَعاهِـدُ هَـل أُراني نَحوَها أصـِلُ السـُرى وَالسَيرَ سَيرَ المُسأَدِ
وَهلَ أَغتَدي وَالصُبحُ مِن كَحَلِ الدُجى راءٍ وعَيــنُ الشـَمسِ مُقلَـةُ أَرمَـدِ
وَاللَيـلُ مِن أُفقِ المَشارِقِ قَد طَوى رايــاتِهِ بَعــدَ اِنتِشـارِ الأَبنُـدِ
وَالنَجـمُ مَسلوبُ السَنا وَقَدِ اِنطَفى طَفَـأَ الشـَرارِ عَلـى ثِقابَـةِ مَوئِدِ
شـِمليلُ تَـترُكُ بِالفَضا شَملَ الحَصا بـدَداً وَشـَملُ الوَصـلِ غَيـرُ مُبَـدَّدِ
يـا هَل أَبيدُ بوحدِها البَيدا إِلى أَن أَبلُـغَ الأَرضَ المُطَيَّبَـةَ النَـدي
فَـأَحُطَّ عَنهـا فـي المَقاعِدِ رَحلَها وَأَزورَ بِــالزَوراءِ قَــبرَ مُحَمَّــدِ
خَيـرِ البَرِيَّـةِ خـاتِمِ الرُسلِ الَّذي فـاقَ الأَوادِمَ فـي النَدى وَالسُؤدَدِ
تِلـكَ المَعـالي وَالعَـوالي كُلُّهـا مِـن دونِهـا فـي قُربِهـا المُتَفَرِّدِ
فـاقَت عَلـى السَبعِ الطِباقِ وخيَّمَت فـي حَضرَةِ القُدسِ القَديمِ السَرمَدي
وَاِسـأَل بِـهِ آيَ الكِتـابِ فَقَد حَوَت مِـن سـُؤدَدِ المُحتـارِ ما لَم يُجحَدِ
فَالقَـدرُ أَعظَـمُ وَالمَقـامُ أَجَلُّ مِن أَن يُهتَـــدى لِثَنـــائِهِ بِتَعَــدُّدِ
فهُــوَ النَبِــيُّ المُسـتَجارُ بِظِلِّـهِ فـي الحَشـرِ مِـن هَـولٍ هُنلِكَ مُرعِدِ
هَـولٍ يَهيـلُ الرُسـلَ لَكِـن يَنجَلـي بِشــَفاعَةِ المُختـارِ أَفضـَلِ مُنجِـدِ
غَيـثِ العَـوالِمِ رَحمَـةِ اللَهِ الَّتي شــَمَلَت مَواهِبُهــا وَلَمّــا تَنفَـدِ
فَحَمـــى بِــآيتِهِ وَحَــدِّ حُســامِهِ شــُبَهَ المُعـارِضِ أَو وَردَ المُلحِـدِ
فَاِسأَل بِهِ بَدرَ الَّذي اِبتَدَرَ العِدى فيـهِ الـرَدى مِـن بَأسـِهِ المُتَأسِّدِ
وَاِسـأَل بِـهِ أُحُـداً وَهَـل أَغنى بِهِ أَحَــدٌ خَفــاهُ بِخَطبِــهِ المُتَمَـرِّدِ
أَحنَـت عَلـى كِسـرى وَقَيصَرَ بَعدَ أَن ثُلَّــت عُروشـُهُما كَـأَن لَـم تُعهَـدِ
أَبـدَت لَهـا مِـن غَيـضِ ماءِ بُحَيرَةٍ وَخُمــودِ نـارٍ قَبلَهـا لَـم تُخمَـدِ
صـُبحٌ قَـد أَصـبَحَ بِـالمُهَيمِنِ غُـرَّةً لِلـدَهرِ فَاِقـدُر قَـدرَ ذَلِـكَ وَأَحمَدِ
وَاِشــكُر لِمَلــكٍ أَصــبَحَ مُشــهِراً ذاكَ الصــَباحَ مُعَظَّمــاً لِلمَولِــدِ
حَلّـى النَبِـيَّ بِـهِ وَلَـم يَـترُك لَهُ حَقّـاً وَلَـم لا وَهـوَ فَـرعُ المَحتِـدِ
خَيـرُ الخَلائِفِ أَحمَـدُ بـنُ مُحمَّدِ ال مَهـدي الإِمـامُ اِبـنُ الإِمـامِ مُحَمَّدِ
القائِمُ الهادي الَّذي أَبدى الهُدى بِــالغَربِ شَمسـاً بَعـدَ جِـدٍّ مُجهَـدِ
حِـزبُ الإِمـامِ الطَودُ مَنصورِ اللِوى السـَيِّدُ اِبـنُ السـَيِّدِ اِبـنِ السَيِّدِ
وَقَضــَت لَهُـم أَسـيافُهُم وَصـِعادُهُم أَن يَصـعَدوا فَـوقَ السـَماءِ الأَبعَدِ
تَلقـى بِهِـم أُسـداً ظِمـاءً مالَهـا يَـومَ اللِقـا إِلّا الـدِما مِن مَورِدِ
وَتُركـيَ مِنهُـم فـي النَوالِ أَكُفُّهُم فَيـضَ البِحـارِ أَوِ الحَيا المُتَبَدِّدِ
هُـم وَطَّدوا المَجدَ المُؤثَّلَ فَاِرتَقى بِعِمـادِهِ المَنصـورُ فَـوقَ الفَرقَـدِ
بِخَليفَــةٍ أَعيــى الملــوكَ عَلاؤُهُ إِذا لَـم تَجِـد لِمننـالِهِ مِن مِصعَدِ
أَنّــى لَهــا بِمُؤَيَّــدٍ قَــد مَـدَّهُ رَبُّ الســـَماءِ بِأَســـعُدٍ وَتَأَيُّــدِ
رَأيٌ إِذا مــا عَنــهُ جَهَّـزَ رايـةً أَغنــاهُ عَــن جُنـدٍ عَلَيـهِ مُجَنَّـدِ
لَكِنَّــــهُ مُستَصــــحَبٌ بِســـَعادَةٍ تَقضــي بِتَمليــكِ الأَبِــيِّ الأَبعَـدِ
وَعَزيمَـةٍ أَبقَـت طَغـامَ السـودِ في آيِ اِنقِيــادِ لِأَمــرِهِ المُستَرشــِدِ
وَغَـدَوا بِهـا مـا بَيـنَ نَفسِ مُرَوَّعٍ وَمُجــــدَّلٍ وَمُشــــَرَّدٍ وَمُقَيَّــــدِ
هِـيَ عَزمَـةٌ قَـد أَنقَتِ الأَمرَ العَلِي يَ مـن الأَذى وَسـَوادِ مُلـكِ الأَعبُـدِ
شـامَت بَوارقُهـا القَتـامَ وَأَرعَدَت هِنـداً مَـعَ السـِندِ البَعيدِ بِأَرعُدِ
وَقُــبيلَهُم تَرَكَــت عَسـاكِرَ قَيصـَرٍ بِالقَصـرِ هَلكـى كَالرَمـادِ الأَرمَـدِ
بمخـازِنٍ تَلقـى الرُؤوسُ بِهِ الظَبيَ فَتَخِــرُّ ســاجِدَةً لِهَيبَــةِ أَحمَــدِ
ثَبـتُ المَواقِـفِ قَد رَسا للحِلمِ مِن عَليــاهُ طَــودٌ أَيُ طَــودٍ أَطــوَدِ
وَيُريـكَ بَحـراً في المَعارِفِ زاخِراً عَمّـا تَشـا فَاِسـاَل تَفُـز بِالمَقصَدِ
يَقِـظٌ يُـواري الغَيـبُ عَنهُ حَقائِقاً فَيَــرى بِعَيـنِ الأَلمَعِـيِّ المُتَوَقِّـدِ
ظَفِــرَت يَـدُ الإِسـلامِ مِنـهُ بصـارِمٍ حَسـَنِ الـرُوا ماضـي الغِرارِ مُهَنَّدِ
أَخَليفَـةَ اللَهِ عَلى المَحافِلِ رُتبَةٌ للمَلـكِ كالبَـدرِ المنيـرِ الأَصـعَدِ
وَسـَناكَ قَـد بَهَـرَ العَقـولَ وَسَرَّها مَـرآكَ فـي هَـذا المَقـامِ الأَسـعَدِ
مَلَكَــت مَحَبَّتُـكَ القُلـوبَ وَقادَهـا إِحسـانُكُم يـا اِبـنَ النَبِيِّ بِمِقوَدِ
وغرســتَهُ فيهـا فَـأَثمَرَ بالثَنـا وَجَنَيتَــهُ حُلــوَ المَـذاقِ بِمِـذوَدِ
وَبِــهِ أَتَيـتُ مُغـرِّداً كـالطَيرِ إِذ قــامَت أَيــاديكُم لَنـا كَالأَملُـدِ
يَهنيـكَ بالعيـدِ الَّـذي عادَت لَكُم فيـهِ المَسـَرَّةُ بِـالثَوابِ المُخلَـدِ
وَبِكُـم يُهنّـى العيدُ لَو يَدري فَقَد صــُغتُم لأُهبَتِــهِ حُلـىً لَـم تُعهَـدِ
لا زِلـتَ زينَـةَ كُـلِّ عيـدٍ وَالعِـدى حَصـَدٌ لسـَيفِكَ ذي الفَقـارِ الأَربَـدِ
وَبَقيــتَ مَنصــوراً بِرَبِّـكَ غالِبـاً يــا خَيــرَ مَنصــورٍ بِـهِ وَمُؤَيَّـدِ
علي بن منصور الشياظمي
16 قصيدة
1 ديوان

أبو الحسن علي بن منصور الشياظمي.

اتصل بالسلطان أحمد المنصور قائداً وشاعراً، وهو من أهل مراكش.

له جملة أشعار متفرقة في بطون مصادر العصر وفي مدح الرسول عليه السلام، في مدح السلطان أحمد المنصور.

1603م-
1012هـ-