وافى كَما طَلَعَ الإِصباح تَأييدُ
الأبيات 50
وافــى كَمـا طَلَـعَ الإِصـباح تَأييـدُ لكِــن سـُرى لَيلِـهِ مَـع ذاك مَحمـودُ
وَكَيـفَ لا وَهـوَ فـي مَسـراهُ سارَ عَلى هَـــديِ لِأحمَــدَ لا يَعــدوهُ تَســديدُ
مَلـكٌ شـَفا الـدينَ مِن أَدوائِه وَكَفى داءً مِـنَ الجَـوفِ فيـهِ الكُفرُ مَعبودُ
كَذا شَفا الصَدرَ مِن داءِ الجَنوبِ وَلَم يَـدَع بِـهِ أُسـوداً تَعنـو لَـهُ السودُ
قَـومٌ طَعـامٌ عَلـى الجَهلِ المركَّبِ قَد نَشـَوا وَدامَ لَهُـم فـي البَغي تَمريدُ
وَاسـتَبدَلوا الغَـيَّ بِالرُشـدِ فَفاتَهُمُ رِبـــحٌ وَنُجــحٌ وَتَوفيــقٌ وَتَرشــيدُ
مـا زالَ مِنهُـم عَلى وَجهِ العُلى كَلِفٌ حَتّـى اِغتـدى وَهـوَ بِالمَنصورِ مَحمودُ
وَطالَمـا عَبَـدوا الأَهـوا وَزاغَ بِهِـم عَــنِ اتِّبـاعِ الهُـدى جَهـلٌ وَتَقليـدُ
فَقــامَ بِالجِـدِّ لا يَلـوي عَلـى أَحَـدٍ وَكــانَ مِنـهُ لشـَملِ البغـيِ تَبديـدُ
وَجَــدَّ مِنــهُ لِتَمهيـدِ الهُـدى مَلِـكٌ أَغَــرُّ أَبلَــجُ بِالتَأييــدِ مَمــدودُ
مُسـَدَّدَ الـرَأيِ مَنصـورُ اللِـوا أَسـَدٌ شـاكي السـِلاحِ حَليـفُ اليُمـنِ مَجدودُ
فَرعُ الرِسالَةِ مُحيي الدينِ ناصِرُهُ ال مَنصــورُ مَـن لَـم يَجُـز عُلاهُ مَوجـودُ
مُمَهِّـدٌ بالقَنـا وَالـبيضِ مـا عَجَـزَت عَنــهُ الأَئِمَّــةُ وَالشــُمُّ الصـَناديدُ
مُفَتَّــحٌ مِـن بِلادِ السـودِ مـا بَعُـدَت دِيـــارُهُ وَتَبَـــدَّت دونَـــهُ بيــدُ
وَلا تَحـومُ الغَـواني إِثماً هُناكَ وَقَد تَلقـى اِبـنَ دايَـةَ فيها وَهوَ مَجهودُ
أَبعِـد بِهـا مِـن قِفـارٍ لَيسَ يَسكُنُها إِلّا ســَعالي لَهــا فيهِــنَّ تَرديــدُ
وَلا يَجــوبُ فَلاهــا الصــَعبَ مُرتَحِـلٌ مـا لَـم تَكُـن تَحتَـهُ وَجنـاءُ قَيدودُ
تِلـكَ القِفـارُ الَّتي شَقَّ المُرورُ بِها وَلَـم يُفِـد مَعَهـا الرُكبـانَ تَزويـدُ
رامَ الخَليفَـةُ غَـزواً وَالمجـازَ بِها لِلجَيـشِ فَاِجتـازَ عَنهـا وَهـوَ مَعمودُ
رَمـى بِـهِ عَـن قِسـّي الـرَأيِ مـوتِرَةٌ بِـالعَزمِ سوداً بِسَهمِ الحَقِّ قَد صيدوا
فَصـادَفَ العَـرضَ المقصودَ مِن بَعدُ مِن هُـــمُ فَلا عَبــدَ إِلّا وَهــوَ مَعبــودُ
سَهمٌ مِنَ العَربِ قضد أَصمى الأَساوِدَ إِذ صـَمّوا وَهُـم حَيـثُ بَحرُ النَيلِ مَورودُ
وَقَـد دَعـاهُم إِلى الرُشدِ الإِمامُ فَلَم يُصـغوا وَهَـل تَقبَـلُ الرُشدَ الجَلاميدُ
وَحيـنَ صـَمّوا عَـنِ الإِنـذارِ أَسـمَعَهُم صــَواعِقاً بِنَــداها المَـوتُ مَعقـودُ
تَــراهُ يَنفُـثُ مِـن أَفواهِهـا بَـرَداً يَنقَــضُّ حَيـثُ فُـؤادُ القَـرنِ مَرصـودُ
مَــدافِعُ أَبطَلَــت لِلســودِ حِكمَتَهـا فَلَــم يُفِــد مَعَهــا نَفـثٌ وَتَعقيـدُ
وَمـا اِسـتَقاموا إِلـى أَن جُرِّدَت لَهُمُ بيــضٌ وَأُشــرِعَتِ الســُمرُ الأَماليـدُ
وَجاســَت أَيضـاً عَلـى رَغـمِ أُنـوفِهِمُ خِلالَ مـــا ســـَكَّنوهُ ضـــُمَّرٌ قــودُ
قَــد رَكِبَتهــا كُمــاةٌ إِن لَقيتَهُـمُ فـي الحَـربِ تَلقـاكَ أَبطـالٌ مَناجيدُ
مِمَّـن يَرى المَوتَ في الهَيجاءِ مَكرُمَةٌ وَإِنَّ قــاني نَجيــعِ الحَـربِ قِنديـدُ
وَيَبـذُلَن فـي رِضـى المَنصـورِ مُهجَتَهُ وَإِن تَنـاهى إِلَيهـا الفَضـلُ وَالجودُ
كَجُـؤذُرٍ نَشـأَةِ المَنصـورِ مُبتَكِـرِ ال فَتـحِ الَّـذي كـانَ فيـهِ قَبـلُ تَعبيدُ
وَصـارِمِ المَلـكِ مَحمودِ الَّذي شَرَحَ ال فَتــحَ وَزيـدَ بِـهِ مِـن بَعـدُ تَوطيـدُ
مَن مَهَّدَ القُطرَ وَاِرتاعَت لسَطوَتِه الس ســودُ وغــادَرَ سـُكيا وَهـوَ مَطهـودُ
وَأَنـــفُ عِزَّتِــهِ بــالبيض مُجتَــذَعٌ وَسـودُهُ بَعـدُ فـي الـدُنيا عَباديـدُ
رامَ النَجــاةَ وَهَيهـاتَ وَقَـد أُخِـذَت عَلَيـهِ فـي البَـرِّ وَالبَحرِ المَراصيدُ
وَالأَمــرُ لِلَــهِ لا يَنجــو مُحــارِبُهُ وَلَــو يَكــونُ لَــهُ لِلشـُهبِ تَصـعيدُ
لِغَيـرِهِ مِن فَتوحِ الأَرضِ فَاِنتَهِضنَ لَها فَإِنَّــــكَ بِالتَأييــــدِ مَوعــــودُ
وَذا أَوانُ التَهـاني بِـالفُتوحِ وَقَـد جِئتُ بِهــا غَــرِداً إِذ راقَ تَغريــدُ
وَمَــن يَحِـد أَو يَـرُم للأَمـرِ غَيركُـمُ فَــذاك قَــد فــاتَهُ رُشـدٌ وَتَرشـيدُ
وَاِضـرِب بِسـَيفِك مَـن نـاواك إِنَّ لَكُم عَلـى العُـداة بِحَـولِ اللَـهِ تَأييـدُ
مَـن كُـلَّ مَـن خالَفَ الأَمرَ العَلِيَّ هَوى وَلَــم يُفِــد فيـهِ إِبعـادٌ وَتَهديـدُ
مُكَتَّــبٌ مِنهُــمُ للحَـربِ لَـو نَفَعـوا مــا لا يُحيــطُ بِــهِ وَصـفٌ وَتَعديـدُ
أَمـا دَرَوا أَنَّ هَـذا الأَمـرَ لَيـسَ لَهُ إِلّا قُريــشٌ وَفيهــا الســِرُّ مَقصـودُ
وَأَنَّ ســِرَّ الجَميــعِ اليَــومَ جَمَّعُـهُ مَلـكٌ لَـهُ فـي مَراقـي المَجدِ تَفريدُ
خَيـرُ مُلوكِ الوَرى المَنصورُ مَن صَدَقَت عَـن جَـدِّهِ المُصـطفى فيـه الأَسـانيدُ
فَهــوَ الَّــذي جَـدَّدَ الـدينَ وَشـَيَّدَهُ فَجــاءَ طِبـقَ الحَـديثِ مِنـهُ تَجديـدُ
يـا اِبـنَ النَبِيِّ هَنيئاً إِنَّ سَعدَكَ قَد أَغنـى وَصـارَ لَـهُ فـي الأَرضِ تَمهيـدُ
لا زالَ أَمــرُكَ بِالتَأييــدِ مُقتَرِنـاً مـا تـاهَت أَو جَرَّرَت أَذيالَها الغيدُ
وَدُمـتَ تَجنـي ثِمـارَ الفَتـحِ يانِعَـةً مِــن أَرضِ كُــلِّ عَــدُوٍّ وَهـوَ مَصـفودُ
علي بن منصور الشياظمي
16 قصيدة
1 ديوان

أبو الحسن علي بن منصور الشياظمي.

اتصل بالسلطان أحمد المنصور قائداً وشاعراً، وهو من أهل مراكش.

له جملة أشعار متفرقة في بطون مصادر العصر وفي مدح الرسول عليه السلام، في مدح السلطان أحمد المنصور.

1603م-
1012هـ-