هُوَ النَّصرُ يُجنَى من ذَوَابلِ مُرّانِ
الأبيات 30
هُـوَ النَّصـرُ يُجنَـى من ذَوَابلِ مُرّانِ خياشـيمُها يرعُفـن بالعَلَق القانِي
وبِيـــضٍ صـــِفَاحٍ بُتَّـــرٍ يمنِيَّــةٍ ومُقـــوَرَّةٍ شــُقرٍ ســَوَاهِمَ غَــرَّانِ
عليهـنَّ مـن شـُعثِ الـذوائب فتيـةٌ نمَـاهُم إلى العَليَا مَعَدُّ بنُ عَدنانِ
تسـامت بهـم غـايُ المدى وتوقَّلُوا ذُرَى النسـَبِ الوضـّاحِ من قيسِ عيلانِ
أهـابَ بهِـم والجـوُّ بـالنَّقعِ حَالِكٌ يُغطِّــي دَيَـاجِي لَيلِـهِ شـُهبُ حَـرّانِ
أغَـرُّ رَحيـبُ البـاعِ مـن سـِرِّ هاشمٍ سـليلُ الملوكِ الصِّيدِ مِن آلِ زيدانِ
مُـرَوِّي صَوَادي السُّمرِ مِن ثَغرِ العِدى ومُطعِـمُ سـِيدَانِ الفَلاَ هَـامَ أقـرانِ
هُـوَ الملِـكُ المَـامُونُ مَيمـونُ غُرَّةٍ تكنُّفُهَــا لليُمــنِ واضــحُ عُنـوَانِ
حَمَـى بَيضـَة المُلـكِ الأغَرِّ وقد غَدَا مـنَ الدَّمِ عُريَانَ الظَّبَى غَيرَ عُريانِ
خطَا فوقنَ أشبَاحِ المنايا ولم يَبَل ولِلطَّعـنِ فـي اللَّبَّاتِ إرزامُ إرنانِ
بيَــومٍ عَبُــوسِ لَـو تقَـادَمَ عَهـدُهُ لعَهـدِ مُريـدٍ لـم يَصـِف يومَ بَسيَانِ
ولا افتَخـرَت بالشـِّعبِ والجَونِ عَامِرٌ ولاَ عُـدَّ فَخـراً يـومُ عَبـسٍ وذُبيَـانِ
ولاَ دَثِــرَت ذاتُ الإصــَادِ بفَقــدِهَا لقَتلَـى بَنِـي بَـدرٍ لَهـامِيمَ فِتيَانِ
ولا ســَحبت ذَيــلَ ازدِرَاءٍ بقَتلِهَـا بَنـي جُشـَمٍ بـالحَنو ذُهلَ بنَ شيبَانِ
لقـد جـرّدَ المنصـورُ منـهُ مُهَنَّـداً فَـرى كُـلَّ لَيـثٍ مِـن عِنَـادٍ وعُدوَانِ
وهــدَّ بــه هُضــباً رَوَاسـِيَ شـُمَّخاً تكَـادُ بهـا الـدُّنيَا تمِيدُ بأركانِ
عشــِيَّةَ ســَالَت بالأحـالِيفِ للـوَغَى مَهَـامِهُ عَـادَت بالقَنـا غَابَ غِيطانِ
ولاحــت عليهِــم كُـلُّ زَغـفٍ كأنمـا أُفِيضـَت عَلـى أبَـدانِهِم زُرقُ غُدرَانِ
تَلاقَــوا دُوَيـنَ الـوِردِ كُـلٌّ مَدَجَّـجٍ يَهُــزُّ إلَيهِــم كُــلَّ أسـمَرَ ظَمـآنِ
وبارقَــةٍ للمــوتِ تحــتَ سـَحَابِهَا صــَوَاعِقُ تتلُوهــا مَـوَارجُ نِيـرَانِ
يغيـمُ لهـا الأحلافُ برقـاً فـأمطَرت عليهـم بشـُؤبُوبٍ مِـنَ المَـوتِ هَتَّانِ
وكـانُوا يُسَاقُونَ المنايا وأجفَلُوا لوَقـعِ الرُّدينِيَّـاتِ إجفَـالَ ظِلمَـانِ
بَلَــى فِيهـمُ المـامُونُ كُـلَّ مُصـَمِّمٍ ولَــدنٍ أصــَمَّ جُرِّيَـا مُنـذ أزمَـانِ
رَأو ضـَيغماً يُقتـادُ مِـن كُـلِّ بَاسِلٍ مَشـُوقٍ إلَـى الهَيجَـاءِ آسـَادَ حُفَّانِ
وَجُــوذِبَ أذيَــالَ العُلَـى فتهيَّجَـت حفيظَــةُ وُرَّادِ المَهالِــكِ غَيــرَانِ
تصـلَى بجَمـرِ الحَـربِ حَتَّـى كأنَّمـا لـهُ بمَنَـاخِ المَـوتِ مـألوفُ أوطانِ
ألا ايُّهـا المنصـورُ بـاللهِ أذعَنَت لسـَيفِكَ أعنَـاقُ العِـدَى أيَّ إذعـانِ
كَفتــكَ ظُبَـى المـأمونِ كُـلَّ مُلِمَّـةٍ ومُبهَــمِ خطـبٍ مُسـدِلٍ ذَيـلَ أجنَـان
فَـدُم فِـي سـَمَاءِ العِزِّ شمساً مُنِيرَةً تُضـِيءً لأقصـَى الغَـربِ أقصَى خُراسانِ
ولا زالَ مَلثُومــاً ثَــرى عَرَصـاتِكُم لأفـــوَاهِ أملاَكٍ مُعَفَّـــرَ تِيجَـــانِ
محمد بن علي الهوزالي
13 قصيدة
1 ديوان

أبو عبد الله محمد بن علي الهوزالي.

يعرف بالنابغة الهوزالي.

شاعر الدولة الفقيه الجليل البليغ.

له شعر في مدح السلطان أحمد المنصور ووصف انتصاراته، كما أن له مولديات كان ينشدها في المولد النبوي الشريف.

1603م-
1012هـ-