جرى بِمُنَاكَ الدَّهرُ مِلءَ عَنَانِها
الأبيات 30
جــرى بِمُنَــاكَ الــدَّهرُ مِلــءَ عَنَانِهـا وســـَاعَدَتِ الأيَّـــامُ فـــي عُنفُوَانِهــا
ولاحَــت لنــا فــي أُفــقِ يُمنِــكَ غُـرَّةٌ بُلُــوغُ مــدى آمالِنــا فــي ضــَمَانِهَا
بشـــــائِرُ تأتِينَــــا وَلاَءً كَأَنَّهَــــا لَطَــائِمُ دَارِيــنَ بَــدَت مِــن صــِوَانِهَا
فُتــوحٌ جَنَــى المَنصــورُ فِـي عَرصـَاتِها أزاهِـــرَ نصــرٍ يــانِعٍ مــن غِصــَانِهَا
وَلاَ غُصـــنَ إلاَّ مِـــن قَنـــاةٍ قَوِيمَـــةٍ ولا زَهـــرَ إِلّا مِـــن شـــَباةِ ســِنَانِها
ولا رَوضَ إِلّا مِــــن حُمــــاةِ كُماتِهـــا وَلا ســَقى إِلاَّ مَــا جَــرَى مِــن طِعَانِهَـا
كتَــــائبُ منصـــورِيّةٌ قـــذَفَت بهـــا مَــوامٍ نــأت عــن أرضــِهَا ومَكانِهَــا
تهيـــمُ بهـــا الأرواحُ حَتَّــى كأنَّهَــا تُنــاغِي غَزِيــفَ الجِــنِّ فــي دَوَرَانِهَـا
طَــــويتَ بِســـَاطَ أرضـــِها بقَنَابـــلٍ ســَنَابِكُهَا أطــوَى لهــا مِــن بَنَانِهَـأ
ســـَحَائِبُ مِــن مراكــشٍ قــد أثَارَهَــا صــَبَا النَّصــرِ يحـدُوهَا حُـدَا عَكَنَانِهَـا
يــؤُمُّ بهــا الصــحراءَ يرتــادُ أمَّــةً ســُدىً أنِفــت آنافُهَــا مِــن عِرَانِهَــا
فكـــم مَلِـــكٍ قَــد رامَهَــا فتَصــَعَّبَت عليـــه ولَجّــت فــي مُجُــونِ حِرانِهَــا
فلمــا هَمَــت تِلــك الســَّحَائِب فَوقَهَـا أفَــاقَت وهَبَّــت مــن كَــرَى هَيمَانِهَــا
فــألقَت مقاليــدَ الأمــورِ إلـى الـذي نَضــَا العِــزَّ عَنهَـا فارتَـدَت بهَوَانِهَـا
إلَــى المَلِـكِ الشـهمِ الـذي لَقِحَـت بِـهِ لِقَـــاحُ الحـــروب بِكرِهَــا وعَوَانِهَــا
إلـى ابـنِ البَتُـولِ المُجتبى مِن نِجَارِها وفــرعِ العُلَـى المِعتَـامِ مِـن خيَرَانِهَـا
إلى ابنِ الهُدَى وابنِ النَّدَى ورَدى العِدَى وفَخــرِ بَنــي ابـنِ المُصـطفَى وَهِجَانِهَـا
بَنِـي الحَسـَنِ السـِّبطِ الزَّكـيِّ الـذي خبَت بِـــهِ فِتَـــنُ الإســلاَمِ فــي هَيجَانِهَــا
وفـاءَت إلَـى الإلـفِ القُلُـوبُ الَّتي غَدضت بمُســـتعِرِ الأضـــغَانِ فـــي غَلَيانِهَــا
هَــدَيتَ أبــا العبــاس فينَــا كهَـدِيهِ فكَـــم فِتنَــةٍ كَشــَفت لَيــلَ عِتَانِهَــا
وأطفَيتَهــا بالسـَّيفِ لا السـِّلمش بَعـدَمَا تصـــَدَّعَ شــَملُ الــدِّين مِــن شــَنَآنِهَا
وكــم وَكَفَــت مــن كَــفِّ يُمنـاكَ دِيمـةٌ ففاضــَت بُحُــورُ العُــرفِ مِــن هَطَلاَنِهَـا
فلا زالَـــتِ الأقطــارُ تُعطِــي مَقَادَهَــا لســـيفِكَ مِــن ســُوسٍ إلَــى خرَســانِهَا
إليــــكَ أميــــرَ المــــؤمنين قِلادةً يَــرُوقُ بــأفقِ المُلــكِ زهــرُ جُمَانِهَـا
مُفَصـــــَّلةً أســـــطارُهَا بِيَـــــواقِتٍ نُحــورُ المعــالي تَزدَهِــي بازدِيَانِهَـا
فــرائدُ مِــن أوصــَافِكَ الغُــرِّ صـُغتُها لتَنشــُرَ فــي الآفــاقِ فضــلَ زَمَانِهَــا
تكــادُ قُلُــوبُ السـامعين إذا انتَشـَوا بهــا تحــرُقُ الأحشــَاءَ مِــن خَفَقَانِهَـا
لئِن هَجـــرَ الجـــدُّ الحــؤُونُ مآلهــا بمــا أحكَــمَ الحُجَّــابُ مِــن رَسـَفَانِهَا
فــإنَّ لَــدَى المنصــور بــالله أنَّهَـا تحُــوزُ خِصــَالَ الســَّبقِ يَــومَ رِهَانِهَـا
وإن فــاخرَ البــدرُ الــذُّكاءَ بِســَبقِهِ فــأينَ ضــِياءُ البــدرِ مِــن لمعانِهَـا
محمد بن علي الهوزالي
13 قصيدة
1 ديوان

أبو عبد الله محمد بن علي الهوزالي.

يعرف بالنابغة الهوزالي.

شاعر الدولة الفقيه الجليل البليغ.

له شعر في مدح السلطان أحمد المنصور ووصف انتصاراته، كما أن له مولديات كان ينشدها في المولد النبوي الشريف.

1603م-
1012هـ-