لقد ظن العذول نسيت حاشا
الأبيات 29
لقـد ظـن العذول نسيت حاشا هـوى مـن حبـه سكن المشاشا
ذهلـت بـه فلـم اعبأ بنفسي ولا ثوبــا اردت ولا فراشــا
والبـس من رقيق النسج شاشا ولـب جـوانحي اضـحى محاشـا
يـرد العقـل قلـبي عن هواه وكيـف يـرد وهـو غدا فراشا
رمـى حـب الفـؤاد بسهم وجد فادمـاه وسـهم الصـبر طاشا
ومـن عجـب مـتى مـرت بفكري شـمائله تقيـم بـه اندهاشا
بـه قـد عشـت ميتا في هواه وتعجـب دعد كيف الميت عاشا
فـاخلو والنصـول تنـوش كلى وللعـــذال ادّرع القماشــا
فنــارى لا تـزال تـؤج اجـا ومـاطر دمعتي يسقى العطاشا
يجــانبني فينزلنـي دمشـقا بفكرتــه وقـد يحتـل شاشـا
ورب مخـــادع ابــدى وداداً الـيّ وقلبـه ملىـء اغتشاشا
اقـول لـه هـداك الله تبغي بمـا خـادعت للجيف انتهاشا
وقـف يا خائنا قد خان عهدي ولا تـأمن فيمضـي الله ماشا
نقضـت صـريح عهـدك عن هنات وليــس بغافـل مـولاك حاشـا
صـدعت القلـب لا تبعـا لواش بغـش الطبـع حسـنت الغشاشا
وقـد هارشـت طبعك بالدنايا وان الليـث يحتقـر الهراشا
رويـدا سـوف تـبئك الليالي وتصـحى عقلك الدنس المطاشا
فــأنت فطيمـة هـزلاء قـامت تناطـح رغم صبغتها الكباشا
لحـا الله الزمان فقد تعدى وصـف يصـف ضـمرها الجحاشـا
بـه راحـت اسـود الغاب مما الكلاب روتـه تتخـذ الحجاشا
وقــد آوت سفاســفه حصـونا واقمـار الحمـى سكنت عشاشا
فلا نـالت اذا قـدم الادانـي اذا شيكت من الغصص انتقاشا
علـوا وهمـا وعـن سفه وطيش رأوا شتم الكرام لهم معاشا
قــد خبطـوا بلا ديـن وآذوا وجوهـا فـي محافلهـا بشاشا
بجهـل ابـرزوا علما وكم قد انـوف ضـخامهم ذاقـت خشاشا
فهل يا دعد ميت الفضل يوما تـذوق مشـاش رمتـه انتعاشا
وينقلـب المجـن علـى طغـام ويسـلب من تجاوزها الرياشا
عجبـت من الزمان وكان يوما اذا آذى ابـن مكرمـة تحاشا
تركنـا الكـل للباري وجهراً يرى الاسرار من هو بعد عاشا
أبو الهدى الصيادي
788 قصيدة
1 ديوان

محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعي الحسيني، أبو الهدى.

أشهر علماء الدين في عصره، ولد في خان شيخون (من أعمال المعرة) وتعلم بحلب وولى نقابة الأشراف فيها، ثم سكن الآستانة، واتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني العثماني، فقلده مشيخة المشايخ، وحظى عنده فكان من كبار ثقاته، واستمر في خدمته زهاء ثلاثين سنة، ولما خلع عبد الحميد، نفي أبو الهدى إلى جزيرة الأمراء في (رينكيبو) فمات فيها.

كان من أذكى الناس، وله إلمام بالعلوم الإسلامية، ومعرفة بالأدب، وظرف وتصوف، وصنف كتباً كثيرة يشك في نسبتها إليه، فلعله كان يشير بالبحث أو يملي جانباً منه فيكتبه له أحد العلماء ممن كانوا لا يفارقون مجلسه، وكانت له الكلمة العليا عند عبد الحميد في نصب القضاة والمفتين.

وله شعر ربما كان بعضه أو كثير منه لغيره، جمع في (ديوانين) مطبوعين، ولشعراء عصره أماديح كثيرة فيه، وهجاه بعضهم.

له: (ضوء الشمس في قوله صلى اللّه عليه وسلم بني الإسلام على خمس - ط)، و(فرحة الأحباب في أخبار الأربعة الأقطاب - ط)، و(الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف - ط)، و(تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار -ط)، و(السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب - ط)، و(ذخيرة المعاد في ذكر السادة بني الصياد - ط)، و(الفجر المنير - ط) من كلام الرفاعي.

1909م-
1328هـ-