منح المهيمن أحمداً بظهوره
الأبيات 24
منــح المهيمــن أحمـداً بظهـوره فهــو الحـبيب ونـوره مـن نـوره
وطــواه فـي أسـتار بـاهر نعمـة نشـــرت علــى آصــاله وبكــوره
وأقـــامه عنــه خليفــة أمــره وأعــــانه بســـكونه ومـــروره
وأنـا بـه العلم الخفي عن الورى وبعصـــمة نجــاه مــن مقــدوره
ولــوى لــه هـام البريـة كلهـا ولقـــد تـــولاه بكـــل أمــوره
ولأجلــه صــاغ الوجــود بحكمــةٍ مـــدت بســاط ســنينه وشــهوره
هــو ذلــك اللـوح الإلهـي الـذي كتــب الإلــه عليــه كـل سـطوره
ســـر الجليــل وعبــده وصــفيه وحــبيبه المنصــور فـي تـدبيره
والدولـة القدسـية العليـا التي غلبــت ببــأس قليلــه وكــثيره
وهــو العــروس بحضــرة غيبيــة نشـر الكريـم لهـا شـريف سـتوره
وهو الضيا اللماع في سينا الخفا والجـوهر المحـض البسـيط بطـوره
وهـو الحقيقـة للحقـائق والرقـي قـة فـي زوايـا الخـط من مسطوره
عـون عليـه أخا المهمة في البلا ولـك الأمـان مـن القضـا وصـدوره
والجـأ بظـل رحابه العالي الذرا ملجــأ الوجــود جليلـه وحقيـره
فببـابه تقضـي الحـوائج والغنـى مـــن رحبـــه متــدفق لفقيــره
وهـو المعيـن لمـن بحضرته التجا أبــد الزمــان بغيبــه وحضـوره
مــا لـي سـواه ولا ألـوذ بغيـره فــالخير لا ينفــك عــن منظـوره
وبـــه أرد ســهام كــل معانــد فالضــيم لا يعــدو علـى منصـوره
روحـي الفـدا لـترابه وأبـي وأم مــي والوجــود بنشــئه ونشـوره
لـم لا وذاك الهيكـل الأعلـى الذي جبريــل لاذ بــه لنيــل حبــوره
أرجــوه مرحمــة بنفحــة فضـلها يجلــي علــي بهـا لطيـف سـتوره
صـلى عليـه اللَه ما انبلج الضيا فـأزال غيـن الليـل عـن ديجـوره
وعلــى صــحابته الكــرام وآلـه عيــن الــورى ورؤســه وصــدوره
مـا قـال داعـي الغيب مبتهجاً به منــح المهيمــن أحمـداً بظهـوره
أبو الهدى الصيادي
788 قصيدة
1 ديوان

محمد بن حسن وادي بن علي بن خزام الصيادي الرفاعي الحسيني، أبو الهدى.

أشهر علماء الدين في عصره، ولد في خان شيخون (من أعمال المعرة) وتعلم بحلب وولى نقابة الأشراف فيها، ثم سكن الآستانة، واتصل بالسلطان عبد الحميد الثاني العثماني، فقلده مشيخة المشايخ، وحظى عنده فكان من كبار ثقاته، واستمر في خدمته زهاء ثلاثين سنة، ولما خلع عبد الحميد، نفي أبو الهدى إلى جزيرة الأمراء في (رينكيبو) فمات فيها.

كان من أذكى الناس، وله إلمام بالعلوم الإسلامية، ومعرفة بالأدب، وظرف وتصوف، وصنف كتباً كثيرة يشك في نسبتها إليه، فلعله كان يشير بالبحث أو يملي جانباً منه فيكتبه له أحد العلماء ممن كانوا لا يفارقون مجلسه، وكانت له الكلمة العليا عند عبد الحميد في نصب القضاة والمفتين.

وله شعر ربما كان بعضه أو كثير منه لغيره، جمع في (ديوانين) مطبوعين، ولشعراء عصره أماديح كثيرة فيه، وهجاه بعضهم.

له: (ضوء الشمس في قوله صلى اللّه عليه وسلم بني الإسلام على خمس - ط)، و(فرحة الأحباب في أخبار الأربعة الأقطاب - ط)، و(الجوهر الشفاف في طبقات السادة الأشراف - ط)، و(تنوير الأبصار في طبقات السادة الرفاعية الأخيار -ط)، و(السهم الصائب لكبد من آذى أبا طالب - ط)، و(ذخيرة المعاد في ذكر السادة بني الصياد - ط)، و(الفجر المنير - ط) من كلام الرفاعي.

1909م-
1328هـ-