سامني الدهر فوق ما أستطيع
الأبيات 21
سـامني الـدهر فوق ما أستطيع وفــؤادي خليـن منـه الضـلوع
لائمـي فـي البكـاء خلفـك عني لا عــداك المصــاب والتقريـع
ليلــتي ليلـة اللسـيع ولكـن أيـن منـي فـي وجـده الملسوع
إنمــا النــاس ضـاعن ومقيـم وقريــر الأجفــان أو مفجــوع
وفــؤاد مــن المصــاب خلــي وفــؤادٌ مــن المصــاب مـروع
كنــت للـدهر لا يليـن جمـاحي بالرزايـا حيـث الصـبور جزوع
عــثر الـدهر فاسـتلان جمـاحي وعرانـي مـن المصـاب الخشـوع
وغـدا الوجـد يسـتطير فـؤادي فأنــا خــافق الفـؤاد صـريع
ودمـوعي سـيل الغمـام فمنهـا لؤلــؤ ناصــعٌ ومنهــا نجيـع
يـا ركوبـاً علـى سـبوح طمـوح سـيرها الوخد والونى والنسوع
ضــامر يســبق النسـيم ولكـن لا تراهـا تحـس فيهـا الربـوع
إن تخطيـــت عــاملاً فأنحهــا يتلألأ لــك الجنــاب المنيــع
أعلـم النـاس أحلم الناس طراً أصـبر النـاس إن دهاه الفضيع
زاهــدٌ فـي سـوى الإلـه ولكـن فـي ثنايا الخطب المهول طلوع
قلــت للمجتــدين بحـر نـداه أيـن موسـى وأيـن ذاك الصنيع
كـان فينـا ربيـع كل البرايا مثل ما كان في الزمان الربيع
ملأ الخــافقين شــرقاً وغربـاً فيـض جـودٍ تسـد فيـه الشـروع
إن يكـن راعـه المنـون بسـخف طالمــا كـان للمنايـا يـروع
نثـل الـدهر سهمه في البرايا فتـداعى منهـا العماد الرفيع
طـود حلـمٍ علـى السماء تعالى طالمـا فـي ذراه طـالت ربـوع
لا تــرم مثلــه فــذاك محـال عـز يومـاً إلى السماء الطلوع
عبد الكريم الزين
20 قصيدة
1 ديوان

عبد الكريم بن محمد أبو خليل بن سليمان بن علي بن زين الأصفر الخزرجي الشهير بالزين.

عالم كبير وأديب شهير، وشاعر مطبوع.

ولد في جبع ونشأ فيها على والده وعلى مجموعة من العلماء الذين كانوا يتوافدون عليها، ثم هاجر إلى النجف وبقي فيها عشرين عاماً، فأخذ على كبار علمائها، ثم عاد إلى مسقط رأسه وبقي فيها إلى أن توفي.

كان شعره عربي الأسلوب، عراقي اللهجة، نجفي الإيقاع.

له ديوان شعر، وعدة مؤلفات في الطب والفقه، ومراسلات نثرية جيدة.

1941م-
1360هـ-