حننت فأشجتني على البعد حنة
الأبيات 111
حننــت فأشـجتني علـى البعـد حنـة يصــعدوا داعــي الهــوى ويثيرهـا
إلـى النجـف الأعلـى ومـا ضـمّ سوره وكثبــان رمـل فـاح نشـراً عبيرهـا
ومـاد كـرت نفسـي مـع الصـحب وقفة بواديـــك إلا واستشـــاط زفيرهــا
هـو الحـب والنفـس الألـوف فان تجد أخــا صـبوة فـالحب منهـا أميرهـا
تجلـى علـى عـرش مـن النفس واستوى فــذل لــه وهــو الجمـوح قـديرها
لـه النهـي والأمـر المطـاع كلاهمـا ومنــه تقاهــا لــو درت وفجورهـا
جنـــود وأعـــوان مثلــن ببــابه فيرســلها طــوراً وطــوراً يجيرهـا
فــان هلكــت تهلــك عليـه وربمـا تكـون حيـاة النفـس فيمـا يضـيرها
أعـاذلتي مـا أعـذب الحـب والهـوى وهــل يعــرف اللــذات إلا سـميرها
وراءك عنــي فاتــك القصــد إنمـا يهيــج كــبيرات الأمــور صــغيرها
إذا مـا تجلـى القصد للمرء لم يكن ليثنيــه منهــا لومهــا ونكيرهـا
بلــوت بنــي الأيـام حـتى خبرتهـا وهــل يعــرف الأيــام إلا خبيرهــا
تقــر علــى خسـف لمـن عـزّ جانبـاً وان تكــن الأخــرى بهــر هريرهــا
إذا أحكمــت عقــداً ثنتهـا لنقضـه يــد لـم يكـن لِلّـه يلـوى مريرهـا
دع الرنـق ورداً واقصـد الصفو إنما يســوغ لــرّواد الــورود نميرهــا
فمـــا رنـــق الأخلاق إلا قـــذورها ولا راق فــي الأمــواه إلا طهورهــا
ســــلاف دنـــان نحتســـيها تعللا وليــس لــدينا كأســها ومريرهــا
فســكر ولا خمــر ولكنمــا الهــوى يســـكعها فــي وهــده لا تثيرهــا
أمختبطــــاً والليـــل داج ألا أرح قلاصـــك لا يــأتي عليــه مســيرها
فمــا الليـل والبيـداء إلا مجاهـل تضـــلّ بـــه عقبانهــا ونســورها
إلى العلم في كوفان يا ناق فاجنحي مخافــة أن تــأتي عليهـا فريرهـا
تعــاميت عــن نهـج الهـداة فهـذه بكوفــان أنــوار لمــن يسـتنيرها
وللمنهــج العصـري تنحيـن حـدابها اليــه انتســاباً جهلهـا وغرورهـا
اذا قيــل عصــري ولا شــيء عنـدها ســـوى هــذه مــا يعــدّ فخورهــا
تــتيه علــى الأفلاك قــدراً ورفعـة وينحــط عنهــا قطبهــا وأثيرهــا
رأت ان عيــن العصـر عيـن حياتهـا فكـــان لهــا إدلاجهــا وبكورهــا
أأبناءهــا والفــرع يتبــع أصـله ومنكــم وفيكــم ظلهــا وحرورهــا
رويـداً فليـس السـبق للعصـر والذي لـه السـبق يعـزي فضـلها لا عصورها
أأبناءهــا اليــوم قــرّ وفـي غـدٍ سيغشــاك ممــا تكســبين ســعيرها
ومــا ســود التأريــخ إلا صــحائف أضـــلهم مـــا ســـطرته ســطورها
لقـد أودعـوا ما أودعوا في متونها وأكــبر منــه مــا تجــن صـدورها
أرادوا بــه اخطـاء امثلـة الهـدى ومنـــه تحلــى نورهــا وظهورهــا
إلـى السـيف أشـكو عصـبة لا يثيرها مــن النــوم إلا كأســها وخمورهـا
أعــن ردة يـا عصـبة السـوء مزقـت حجــاب نســاكم واســتبيح سـفورها
وعــن تــرة هــذا التظـاهر منكـم علــى حرمــات اللَـه وهـو ظهيرهـا
ركنتـم إلـى الأعصـار تحيـون ذكرها ستمضــي بكــم أيامهــا وشــهورها
ظننتــم بـأن العصـر لا شـيء بعـده فشــيدت ولكــن للبقــاء قصــورها
وان فنــاء المــرء عيــن حيــاته لقــد ضــل عنهـا رشـدها وشـعورها
لقــد أوضــعت فـي جهلهـا وتعمهـت علــى غمــة يهــا يحــار بصـيرها
قفــي لاتورطـك فـي جهلهـا واحبسـي علـى العلـم نفسـاً أطلقتها شرورها
فمــا العلـم إلا نقطـه رمـزت إلـى مفاتيــح غيــب حجبتهــا ســتورها
وفيهـا انطـوى مـا كان أو هو كائن فـــآل اليهــا حشــرها ونشــورها
تنزلــت الأكــوان عنهــا فأشــرقت شــموس ســناها واستضــاء منيرهـا
تجلــى لهـا نـور مـن الحـق قـاهر يصـــرفها فـــي حكمــه ويــديرها
أفــاض عليهــا مــن شـآبيب جـوده وجــوداً بــه نعماؤهــا وحبورهــا
جحــدتم مجــاري فيضـها عـن ضـلالة وهــل يجحــد النعمـاء إلا كفورهـا
شـنأتم علـى التوحيـد غارات بغيكم لقـد تـاه فـي غلـوائه مـن يغيرها
ألفتـم مسـاوي الفحـش لا تنكرونهـا وهــل ينكــر الفحشـاء إلا غيورهـا
فلا غيــرة يــأوي لهــا ذو نجابـة لـــديكم ولا ذو نهيــة يستشــيرها
عبــدتم تماثيــل الحيــاة فضـارع لــديها ومجبــور عليــه كســيرها
معــالم ديــن أحكمتهــا أصــولكم اليكــم تنـاهت واسـتقامت امورهـا
أقـاموا عمـاد الـدين فـي مستقرها بأســيافهم والحـرب تغلـي قـدورها
هــم ركبــوا الأخطـار حـتى توطـدت وهــل يركــب الأخطــار إلا خطيرهـا
فهـــذي حنيــن والنظيــر وخيــبر وهـــذي قريــش عيرهــا ونفيرهــا
وهــذي وهـذي فاسـألوها فلـم يكـن ليخفــى عليكــم بــدرها وغـديرها
بنفســي إذ قــام النــبي مبلغــاً عـن اللَـه والرمضـاء يغلـي هجيرها
مواقــف فتـح حـالف النصـر سـيفها وكيــف ومنهـا ذو الفقـار نصـيرها
أيخفــى وهــل تخفـى مضـاهر قـدرة علــى أميــر المــؤمنين أميرهــا
هــم بـوؤكم مقعـد الصـدق والظبـا تجــن إلــى هـام الكمـاة ذكورهـا
نكوصـاً علـى الأعقـاب تبغـون ثلهـا ومنكــم وفيكــم عرشــها وسـريرها
ثـبي يـا رجـال المـوت وثبـة ثائر يــرى غمــرات المـوت ثـم يزورهـا
فهـــذي فلســطين وآثــار دينكــم علـي الرغـم منـك تسـتباح ثغورهـا
لقــد صـك سـمع المشـرقين نـداؤها وقــد هتكـت منهـا عليهـا خـدورها
وقـد أطلقـوا فيهـا قنابـل حقـدهم ولــم ينههــا وجــدانها وضـميرها
سـل المسـجد الأقصـى وسـاحات قدسـه ومحرابــه هــل قـام فيـه بشـيرها
وهــل مــن أذان فـوق منـبر سـاحة مـن النـذر اللسـن الهـداة نذيرها
وســل أنبيــاء اللَـه فـي حجراتـه بمـن حـنّ فيهـا هـل تـزار قبورهـا
أم انطمســــت أعلامـــه وتغيـــرت وشـــرد عنهــا كهفهــا ومجيرهــا
فعـاثت بـه أيـدي الطغـاة فزلزلـت معابــــده بمباتهـــا وســـعيرها
مناطيــد حقــد حلقــت فـي سـمائه تجلـــى ولكــن للخســوف بــدورها
مـتى يـا كمـاة الحـرب تعلين راية تظللهــــا عقبانهـــا ونســـورها
بهـا النصـر معسـوب إذا ما تراقلت وأوردهــا خــوض المنايـا هصـورها
رضـيتم وأنتـم قـادة الحرب أن ترى شــقيقتكم بالــدم تــدمى نحورهـا
تنـــوح علــى آثارهــا وقــديمها فترحمهــــا آكامهـــا ووعورهـــا
لئن شـــردوها واســتبيح حريمهــا ومــن وعـد بلفـور تمـادى كفورهـا
ولـــم تـــرع للاســـلام إلا وذمــه بمـــا يغــتريه عزّهــا وغرورهــا
ولـم تعـل مـن آسـاده الغلـب ضـجة يطبــق أرجــاء الفضــاء زئيرهــا
ولـم تسـتمت تحـت الصـوارم والقنا لتحيـي مـن الضـرب الـدراك ثؤورها
ولــم تـدرع بالصـبر عنـد تراتهـا وهــل يــدرك الأوتــار إلا هصـورها
فمــا الــدين والاســلام إلا وديعـة علـى الأرض قـد ضـاعت وسـاء مصيرها
فســمعاً ســراة العـرب صـرخة آسـف إليكــم وعنكــم وردهــا وصـدورها
شــوارد فــي الآفـاق بـاق أزيزهـا تأبــــده آبادهــــا ودهورهــــا
ومــن بـارع العصـرين ترفـع رايـة مشــى تحتهــا شــوقيها وجريرهــا
تقــل إشــارات الرئيــس فصــولها مجـــردة يــوحي إليهــا نصــيرها
ومــا ضــرها أن الأخيــر زمانهــا إذا كــان للاعجــاز ختمـاً أخيرهـا
إليكــم بنــي آل النــبي رفعتهـا ممنعـــة عصـــماء عـــز نظيرهــا
فبـدءاً وختمـاً باسـمكم قـد جعلتها هديــة مــولى قــلّ فيــه كثيرهـا
لكـم مـن هـواي الصـفو أداه شكرها ومـن يكفـر النعمـاء أنـي شـكورها
ففــي لفظهــا أودعـت حكمـة سـركم ومــن بحــر معنـاكم تمـدّ بحورهـا
تطـالع مـن بيـن القـوافي إذا ونت وفيهــا كبــا تقصــيرها وقصـورها
علوقــاً بــأفواه الــرواة كأنمـا تبـــوء مــن العاصــفات مرورهــا
إذا ضـاق رحـب الأرض عنهـا تصـاعدت فكـان علـى الشـعرى العبور عبورها
كـأن لهـا فـي مفـرق النجـم غايـة يتممهــــا منظومهـــا ونثيرهـــا
فــألفت عليــه مـن فـرائد سـبكها أكاليــل نــور نمقتهــا شــذورها
خــدمت بــه دنيــا عليـه تظـاهرت إشـــابة أخلاط نفتهـــا حجورهـــا
تعــاوى علــى أعـواد منـبر هـديه فيلبسـها ثوبـاً مـن الخـزي زورهـا
تطيـــل ولكــن للخــداع هتافهــا ويعلــو ولكــن للمــراء صــفيرها
فيــا ليـت شـعري كيـف تفلـح أمـة تعــاوى فبــذ العاويــات عقورهـا
وقــد خلعــت ديـن الوقـار صـراحة فخـــف ولكـــن للبــذاء وقورهــا
ولا تتقــي غــب الحــديث فــترعوي ســواءاً عليهــا طيبهــا وحبورهـا
ســيبرأ منهــا عينهــا وغوانهــا بيــوم بـه قـد حـاق فيـه ثبورهـا
قــم الليــل إلا نصــفه أو أقلــه فمــا شــرف الأعمــال إلا عســيرها
ودع ترهــات القــوم للـوم جانبـاً فمــا قـدر دنيـا لا يـدوم سـرورها
ونفســك صــنها عــن امـور كـثيرة فمالــك نفــس غيرهــا نســتعيرها
ومـا النفـس فـي الإنسـان إلا حقيقة مــن الحــق جّلاهــا فأشـرق نورهـا
دنـت مـن مباديهـا فقـامت بنفسـها وبــالملأ الأعلــى تعــالى سـعيرها
ومـا رضـت منهـا الصـعب إلا لترتقي مــراق عســير الســالكين يسـيرها
وترســل فــي آل النــبي مــدائحاً تجيـر لـدى الإنشـاء مـن يسـتجيرها
فــان قبلــت فـارت بنجـح وحسـبها نجاحـــاً وإلا طـــال ليلاً فكورهــا
عســى ولعلـي أبلـغ الغايـة الـتي يكفـــر عنـــي ســيئاتي غفورهــا
وحاشــا نــداكم أن أخيــب بموقـف تـــوّفى بــه للعــاملين أجورهــا
صدر الدين فضل الله
11 قصيدة
1 ديوان

صدر الدين بن محمد أمين بن محي الدين بن نصر الله بن فضل الله الحسني.

عالم كبير، وشاعر مقبول.

ولد في قرية عيناثا ونشأ بها على عمه السيد نجيب، ثم هاجر إلى النجف سنة 1338هـ فأخذ على كبار علمائها، وامتزج بأدبائها وشعرائها، فكان له معهم مطارحات ومساجلات.

عاد إلى جبل عامل سنة 1351هـ، وتوفي في مسقط رأسه عيناثا ودفن فيها.

له شعر جيد.

1941م-
1360هـ-