هو الدهر لا تنفك تترى عجائبه
الأبيات 30
هـو الـدهر لا تنفـك تـترى عجائبه وتنشــب فـي هـذا الأنـام مخـالبه
إذا راع منــه جــانب فــي ملمـة أتـاح لأخـرى فـي الملمـات جـانبه
ترانــا بــه فـي كـل فـج ووجهـة يطالبنـا فـي العـزم من لا نطالبه
ويوردنــا شــتى علـى غيـر موعـد وتحـدو بنـا فـي كـل يـوم نجائبه
مــوارد شــتى مالهـا مـن مصـادر ووخــداً عنيفــاً لا تكــل ركـائبه
يـراح بنـا فـي كـل يـوم ويغتـدي ويوقرنــا بـالعتب مـن لا نعـاتبه
تصــاريف دهـر ليـس ينفـك صـرفها تــدب إلينــا بالســمام عقـاربه
سـل الـدهر مـن اردت فـوادح خطبه وأي تلاع المجـــد دكــت نــوائبه
وأي فـــتى للمجـــد روع صـــرفه وأي حســام منــه فلــت مضــاربه
بلى غال ذا المجد التليد ومن سمت بــه للعلــى أفعــاله ومنــاقبه
محمـد رب المجـد والحلـم والتقـى ورب النـدى ان ضـن بـالغيث ساكبه
عهـدناه لا يلـوي على الضيم جانبا فواعجبــا لــم لان للخطـب جـانبه
ولكنـــه وافــاه ملتمســاً جــداً فجــاد عليــه بالـذي هـو طـالبه
ولـو جـاءه مـن غيـر مـا جاءه به لآب بخســر وانثنــى وهــو راهبـه
فقــدناه غوثــا للهيــف وملجــأ وغيثـا علـى العافين تهمي مواهبه
مضـى طـاهراً مـا دنـس القوم عرضه إلـى الخلـد بالتقوى تسير ركائبه
ومـن كـانت التقـوى حقيبـة رحلـه فخيـر حقـاب السـفر طـراً حقـائبه
هـو الناسـك الأواه والعابـد الذي لـــه شـــهدت آيــاته ومحــاربه
إذا جنــه الليــل البهيـم فـإنه ســميع مجـن أحمـر الـدمع ناضـبه
وان رتــل الـذكر المـبين تكشـفت له من سجاف الحجب ما الغيب حاجبه
فـداً لـك محمـولا على النعش حاملا ومنتــدبا فـي العـالمين نـوادبه
وملتحـــداً وارت صـــحائف لحــده مـن الجـود بحـر أجـلّ عمن يناسبه
عــزاء حميــدا يــا حميـد فـإنه هـو الـدهر لا تصـفو لحـي مشـاربه
وصــبراً جميلاً يــا هــديت فــإنه هـو الصـبر تحلـو للكـرام عواقبه
ومـا غـاب مـن ابقـاك شـمس هلالـه لبــاغ هــدى سـدت عليـه مـذاهبه
وطــود علا قــد شـد أطنـاب مجـده بهـام الثريـا حيـث تبنـى مضاربه
فلا زلــت ســباقا إلـى كـل غايـة بفكــر يجلـي دامـس الأمـر ثـاقبه
وتهـدي إليـك الحمـد ألسنة الثنا بنظــم بــه تثنـى عليـك غرائبـه
غـــرائب أشــعار نوابــغ فكــرة بهـا يكسـب المجـد المؤثـل كاسبه
وجــاد مــن الرضـوان رمـس محمـد ملــث دلــوح صـيب الـورق سـاكبه
صدر الدين فضل الله
11 قصيدة
1 ديوان

صدر الدين بن محمد أمين بن محي الدين بن نصر الله بن فضل الله الحسني.

عالم كبير، وشاعر مقبول.

ولد في قرية عيناثا ونشأ بها على عمه السيد نجيب، ثم هاجر إلى النجف سنة 1338هـ فأخذ على كبار علمائها، وامتزج بأدبائها وشعرائها، فكان له معهم مطارحات ومساجلات.

عاد إلى جبل عامل سنة 1351هـ، وتوفي في مسقط رأسه عيناثا ودفن فيها.

له شعر جيد.

1941م-
1360هـ-