أأبكاكَ رسمُ المنزلِ المُتقادمِ
الأبيات 35
أأبكـاكَ رسـمُ المنزلِ المُتقادمِ بـأمْراسَ أقـوى من حلولِ الأصارمِ
وجـرَّتْ بهـا العَصـرَيْنِ كـلُّ مُطلّةٍ جَنـونٍ ومَـوجٍ طَـمَّ فـوقَ الجراثِمِ
إلى دَبْرِ شمسٍ لم يدَعْ سنَنُ الصَّبا ولا قصـفُ زَمـزامِ الأتِـيِّ اللوالِمِ
ســوى أنَّ دَوداةً مَلاعــبَ صــِبيةٍ على مُستوى منْ بينَ تِيكَ المخارمِ
وأخلاقٍ أنــواءٍ تَعـاوَرُن مَرْبعـاً عليهـنَّ رُوقـاتُ القِيانِ الخوادمِ
سـَجَوْنَ أديـمَ الأرضِ حـتى أحَلْنَـهُ دونَ المُفعِمــــاتِ الغواشــــمِ
فـأنتَ تـرى منهـنَّ شـَدْواً تكلَّفتْ بـهِ لـكَ آيـاتُ الرسومِ الطَّواسمِ
كمـا ضـربَتْ وشـماً يـدا بارقِيّةٍ بنَجـرانَ أقْرَتْـهُ ظهـورَ المعاصمِ
أنـاءتْ ولم تُنضِجْ فأنتَ ترى لها قروفـاً نمَـتْ منهنَّ دونَ البَراجمِ
إلــى أذرُعٍ وشــَّمْنَها فكأنّهــا عَلاهُــنَّ ذَرُّ المغْضـَناتِ الرَّواهـمِ
فـأمرَتْ بهـا عيناكَ لمّا عرفْتَها بمُبْتَـدِرٍ نَظْـمِ الفريـدَيْنِ سـاجمِ
غروبـاً وأجفانـاً تفيـضُ كأنمـا همـتْ من مرشاتِ الشنانٍ الهزائمِ
لعِرفانِكَ الرَّبْعَ الذي صدعَ العصا بـهِ البَيـن صَدعاً ليسَ بالمُتلائمِ
وقـدْ كنـتُ أدري أنَّ للبَينِ صَيحةً علـى الحـيِّ من يومٍ لنفسِكَ ضائمِ
كصـيحتِهِ يـومَ اللِّوى حينَ أشرفَتْ بأسـفلِ ذي بَيـضٍ نعـاجُ الصَّرائمِ
لبِسـْنَ المُوشَّى العصْبَ ثمَّ خطَتْ بهِ لِطـافُ الكُلـى بُدْنٌ عِراضُ المآكمِ
يُــدَرِّينَ بالــداري كــلَّ عشـيّةٍ وحُـمِّ المَـداري كـلّ أسـحمَ فاحمِ
إذا هـنَّ سـاقَطْنَ الأحاديثَ للفتى سـِقاطَ حصى المَرجانِ من كفِّ ناظمِ
رمَيْـنَ فأنفَـذْنَ القلـوبَ ولا ترى دمـاً مائراً إلا جوىً في الحَيازمِ
وخبَّــرَكِ الواشــونَ ألاّ أحبُّكــمْ بلـى وسـتورِ اللهِ ذاتِ المحارمِ
أصـُدُّ ومـا الهجرُ الذي تحسبينَهُ عــزاءً بنـا إلاّ ابتِلاعَ العَلاقـمِ
حَيـاءً وبُقْيـاً أن تشـيعَ نَميمـةٌ بنــا وبكـمْ أُفٍّ لأهـلِ النَّمـائمِ
أمـا إنّـهُ لـوْ كانَ غيركَ أرقلَتْ إليهِ القَنا بالمُرهفَاتِ اللهاذمِ
ولكـنْ وبيـتِ اللهِ ما طَلَّ مسلماً كغُـرِّ الثنايـا واضـحاتِ المَلاغمِ
إذا ما بدَتْ يوماً علاقاءُ أو بَدا أبو توأمٍ أو شِمتَ دَيرَ ابنِ عاصمِ
قياسـرَ شـِيعتْ بالهِنـاءِ وصـُتّمَتْ مصـَفّقةَ الأقيـانِ قَيـنِ الجمـاجمِ
يُرَجِّعْـنَ مـن رُقْشٍ إذا ما أسلْنَها وقَرْقَـرْنَ أوْعَتْهـا جِـراءُ الغَلاصمِ
بكيـتَ وأذريـتَ الـدموعَ صـَبابةً وشـوقاً ولا يقضـي لُبانـةَ هـائمِ
كـأنْ لـم أُبرِّحْ بالغَيورِ وأقتَتِلْ بتَفـتيرِ أبصارِ الصِّحاحِ السقائمِ
ولـمْ ألهُ بالحِدْثِ الألَفِّ الذي لهُ غـدائرُ لـم يُحرمْنَ فارَ اللطائمِ
إذِ اللهوُ يَطْبِيني وإذا استَمِيلُهُ بمُحْلَوْلَـكِ الفَودَيْنِ وحْفِ المقادمِ
وإذ أنــا مُنقــادٌ لكـلِّ مُقَـوَّدٍ إلـى اللهـوِ حَلاّفِ البَطـالاتِ آثمِ
مُهيـنِ المطايـا مُتلِفٍ غيرَ أنّني علـى هُلْـكِ ما أتلفتُهُ غيرُ نادمِ
أرى خيـرَ يومَيَّ الخَسيسَ وإنْ غلا بـيَ اللـؤمُ لـم أحفِلْ ملامةَ لائمِ
فـإنَّ دمـاً لـو تعلميـنَ جَنَيْتِـهِ علـى الحيِّ جاني مثلِهِ غيرُ سالمِ
أبو حية النميري
79 قصيدة
1 ديوان

الهيثم بن الربيع بن زرارة، من بني نمير بن عامر، أبو حية.

شاعر مجيد، فصيح راجز، من أهل البصرة، من مخضرمي الدولتين الأموية والعباسية، مدح خلفاء عصره فيهما.

قيل في وصفه: كان أهوج (به لوثة) جباناً بخيلاً كذاباً، وكان له سيف ليس بينه وبين الخشب فرق، يسمّيه (لعاب المنية).

قيل: مات في آخر خلافة المنصور (سنة 158 هـ) وقال البغدادي: توفي سنة بضع وثمانين ومائة.

وقد جمع رحيم صخي التويلي العراقي ما وجد من شعره في نحو عشر صفحات كبيرة نثرها في مجلة المورد.

800م-
183هـ-