ألا
حَــــيِّ
أطلالاً
بهــــنَّ
دُثـــورُ
|
كـــأنَّ
بقايـــا
عهــدِهنَّ
ســطورُ
|
مِــدادُ
يهــوديَّيْنِ
مَجْمَجـهُ
البِلـى
|
وفـي
الـوحيَ
مـن
آيِ
الكتابِ
زَبورُ
|
ديـارُ
الـتي
قـالتْ
لوَ
انكَّ
زُرتَنا
|
وُصـــِلتَ
ولكــنْ
لا
نــراكَ
تــزورُ
|
فقلــتُ
عــداني
أنَّ
أهلَــكِ
ظَنَّــةٌ
|
علــيَّ
وأنّــي
قــد
علمْــتُ
شـهيرُ
|
صــددْتِ
ولَـجَّ
الهجـرُ
منـكِ
وإنّنـي
|
لمثلِــكِ
عـن
غيـرِ
القِلـى
لهَجـورُ
|
أعَرْتُــكِ
وُدِّي
أمَّ
عثمــانَ
فـارجِعي
|
ودائعَ
لــم
يبخــلْ
بهــنَّ
مُعيــرُ
|
حيـاءٌ
نهـى
عمّـا
عهـدْتِ
منَ
الصِّبا
|
ويأســاً
ومَثْلــي
بالحيـاءِ
جـديرُ
|
ألا
حبّـذا
الماءُ
الذي
قابلَ
النَّقا
|
ومُرتَبَـــعٌ
مــن
أهلِنــا
ومصــيرُ
|
وأيامُنــا
عــامَ
الخبِيَّيْـنِ
إنّنـي
|
لهـنَّ
علـى
العهـدِ
القـديمِ
ذَكـورُ
|
إذِ
الرأسُ
أحوى
حالِكُ
اللونِ
يرتدي
|
جنــاحَيْهِ
إذْ
غصـنُ
الشـبابِ
نَضـيرُ
|
وقـدْ
كـانَ
لـي
إذ
ذاكَ
منهنَّ
مجلِسٌ
|
قريـــبٌ
ومــنْ
أســرارِهنَّ
ضــميرُ
|
فأعرضـْنَ
إعراضـاً
هـوَ
الصُّرْمُ
عَينُهُ
|
كـأنْ
لـم
يكـنْ
لـي
عنـدَهنَّ
نَقيـرُ
|
ألا
طرقَتْنـــا
أمُّ
عثمــانَ
ليلــةً
|
مِــدرى
وقـدْ
كـادَ
السـِّماكُ
يَغـورُ
|
ألمَّــتْ
بنَشــوانَيْ
كـرىً
صـرعْتُهما
|
بإحــدى
الفيــافي
غَرْبـةٌ
وفُتـورُ
|
بعيـدَيْنِ
مـن
مَهواهُمـا
أدركَتهمـا
|
وفـــاةٌ
لهــا
تَحليلــةٌ
فَنُشــورُ
|
أناخـا
ولا
الأرضُ
الـتي
يطلبانِهـا
|
قريــبٌ
ولا
ليــلُ
التِّمــامِ
قصـيرُ
|
فقلـتُ
لهـا
حُيِّيـتِ
مـن
زائرٍ
طـوى
|
مفـــاوزَ
لا
يُزجــى
بهــنَّ
حَســيرُ
|
ومـا
خِلتُهـا
كـانتْ
رَؤُوداً
ولا
سرَتْ
|
إلـى
الركْـبِ
مِيلافُ
الحِجـالِ
خَـدورُ
|
أتتْــكَ
بهـا
تَهويمـةٌ
غمَّضـتْ
بهـا
|
مــعَ
الصـبحِ
عيـنٌ
لا
تنـامُ
سـَهورُ
|
ومـا
أنـتَ
أمْ
ما
أمُّ
عثمانَ
بعدَما
|
حبـا
لـكَ
مـن
رمـلِ
الغنـاءِ
حَدورُ
|
عراقيّـةٌ
لـمْ
تبـدُ
يومـاً
ولم
تكنْ
|
شــَطيرَ
النَّـوى
لكـنْ
نَـواكَ
شـَطيرُ
|
نَـؤومُ
الضـحى
لـم
نأْوِ
إلاّ
وتحتَها
|
قَبـــاطِيُّ
ريـــشٍ
تحتَهــنَّ
ســريرُ
|
وبِتنــا
كأنّنــا
بَيَّتَتْنـا
لَطيمـةٌ
|
أتتْنـا
بهـا
مـن
سـوقِ
أبْيَـنَ
عِيرُ
|
شـَراها
بما
اقتالوا
شَمومٌ
لمثلِها
|
بشــُمّاتِهِ
الرِّبْــحُ
العظيـمُ
بصـيرُ
|
ولمّـا
احتواهـا
إحتواهـا
غنيمـةً
|
مُخــاطرُ
أربــاحِ
الألــوفِ
جَســورُ
|
تمطَّــتْ
بــهِ
غُلْــبٌ
كــأنَّ
قُفِيَّهـا
|
بهـــنَّ
وأقْــراءُ
الأخــادعِ
قِيــرُ
|
ولمّــا
أنيخـتْ
بعـدَما
آبَ
قبلَهـا
|
ليــومَيْنِ
بـالغُنْمِ
العظيـمِ
يُشـيرُ
|
تحكَّــمَ
فيهــا
بــالعراقِ
كــأنّهُ
|
علـى
النـاسِ
طُـرّاً
بـالعراقِ
أميرُ
|
وقيــلَ
هنيئاً
مــا
رُزقــتَ
فـإنّهُ
|
علــى
اللـهِ
رزّاقِ
العبـادِ
يسـيرُ
|
ومـا
أطلـقَ
الأعبـاءَ
حـتى
تضـوَّعتْ
|
بهـــا
ســِكَكٌ
ممّــا
لــديهِ
ودُورُ
|
وتِيـــــهٍ
تخطّتْهــــا
صــــُحبَتي
|
نـــواهزُ
فــي
أعنــاقِهنَّ
نُــذورُ
|
رِكــابُ
نــوىً
أســآرُ
هَـمٍّ
كأنّهـا
|
جَــوازٍ
مــنَ
الشـِّيزى
لهـنَّ
صـَريرُ
|
طـوَتْهُنَّ
والبِيـدَ
الليالي
فقدْ
ذوتْ
|
بطـــونٌ
لهـــا
مُقــورَّةٌ
وظهــورُ
|
وجُــرِّدنَ
واســْمَهْرَرْنَ
حـتى
كأنّهـا
|
قَنـاً
طـارَ
عنهـا
باليـدَيْنِ
شـَكيرُ
|
وبيـنَ
القُـوى
والرحْـلِ
منهنَّ
وهْمةٌ
|
بهــا
وهْــيَ
حــرفٌ
جُـرأةٌ
وضـريرُ
|
تَغـالى
بهـا
فُتْـلٌ
مَطاويـحٌ
ينتحي
|
بهـــنَّ
حِـــذاءٌ
بــالفلاةِ
جَميــرُ
|
وأتْلَـــعُ
نَهّــاضٌ
أَنِيــفٌ
يقــودُهُ
|
مُلَملــم
جُلمــودِ
الــدماغِ
ذَكيـرُ
|
تراهــا
إذا
لجَّـتْ
وقُـدّامَ
عينِهـا
|
خِشــاشٌ
وفــوقَ
النــاظرَيْنِ
حَريـرُ
|
وفي
الحلْقةِ
الصُّفْرِ
التي
خُشمتْ
بها
|
مُطيــرٌ
لشــَغْبِ
الأخــدعَيْنِ
قَهــورُ
|
كــذي
رُمَــلٍ
فــرْدٍ
رمتْــهُ
عشـيّةٌ
|
لهـــا
ســـبَلٌ
مُســتقبِلٌ
وصــَبيرُ
|
بأســحمَ
نثّــارٍ
أجــشَّ
جــرتْ
لـهُ
|
صــَباً
رادَةٌ
لـم
تجـرِ
فيـهِ
دَبـورُ
|
إلـى
دفـءِ
أرطـاةٍ
إلـى
جَنبِ
عجْمةٍ
|
بهـا
الشـاةُ
مَحبـورُ
المكانِ
غَريرُ
|
لهــا
واكـفٌ
يجـري
عليهـا
كـأنّهُ
|
حصـىً
شـِيفَ
خـانتْهُ
السـلوكُ
قَشـيرُ
|
فلمّـا
انجلَـتْ
عنـهُ
غياطـلُ
ليلـةٍ
|
مــنَ
الــدَّجنِ
فيهـا
حَثّـةٌ
وفُتـورُ
|
غــدا
غــدَوِيٌّ
فــوقَ
عينَيْـهِ
شـِكّةٌ
|
كِلا
مِغـــولَيْهِ
اللَّهْــذَمَيْنِ
ضــريرُ
|
مـنَ
العيـنِ
تـدعوهُ
الريـاحُ
كأنّهُ
|
فَــتيقٌ
بــهِ
ممــا
ألــمَّ
فُــدورُ
|
وغـــاداهُ
مــن
جِلاّنَ
ذئبُ
مجاعــةٍ
|
شـــقيٌّ
بـــهِ
ضـــارورةٌ
وفُقــورُ
|
لـهُ
طلّـةٌ
شـابَتْ
ومـا
مـس
جيبَهـا
|
ولا
راحتَيْهــا
الشــَّثْنَتَيْنِ
عــبيرُ
|
لَــدُنْ
فُطمــتْ
حـتى
علا
كـلَّ
مَفـرِقٍ
|
لهـا
مـن
سـِنِيها
الأربعيـنَ
قَـتيرُ
|
كــأنَّ
ذراعَيْهــا
وظِيفــا
نعامـةٍ
|
ووجــهٌ
لهــا
لا
مـاءَ
فيـهِ
نَكيـرُ
|
ولَحْيــانِ
لا
ينفـكُّ
فـي
ناجِـذَيْهِما
|
أنِيـــضٌ
شـــَوتْهُ
شــهوةً
وقــديرُ
|
إذا
غـابَ
أو
لـم
يغْدُ
يوماً
فإنّها
|
بكلبَيْــهِ
مِغبــاشُ
الغُــدوِّ
بَكـورُ
|
ولمّا
انجلى
قبلَ
الغُطاطِ
انبرَتْ
لهُ
|
مَراريــخُ
فــي
أعنــاقِهنَّ
ســُيورُ
|
فلمّـا
رأى
ذاكَ
الشـقيُّ
الـذي
غدا
|
بغُضـــْفٍ
لـــهُ
زُرقٌ
لهــنَّ
جَفيــرُ
|
هِجانـاً
رأى
منـهُ
على
الشمسِ
نُقْبةً
|
تكـــادُ
وإنْ
جَـــنَّ
الظلامُ
تُنيــرُ
|
وقــاهُ
بأمثـالِ
المَغـالي
كأنّهـا
|
بأجنحـــةٍ
فيهــا
إليــهِ
تطيــرُ
|
جلا
عــن
مآقيهــا
وعـن
حَجَباتِهـا
|
خراطيـــمُ
فيهــا
دِقّــةٌ
وخصــورُ
|
فـــدَأَبْنَهُ
مِيلَيْــنِ
ثــمَّ
نزعْنَــهُ
|
إليهـــنَّ
إذْ
شـــُؤبوبهنَّ
مَطيـــرُ
|
ليأخــذْنَهُ
أخــذاً
عنيفـاً
وأخْـذُهُ
|
عليهـــنَّ
إلاّ
أن
يحيـــنَ
عســـيرُ
|
إذا
كُــنَّ
جَنبَيْــهِ
وكــنَّ
أمــامَهُ
|
ودُرْنَ
بــهِ
لــمْ
يعـيَ
كيـفَ
يـدورُ
|
يكُــرُّ
فيحمــي
عــورةً
لا
يُضـِيعُها
|
وذو
النجـدةِ
الحامي
الكريم
كَرورُ
|
يُخـــرِّقُ
فـــي
آبــاطِهنَّ
بلَهــذمٍ
|
يَطِــــرُّ
إذا
أمكَنَّــــهُ
فيَغـــورُ
|
وبــالكُرهِ
مـا
يحنـو
لهـنَّ
وإنّـهُ
|
لمُســتهزَمٌ
لــو
يســتطيعُ
فَــرورُ
|
لـهُ
فـي
خَبارِ
الهُبْرِ
وثْبٌ
إذا
أتى
|
عليــهِ
ونقْــعٌ
بالرَّقــاقِ
ذَميــرُ
|
فتلـكَ
الـتي
شـبَّهتُ
ذاكَ
وقـد
جرتْ
|
علــى
ســررٍ
هِيــفٍ
لهــنَّ
ضــُفورُ
|
نجــاةٌ
بـرى
عنهـا
عـتيقٌ
أثـارَهُ
|
ســــُرىً
ورواحٌ
مُغبِـــطٌ
وبُكـــورُ
|
وأبلــحَ
عــاتٍ
لا
يــؤدّي
أمانــةً
|
عليـــهِ
ولاقـــاهُ
عليــهِ
أميــرُ
|
أقمــتُ
الصــَّغا
وأخـدعَيْهِ
بضـربةٍ
|
لهـا
تحـتَ
بيـنِ
المنكِبَيْـنِ
هـديرُ
|