أكاد اشرق بالماء الزلال إذا
الأبيات 29
أكــاد اشـرق بالمـاء الـزلال إذا ذكـرت ذاك الأبـي الضـيم حيـن ظمى
لقـد أبـى العيـش فـي ذل وفي ضعة كــذاك كـل أبـي فـي الـورى شـهم
ظـام علـى ظمـأ يسـقي الأعـادي من حــد المهنـد كأسـا بـارد الشـبم
يرعـى الخيـام وهاتيك الطغام وقد خــاض الحمـام بطـرف منـه منقسـم
مسـتقبلا للمواضـي الـبيض مبتسـما لـديه وقـع الضـبا ضـرب من النغم
يسـطو بـأبيض مشـحوذ الغـرار فلو يشاء يفني العدى عادوا إلى العدم
كـأنه حيـن يغشـى الجمـع منفـرداً عرمــرم سـال أو شـيل مـن العـرم
يخـوض بحـر الـوغى قمقامهـا فترى أمـواجه التطمـت بالهـام والقمـم
يكــر فــي جحفـل مـن صـحبه لجـب كالبـدر فـي أنجـم والليث في أجم
جــادت بأنفسـها مـن دونـه كرمـاً أماجـد مـن بنـي العليـاء والكرم
وابتعـات الـدين بالدنيا وزخرفها واســتبدلت نقــم الأيـام بـالنعم
رعـوا ذمـام الوفا للمصطفى فغدوا أوفـى وأقـرب مـن قربـى ذوي رحـم
مــن كـل ذي نسـب كالصـبح منبلـج زاكـي النجـار كريم الخيم والشيم
فكـم قضـوا فـي سـبيل الله نحبهم مــا بيــن منجــدل دام ومنجــذم
مجــدّلين علــى الرمضـاء ترصـدهم عيـن المهابـة عـن نسـر وعـن رخم
رؤوسـهم فـوق أطـراف القنـا رفعت والجسـم منهم على وجه الرمال رمي
فعـاد فـرد المعـالي بعـدهم غرضا لسـهم كـل معـاد فـي الضـلال عمـي
أضـحى كشمس الضحى بعد الطعام فهل بعنـــدم خضــبت أشــلاه أم بــدم
للـه مـن قمـر فـي الـترب منعفـر بــالبيض منتهــب للســمر مسـتلم
ويــا لشــلو طريـح بـالثرى جـدل مبضـع الجسـم مـن قـرن إلـى قـدم
ثــوى الثلاث ليــال بـالعراء بلا غســل ولا كفــن للــه مــن حكــم
شـلت دقـد سـبت مـن بعـدما سـلبت ســبي الإمــاء ذراري ســيد الأمـم
وأضـرمت فـي الجـوى أحشـاء فاطمة غـداة أضـرمت النيـران فـي الخيم
كـرائم المصطفى الهادي النبي بها يسـري سـوافر فـوق الأنيـق الرسـم
تهــدى حواسـر أسـرى للشـآم ومـا لهـا برغـم العلى غير العليل حمي
لهفـي عليـك فكـم قاسـيت مـن كرب فــي كـربلاء وكـم جرعـت مـن ألـم
إن لـم أكن لك في يوم الطفوف وقا أقيـك وقـع القنـا والصارم الخذم
مـا زلت في عبرة مضنى الفؤاد فما قلــبي بســال ولا دمعــي بمنسـجم
يهـدي السـلام إلـى علياك ما نسمت ريـح الصـبا سحراً من بارىء النسم
حسين بحر العلوم
23 قصيدة
1 ديوان

حسين بن رضا بن مهدي الشهير ببحر العلوم.

شاعر كبير وعالم جهبذ.

ولد في النجف ونشأ بها وقد أخذ الفقه والأدب على صاحب الجواهر.

كان من أكبر فقهاء عصره وأعلمهم، وهاجر من النجف وسكن كربلاء فأصيب ببصره، فلما برء عاد إلى النجف مبصراً.

توفي في النجف.

له ديوان شعر.

له: كتاب في الفقه، شرح منظومة بحر العلوم.

1888م-
1306هـ-