يا رعي الله بذاك الحي خودا
الأبيات 37
يـا رعي الله بذاك الحي خودا سـبت البـدر إذا أبـدت خدودا
إن غـزت ألحاظهـا أضـحت لهـا فتيــة جنــدها الحـب جنـودا
وإذا مــا خفقـت ريـح الصـبا يخفــق الشـعر عليهـن بنـودا
ومهــاة بيــن هاتيـك المهـا شـق مـن طلعتهـا الصبح عمودا
ذات دّل وجمـــــال وزعـــــت بتجافيهــا قلوبــا وكبــودا
ســادت الآســاد منــا عجبــا هل تصيد الريم بالرغم الاسودا
غــادة مهمــا تثنــت أورنـت فتنـت مـن فتيـات الحـي غيدا
طـاولت بـدر السما بالحسن مذ لـم تجـد للبـدر جيدا وجعودا
تلــك رود يتمنـى فـي الهـوى حيـن شـاهدت بخـديها الورودا
غضــة الأطــراف أزرى حســنها بالمهـا عينـا وبـالآرام جيدا
ســلت الأســياف مـن أجفانهـا فغـدت بـالرغم أحشاي الغمودا
كــم رمتنــي لا رمتهــا نـوب بصـدود يـزدري العضـب حـدودا
وإذا مــا وعــدت أو أوعــدت أخلفـت وعـداً ولم تخلف وعيدا
لـم لـم تـرع عهوداً في الهوى لـي وعهدي أنها ترعى العهودا
ليـس بالبـدع لأيـم اللـه مـن ذات تيـه إن جفـت عمداً عميدا
هـل درتنـي اليـوم من صبوتها هائمـا أطوي الفلا بيداً فبيدا
وإذا مــا أظلـم الليـل فلـي لوعـة الثكلى متى تنعى وليدا
لـم أزل أكـرع مـن مـر الهوى وصـبا اشـجو نـوى هجراً صدودا
فعلــى مــر الجديــدين تـرى لـي من فرط الجوى وجداً جديدا
جــرد القلــب هواهــا فغـدا ذاك معتلا وذا عـــاد مزيــدا
خلفتنــي بـالحمى فـرداً ولـي مـدمع يـذري لهـا دراً فريـدا
ولهــــا دار بأحشـــائي وإن كنـت عنهـا شاحط الدار فريدا
يـا وقـي اللـه التي حلت بها من جوى تحكي لظى الجمر وقودا
ودعتنــي وتــرى ممــا دهــى القلـب منـي لي قياما وقعودا
لســت أنسـى أنـس أيـام مضـت بـزرود يـا سـقى الغيث زرودا
حيـث راق العيـش فيها والحيا قـد كسـى روضتها الغنّا برودا
حــي هاتيــك الليـالي جيهـا فلكــم فيهـن ارغمنـا حسـودا
وبهــا لميــاء زارت بعــدما كنـت عـن زورتها درهراً طريدا
بــردت حــر لظـى فـي أضـلعي مذ سقتني من لمى الثغر برودا
أنبــت الطــرف بقلـبي حبهـا فغــدت حبتــه فيــه حصــيدا
قادنــا حبــك طوعـا والهـوى لـم يزل يقتاد يا لمياء صيدا
بــك قــد هـامت أسـود منهـم حيـن أسـبلت عقاصـا منك سودا
فعـد الصـب بوصـل فـي الكـرى علمــا تــألف جفنـاه هجـودا
واهجـر إن شـئت أو شـئت صـلي لك في الحالين لم أبرح ودودا
طـــال عتــبي لتجافيــك وإن لـم يكـن عتبك يا سعدى مفيدا
عللــي العــاني وداوي سـقمه بتلاق كرمـــا منـــك وجــودا
إن قضـى مـن لم يساعده القضا فـي هـوى سعدى فقد مات سعيدا
حسين بحر العلوم
23 قصيدة
1 ديوان

حسين بن رضا بن مهدي الشهير ببحر العلوم.

شاعر كبير وعالم جهبذ.

ولد في النجف ونشأ بها وقد أخذ الفقه والأدب على صاحب الجواهر.

كان من أكبر فقهاء عصره وأعلمهم، وهاجر من النجف وسكن كربلاء فأصيب ببصره، فلما برء عاد إلى النجف مبصراً.

توفي في النجف.

له ديوان شعر.

له: كتاب في الفقه، شرح منظومة بحر العلوم.

1888م-
1306هـ-