نأى فأومى لتوديعي باشفاقي
الأبيات 38
نــأى فــأومى لتــوديعي باشـفاقي رشــا أهـاج غـداة الـبين أشـواقي
وعنــدما أمــن الواشـي سـرى عجلا نحــوي لأجـل اعتنـاقي سـير أعنـاق
سـاروا فقلـبي مـذ جـد المسير غدا يقفـو الظعـون وجسـمي بالحمى باقي
يكفكــف الــدمع مـن عينـي يدويـد علــى فــؤاد لخــوف الـبين خفـاق
هـب يـوم بينهـم أبكـى الجفون دما لكنـــه ضـــم مشـــتاقا لمشــتاق
فســرت خلفهــم حــتى كللــت ولـم أطــق لمــا بــي علـى رد والحـاق
يـا صـاحبي أعيرانـي الـدموع فمـا أبقـــى فراقهـــم دمعــا لآمــاقي
وخـــبراهم لئن حـــالت عهـــودهم إنــي مقيــم علـى عهـدي وميثـاقي
أمسـيت مـن بعـدهم مضـن الحـش أرق داء لعمـــرك لا يرجـــى لـــه راق
فيــا لقلــب بنـار الهجـر مضـطرم ويـــالطرف بمــاء العيــن دفــاق
يا منية النفس ذابت في النوى كبدى فــامنن ولــو بخيــال منـك طـراق
أسـرت قلـبي وأطلقـت الـدموع دمـا فلــم أزل منــك فــي أســر وإطلاق
للــه أيامنــا بــالرقمتين فقــد كــانت بهــم مشــرقات أي إشــراق
أمسـي وأصـبح نشـوان الفـؤاد بهـا فــي فتيــة نـاحلي الأجسـاد عشـاق
أقمــار تــم تيـار الشـمس بينهـم علــى يــدي أغيــد للقلــب سـراق
شـــمس تـــدار بـــأكواب وآنيــة مـن الـدراري إدارتهـا يـد الساقي
كـم ظـل فيهـا يعاطيني المدام رشا مـن عـذب ريـق لـداء القلـب ريـاق
رشــيق قــدٍ كغصــن البـان معتـدل رقيــق خــد بمــاء الحسـن رقـراق
طــافت بطلعتـه بـدر السـماء كمـا ســما أبـو الفضـل فـي علـم وأخلاق
زاكـي المفـاخر محمـود المـآثر بل هــادي البرايــا بلا مــنّ وإغـراق
كـم روَّح العلـم من بعد الكساد وكم عـــم الأنـــام بألطــاف وإشــفاق
فللهــدى والنــدى بـل كـل مكرمـة قــامت لعمـرى بـه سـوق علـى سـاق
أكـرم بمجـد فـتى فـاق الأنـام نداً وفــاق حــتى تســامى بــدر آفـاق
تســيل كفــاه أمــا أزمــة أزمـت كالســحب لكــن بلا رعــد وإبــراق
فليــس للســر غلا منــه مــن وطـن وليــــس للســــر إلاه بمصــــداق
ولـــم يـــزل دهــره طلاب مكرمــة مـا اعتـاق عنهـا وحاشـاه بـأعواق
ذات تجمــع فيهــا مــا تفـرّق مـن علــــــم وحلــــــم وآداب وأخلاق
جلــت وعــزت علا حــتى تقاصـر عـن إدراكهـــا كـــل نقـــاد وحــذاق
صـفت وطـابت لـي الأيـام لـي فكـأن الــدهر عنــي فــي قيــد وإيثـاق
بــوده خصــني اللـه الـودود بلـى مـا الـود بيـن الـورى إلا بـأرزاق
أعــددته لــي حسـاما تسـتطيل بـه كفـي لـدى الحـرب إن قامت على ساق
مــالي سـواه إذا مـا نـابني خلـل أو جـار يومـا علـى الـدهر من واق
أبــر بــي مــن أب بــر وذي رحـم كـــأن أعراقـــه لفــت بــأعراقي
أنـا ابـن مـن خضعت صيد الملوك له خيـــر الخلائق فـــي أوصـــاف خلاق
يزهـو بك الدهر يا بدر الكمال كما تزهـــو الريــاض بــأوراد وأوراق
فكــم وكـم لـك مـن نعمـاء سـابغة طــوقت جيـد العلـى منهـا بـأطواق
حـويت غـر المعـالي وارتقيـت إلـى أعلـى المراقـي فيـا للـه مـن راق
فـدم مـدى الـدهر فـي نعماء ناعمة مــــن واهـــب منعـــم الآلاء رزاق
حسين بحر العلوم
23 قصيدة
1 ديوان

حسين بن رضا بن مهدي الشهير ببحر العلوم.

شاعر كبير وعالم جهبذ.

ولد في النجف ونشأ بها وقد أخذ الفقه والأدب على صاحب الجواهر.

كان من أكبر فقهاء عصره وأعلمهم، وهاجر من النجف وسكن كربلاء فأصيب ببصره، فلما برء عاد إلى النجف مبصراً.

توفي في النجف.

له ديوان شعر.

له: كتاب في الفقه، شرح منظومة بحر العلوم.

1888م-
1306هـ-