وناع نعى يا ليتني قبل أن نعى
الأبيات 27
ونـاع نعـى يـا ليتني قبل أن نعى أصـم ولـم يخلـق لـي اللـه مسمعا
جـرت عينـي اليمنـى فلمـا زجرتها عـن الجهـل بعد العلم أسبلتا معا
ومـا لـي لا أبكـي ولـو أن أعينـي ملكـن البحـار السبع ينفذن أدمعا
لـرزء علـى الإسـلام قـد كـان شطره وشــطر بكــل المســلمين توزعــا
أصـات بـه النـاعي بأنديـة الحمى فعـمّ بنـي الـدنيا عـزاء وأسـمعا
بفيـك الـثرى حملتنـي مـا لو أنه تحملــه الصــم الصــليد تصــدعا
وأفنيـت صـبراً بحجـم الخطـب دونه فمـن بعـدها لـم يبق للصبر موضعا
مضـيت أبـا موسـى ولـم تـدر أنـه نعيـت إلـى المهـدي سـبعاً وأربعا
نعيت الهدى والعلم والحلم والتقى فأصـبح ربـع الـذين عريـان بلقعا
لقـد جـب مـن عليـا لـويّ سـنامها وأصــبح عرنيـن البهاليـل أجـدعا
فــتى حلقــت فيــه قــوادم عـزّه بحيـث السـهى مـن قبل أن يترعرعا
ترحـــل والمعــروف بــاق كــأنه ســحاب أغــاث النـاس ثـم تقشـعا
أبـا صـالح صـبراً وإن كـان رزؤكم إذا غشــي الطــود الأشـم تزعزعـا
ولكـن فيـك القـدوة اليـوم للورى يـروك إذا مـا أدهـم الخطب مفزعا
إليــك أشــارت بالأصــابع عشـرها ومــا رفعـت يومـا لغيـرك إصـبعا
أحطــت بهـذا الـدين حوطـة حـافظ فكنـت وهـذا الـدين قلبـاً وأضلعا
عليــم بأســرار العلــوم كأنمـا بـك اللـه أسـرار النبـوة أودعـا
لـو أسـيت بالشـهر المحـرم أحمداً فــإن ابنــه بالبارقــات توزعـا
لنــا ولـك السـلوى ببـدر هدايـة علـى مطلـع الجـوزاء يرتاد مطلعا
أبـو حسـن أكـرم بـه حـائز الثنا مسـاعيه بيـض والكريـم ومـا سـعى
تجمــع أشــتات العلــوم جميعهـا ومــا لازم التســهيد إلا ليهجعــا
فلا أصــل إلا أصــله مــن يراعــه ولا فــرع إلا عــن ذكــاه تفرعــا
وفـي كـوكب العلـم المنيـر محمـد ومــن بثنيــات المعــالي تطلعـا
تلفــع بالمجــد المؤثــل يافعـاً وقــد ودّ فيـه المجـد أن يتلفعـا
نعـم وحسـين سـلوة العلـم والتقى ومـن كـان للمعـروف عينـا ومسمعا
عصــابة مجــد مـا ذكـرت حـديثهم بأنديـــة المعـــروف إلا تضــوعا
ولا زال يسـقي الله بالعفو والرضا ضـريحاً بـه قـد كـان جسـمك مودعا
حسين الدجيلي
26 قصيدة
1 ديوان

حسين بن أحمد بن عبد الله الدجيلي النجفي أبو علي عز الدين.

من مشاهير عصره في العلم والأدب.

ولد في النجف ونشأ بها على أبيه فلقنه مبادئ العلوم، ثم قرأ على السيد حسين الطباطبائي الفقه والأصول وأخذ العلم عن كثيرين حتى اشتهر.

له شعر رائق جزل اللّفظ حسن المعنى.

زار الكاظميّة فمرض بها مرضاً شديداً أجبره إلى الرّجوع إلى مسقط رأسه وكان بصحبته ولده سليمان فحمله مسرعاً إلى النجف غير أن المنية اغتالته بين المسيب وكربلاء فحمل ولده جثمانه إلى النجف.

1887م-
1305هـ-