وريانة الأعطاف عاطشة الخصر
الأبيات 39
وريانــة الأعطــاف عاطشــة الخصـر بعيـدة مهـوى القـرط مثقلـة النحر
مهفهفــة الأعطــاف مهضـومة الحشـا مرجلـــة الأبــراد طيبــة النشــر
فحاجبهـــا شــحط وأمــا جبينهــا فصــلت وأمــا ثغرهـا معـدن الـدر
خلـوت بهـا والركـب طـاف به الكرى وغــاب رقيـب الحـي عنـا فلا يـدري
بليـل يهيـم اللـون أرخـى سـدوله فـأردف حـتى ظـل فيه القطا الكدري
علـى سـفحات السـفح من أيمن الحما علـى الروضة الغناء من منبت السدر
تعـــاتبني إنـــي أبــوح بحبهــا وتلــك دمــوع كنـت أودعتهـا سـرى
بأيــام هجــر أعقبتهــا بوصــلها بهـا كنـت مطـوى الضلوع على الجمر
فهــب لنــا ســاق صــبيح كأنمــا تـدلى علـى البطحـاء من فلك البدر
أغــن غضــيض ينفــض المـرد شـادز يعلــم هاروتــا ومــاروت للســحر
يــدير صــحافا مــن لجيــن نقيـة بهـا كمـذاب التـبر صـافية الخمـر
لهــا حيــب مثــل الجمـان كأنمـا تسـاقط منثـور الحبـاب مـن العقـر
فبتنــا نشــاوى والعفــاف يلفنـا فخــد علــى خــد وصـدر علـى صـدر
فيالـك مـن ليـل بلغـت بـه المنـى وفـزت بأقصـى مـا أرجيـه مـن دهري
كليلـة زفـت منبنـي المجـد والعلى عفيفـة مهـوى الـذيل مرهوبة الخدر
لقــد شــمخت فضـلا علـى كـل ليلـة كمـا شـمخت فـي فضـلها ليلة القدر
إلــى مــن تســامى رتبـة مشـمخرة بســؤدده مـن دونهـا رتبـة النسـر
بآبـــائه ســـر النبـــوة مــودع وقـد كـاد أن يسـري إلـى ذلك السر
فكــم فيـه مـن آيـات علـم تحصـنت فسـارت مسير الشمس في البر والبحر
فـإن كنـت لـم تعلم بتقواه سل بها ظلام الـدجى مـن قـام للشفع والوتر
ومـن ذا ينـاجي اللـه والنـاس هجع يســبحه فيــه إلــى مطلـع الفجـر
يمينــا بــأعلام المحصـب مـن منـىً وزمــزم والــبيت المحـرم والحجـر
بــأن الـورى لـو انصـفت علماؤهـا لسـارت علـى آثـاره حيـث مـا يسري
فكــم مــن فــروع غامضـات دقيقـة تفــرع عــن فكــر أدق مـن السـحو
وكــم مشــكلات قــد أجـاب سـؤالها وقــد قـال مثنـي الوسـائد لا أدرى
وكــم بــات ريانــا لسـان يراعـه ينضـد منثـور اللئالـي مـن الحـبر
فهيهــات إن أحصــي بنظمـي صـفاته فــإن مزايــاه تجــل عــن الحصـر
إذا عبســت شــهب الســنين وقطبـت حواجبهـا والقطـر ظـن علـى القطـر
وقـد أطفـأت نار القرى سادة الورى وأصــبح لا يقـرى الكريـم ولا يقـرى
تشــب لــه فــوق الرواسـي مقـابس عراقبـة قـد كـاد يبصـرها المصـرى
يجــــود بلا مـــن عليـــك ولا أذى وكـم مـن جـواد يمـزج الحلو بالمر
فــتى طبـق الأقطـار جـوداً ونـائلا بمرزمـة تهمـي علـى العبـد والحـر
تـــود ذوو الآبــاء يتمــا لأنهــا تـراه علـى الأيتـام كالوالـد البر
فخـذ لـك بكـراً قـد تحلـت بمـدحكم تطـوف علـى ناديـك كالناهـد البكر
تــزف ومــا غيـر القبـول صـداقها فـإن قبلـت قـد أدركت منتهى المهر
ومــا زفهــا فقــر إليــك وحاجـة إذا كنـت قـد حييـت أنـت فما فقرى
وجــودك لــي فيــه غنــاء وثـروة فلا زلـت موجـودا كمـا لـم أزل مثر
فـدمتم بنـي المهـدي ما هبت الصبا على الدوح أو غنى على بأنه القمري
بعيـــش رغيـــد لا يصـــافحه الأذى تصـــافحه كــف المســرّة بالبشــر
حسين الدجيلي
26 قصيدة
1 ديوان

حسين بن أحمد بن عبد الله الدجيلي النجفي أبو علي عز الدين.

من مشاهير عصره في العلم والأدب.

ولد في النجف ونشأ بها على أبيه فلقنه مبادئ العلوم، ثم قرأ على السيد حسين الطباطبائي الفقه والأصول وأخذ العلم عن كثيرين حتى اشتهر.

له شعر رائق جزل اللّفظ حسن المعنى.

زار الكاظميّة فمرض بها مرضاً شديداً أجبره إلى الرّجوع إلى مسقط رأسه وكان بصحبته ولده سليمان فحمله مسرعاً إلى النجف غير أن المنية اغتالته بين المسيب وكربلاء فحمل ولده جثمانه إلى النجف.

1887م-
1305هـ-