رفقا بنفسك قد أسرفت في الطلب
الأبيات 38
رفقـا بنفسـك قد أسرفت في الطلب مشـى بـك الشـيب والآمـال لم تشب
تمــد كـف بنـان اللهـو محتلبـا مـن الجديـدين مرعـى غيـر محتلب
فهـل تخـط لـك الآمـال فـي يـدها أو تمـح مـا خطت الأقلام في الكتب
إلـي عـن مـورد الـدنيا فواردها علـى الظما صادر منها على العطب
وحبهـا فـي مسـاعي الخيـر مشتعل بجنبهـا كاشـتعال النـار بالحطب
فتوعـد الظفـر لا صـدقا ولا كـذبا حتى قضى العمر بين الصدق والكذب
فكـم لهـا من صقيل المتن ذي شطب فـي حـده الحـد بين الجد واللعب
أردت بــه كــم أبـي ماجـد شـهم معـرس فـوق هـام السـبعة الشـهب
حـتى مشـت ليـت لا تمشـي إلى بطل مـارت لـه الأرض من صنعا إلى حلب
ومـا لهـا لا تمـور الأرض مـن جزع حـتى تهيـل رواسـيها علـى الهضب
فــإن أوتادهـا ثلـت وليـس لهـا بعد الحسين بنا في الناس من أرب
يـا مـن تـردى ثياب الموت ناصعة بيضـا علـى مثلهـا معقودة الذنب
مـن عترة كان يستسقى الغمام بها مهمــا يغــبر جـدب غـرة الحقـب
شـاطرت أيـوب فـي بلـواه محتسبا فنلـت مـا نـال مـن أجر ومن رتب
يـا راحـل النعش لم ترحل مناقبه عنــا ومنقلبـا فـي خيـر منقلـب
قــد ســار نعشـك مجلـواً يجللـه نـور تـدلى لـه مـن سـابعِ الحجب
صــلى رعيــل مــن الأملاك مجملـه والنـاس مـن خلفـه كـل يصيح أبي
كــأنه وعيــون النــاس ترمقــه ســحابة أقلعــت عـن ممحـل جـدب
واروه والدين تحت الأرض وانقلبوا لا يعرفـون لهـم حكمـا مـن الكتب
حــتى كــأنهم واروا نــبي هـدى تحـت الصـفائح أو واروا وصي نبي
إليــــه بمراســــيل مغلســــة تطـوي الفدافـد والأحـاقب بالكثب
تقــودهن رجــال اللــه طالبــة ركـن الحطيـم رعـاه الله من طلب
لـولا أبـو محسـن عـز العزاء لنا وللهــدى والتقـى والعلـم والأدب
دعامـة الـدين إن مـالت دعـائمه وحليـة الـدهر دون الؤلـؤ الرطب
كأنمــا مخـض اللـه السـنين لـه مخـض الحليـب فاضـحى زبدة الحقب
أرى الـورى تـدعي علمـا بلا سـببٍ إنـي إذاً أفضـل الـدنيا بلا سـبب
علــــم بلا حســـنويات مســـندةً سوى النهى والعلى والطول والحسب
فاسـأله إن كنـت لم تعرب حقيقته فالمائز السبك بين الصفر والذهب
الممتطـي فـي سـباق العلم سلهبة مـن الجيـاد العتاق الضمر العرب
فحـاز من قبل رجع الطرف وانبعثت تحبو إليه بنو الدنيا على الركب
يجيــب راجـي نـداه قبـل دعـوته ورب ذي كــرم يــدعى فلــم يجـب
يعطـي ومـا سـمعت أذنـي كنـائله يـثري ومـن عقـب يسـري إلـى عقب
بجـــده عــرف الإســلام واتضــحت فيــه شــريعة طــه سـيد العـرب
زانـت جـواهره جيـد العلـوم كما تزينــت غــادة بـاللؤلؤ الرطـب
إذا نظــرت إليهـا تمتلـي عجبـا وكـم بهـا لـدقيق الفكـر من عجب
جــواهر قــد غـدت سـمطا منضـدة لكــن بفكــر فريـد غيـر منثقـب
صـبراً أبـا محسـن السامي وتعزية بفتيــة غلــب تنمــي إلـى غلـب
رأس البريـة فخـراً والـورى ذنـب أفـى وشـتان بيـن الـرأس والذنب
حسين الدجيلي
26 قصيدة
1 ديوان

حسين بن أحمد بن عبد الله الدجيلي النجفي أبو علي عز الدين.

من مشاهير عصره في العلم والأدب.

ولد في النجف ونشأ بها على أبيه فلقنه مبادئ العلوم، ثم قرأ على السيد حسين الطباطبائي الفقه والأصول وأخذ العلم عن كثيرين حتى اشتهر.

له شعر رائق جزل اللّفظ حسن المعنى.

زار الكاظميّة فمرض بها مرضاً شديداً أجبره إلى الرّجوع إلى مسقط رأسه وكان بصحبته ولده سليمان فحمله مسرعاً إلى النجف غير أن المنية اغتالته بين المسيب وكربلاء فحمل ولده جثمانه إلى النجف.

1887م-
1305هـ-