دار بنى السعد أرفع الغرف
الأبيات 57
دار بنــى الســعد أرفــع الغـرف مشــادة بأيــادي المجـد والشـرف
لـذنا بمغنـاك لـم نحـزن ولم نخف بــوركت دار حمـى بـاليمن مكتنـف
ودمـت أمنـع دار فـي حمـى النجـف
علـى مغانيـك سـحب اليمـن ناطقـة وفـي نواديـك طيـر السـعد هاتفـة
لا زلـت وكنـاً بـه الوفـاط طائفـة ولا برحـــت وذو الآمـــال عاكفــة
عليـــك كعبـــة آمــال لمعتكــف
لـم يأتـك الريـب مـن سمك ولا درك ولا تطـــرّق نــاديكم ســوى ملــك
نعـم ولـم يبـق فيك اليوم من حلك بـل اسـتنار نهـار اليمـن في فلك
مـن السـعود علـى قطـب مـن الشرف
وإن شـمخت علـى هـام السـهى غرقا قـد استشـاطت على سقف السما سقفا
مـا نلت لولا التقى بن النقي شرفا صــفى بنـاك وكنـت إذ صـفا صـدفا
كــان التقــي علــيّ درة الصــدف
حـبر غـدا بـبرود الفضـل ملتحفـا يتلـو مـن الفضـل عـن آبائه صحفا
فالحمـد للـه قـد أحيـا لهم سلفا خليفــة قــام عــن آبـائه خلقـا
فكـــان دام علاه أكـــرم الخلــف
ينمـى إلـى هاشـم حييـت مـن نسـب فكـم بـه للمعـالي الغـرّ مـن عصب
مــن كـل خيـر أب يعـزى لخيـر أب للهــدي منتخــب للرشــد منتجــب
بالفضــل ملتحــف بــالجود متصـف
وكــل أصــيد عنــد الخطـب متّبـع إن يجزعــوا غيــر جـزاع ولا هلـع
بــالحلم ملتفــع بـالطول منهمـع بالزهــد مضــطلع بــالعلم مـدرع
بالمجــد مجتمــع للفضــل مختلـف
جـــدوى يــديه المرفــدين شــمل بمــرزم مــن لجيـن للوفـود سـجل
يفــي بـواجب حـق المكرمـات أجـل وفـي الحقـوق حقـوق المكرمات وهل
ســوى النقـى علـي بـالحقوق يفـي
فـاق البريـة علمـاً سـؤددا كرمـاً حـتى أنـاطت يـد العليـا له علما
منعـالم الـذر إذ كان الورى عدما قـد هـام عـن شغف فيه الفخار كما
قـد هام دون الورى بالفخر عن شغف
إن كنـت أصبحت عن شهب السنين يئس تـراع فـي كـل يـوم للزمـان نحـس
فلقصـد فتى طاب دون العالمين أوس مـن اسـتجار به خوفاً أجير من است
كفـى بـه دون أبنـاء الزمـان كفي
إذا دهتـك العظـام المعضـلات فلـن تــرى طريقــاً لهـا إلا لـه وسـنن
وإن أصـابتك مـن جـور الزمان محن فلـذ بـه خـوف صـرف الحادثات فمن
يلـذ بـه خـوف صـرف الدهر لم يخف
سـاد البريـة فـي فضـل وفـي كـرم حـتى غـدا مجـده نـاراً علـى علـم
حمى الورى حيث جار الدهر خير حمي يصــول ســاعده فــي مرهــف خـذم
نضــاه عــزم علــى ســيد السـلف
عمـىً لمـن قـاس فيه العالمين عمى فإنمــا قــاس أرضـا رفعـة بسـما
فمـن تـرى مثلـه علمـا ويـوم عطى بحـر مـن العلـم والجدوى فكل فتى
مــا بيــن مغــترف منـه ومعـترف
يــا هـذا الـذي يعطـي بغيـر أذى ينيـل مـن غيـر مـنّ والنـوال كذا
عـرّج عليـه ودع مـن قـال ذاك وذا وقـل لمـن جّـد يقفو المكرمات إذا
بلغـت بـاب حمـى بحـر العلـوم قف
مســدداً لا تــرى فـي قـوله جنفـا تلقاه في العلم بحراً والورى زلفا
فحـق مـن كـل مـن قـد جاء مغترفا يتلـو حـديث النـدى في مدحه صحفا
بالفضـل ينبـع عـن فضـل وعـن صحف
مجـد غـدا النسـر يكبو دون أقربه مـن مشـرق الكـون منشـور لمغربـه
لقـــد غـــدا طــراً دون منكبــه مجــد تــألف شـمل المكرمـات بـه
بين الورى بعد ما أشفى على التلف
قـد طـوق الناس أطواق الحمام منن وأرجـل السـبق فيـه للسـماء عـدن
يـا مرفداً والبحار الفعم قد بخلن يـا سـابقا في ميادين السباق ومن
يطيـر فيـه جنـاح الفضـل والشـرف
أراك روح المعـالي والـورى جسـداً فلقـت صـبح الهـدى فـي ليلة فغدا
يضــيء فيـك منيـراً دائمـا أبـداً كشـفت ظلمـة وجـه الـدين حيث غدا
بيــن الأنــام بـوجه غيـر منكشـف
تــدفقت للــورى جــوداً بحــاركم ولا تزالــون تهـدي النـاس نـاركم
فعـش مـدى الـدهر لا ينضـام جاركم وأسـلم ودم يا أبا الهادي دياركم
علـى مـرور الليـالي كعبـة النجف
حسين الدجيلي
26 قصيدة
1 ديوان

حسين بن أحمد بن عبد الله الدجيلي النجفي أبو علي عز الدين.

من مشاهير عصره في العلم والأدب.

ولد في النجف ونشأ بها على أبيه فلقنه مبادئ العلوم، ثم قرأ على السيد حسين الطباطبائي الفقه والأصول وأخذ العلم عن كثيرين حتى اشتهر.

له شعر رائق جزل اللّفظ حسن المعنى.

زار الكاظميّة فمرض بها مرضاً شديداً أجبره إلى الرّجوع إلى مسقط رأسه وكان بصحبته ولده سليمان فحمله مسرعاً إلى النجف غير أن المنية اغتالته بين المسيب وكربلاء فحمل ولده جثمانه إلى النجف.

1887م-
1305هـ-