مضى ابن علي للنعيم المؤبد
الأبيات 41
مضــى ابـن علـي للنعيـم المؤبـد وقــد كــان للإســلام خيــر مهنـد
وكـان لنهـج الحـق والرشد والهدى وأحكــام ديـن اللـه أحسـن مرشـد
وقـد كـان شـمل الـدين مجتمعا به ومــن بعــده أضــحى بشـمل مبـدد
قضـى فمضـى مـن آل موسـى بن جعفر فـــتى لعلــي ذو ســداد وســؤدد
لـروض جنـان الخلـد شـوقا ورغبـة وللـروح والريحـان فـي خيـر مرقد
ونــال مقامـاً فـي الغـري مقدسـاً وفــاز بمثـوى فـي الجنـان ممهـد
وقـد حـاز بـالفردوس مأوى وموطناً جـوار علـيّ شـافع الخلـد فـي غـد
لقـد جـف بحـر الفضل والجود بعده وقــد كــان تيـاراً وسـائغ مـورد
فـإن الليـالي الـبيض حزناً لرزئه تــردت بثـوب كاسـف اللـون أسـود
وإن البــدور التـم أخمـد نورهـا مصــابا لــذاك العيلـم المتفـرد
فيـا صـمة قـد أحرقت نارها الحشى فأضـحى بهـا قلـب الهـدى ذا توقد
ويـا ضـيعة الإسـلام والعلم والتقى لفقـــد الإمــام الأروع المتهجــد
وداهيـــة دهيــاء كيــف تجــرأت فـأردت أخـا العليـا بسـهم مسـدد
أبــى الـدهر إلا أن يصـول بجنـده علـى خيـر أربـاب الكمـال ويعتدي
أيـادهر خفـض قـد جعلت حشى الورى كشــعلة نــار حرّهــا لــم تـبرد
أتــدري لمــن أرديــت مــن بــه يبـاهي البرايـا مـن شـريف وسـيد
فنــاديت شـجواً ثـم أرخـت قـائلا تبـدد شـمل الـدين فـي فقـد أحـم
وقـد بكـر النـاعي ونـادى مؤرخـا بـدت صـدمة في الدين من بعد أحمد
فقـم يـا علي بن الرضا علم الهدى لتأييـد ديـن اللـه والشرع وأقعد
ولا تقعـدن يـا راسخ الحلم والحجى فلســت لـدى غـر المسـاعي بمقعـد
فـدم ولـك السلوان عن خير من مضى بخيــر فـتى زاكـي النجـار مؤيـد
لئن غــاب مصـباح الهدايـة أحمـد بنـور حسـين أصـبح الخلـق يهتـدي
فــإن شــقيق النـدب نـدب كمثلـه يشــابهه فخــراً وفـي طيـب مولـد
فمـا مـات مـن قـام الحسين مقامه لتشـييد ديـن الحـق فـي خير مسند
فـتى جـد فـي نهج الشريعة واهتدى فأصـــبح للإســـلام خيـــر مقلــد
فـتى عـن أبيـه قد روى الفضل كله وعـن جـده المعـروف فـي كـل مشهد
فــتى طلـب المجـد الأثيـل فنـاله فـالقت بنـو العليـا لـه كل مقود
إذا مـــا نــدبناه لكــل ملمــة نـدبنا فـتى الفتيـان غيـر ملهـد
الأقـــل لقــوم قايســوه بغيــره لقـد قسـتموا الـدر الثمين بجلمد
وقــل لانــاس فــاخروه تصــاغروا لـديه خضـوعا وأقعـدوا شـر مقعـد
لــه همــة فــي كســب ك فضــيلة ونيـل المعـالي والثنـاء المخلـد
أمـاط حجـاب الريـب عـن كـل مشكل بأحســــن رأي مســـتقيم مســـدد
وعـن كـل معنـى غـامض كشـف الغطا بفكـــر مصـــيب ثـــاقب متوقــد
شـريف بدسـت العلـم والفضـل محتب وفـي حلـل العليـاء والمجد مرتدي
جميــل بــدت فيــه محاســن جمـة ومــا هــي إلا عــن نجابـة محتـد
كريـــم إذا استصـــرخته لملمــة أتــاك مغيثــاً باللسـان وباليـد
لــه مقــول عنـد التشـاجر قـاطع أحــدّ وأمضــى مــن حســام مجـرد
إذا أقال أمضى القول في حسن فعله ولــم يــك فــي أقــواله بمفنـد
لقيتـم مـدى الأعصـار يـا آل جعفر لكــل مــراد فـي الزمـان ومقصـد
ولا زلتــم فــي دولــة مســتقيمة وأطيــب عيــش دائم العمـر أرغـد
خــذوها اليكــم يـا كـرام هديـة لـــتروي إخلاصــي لكــم وتــوددي
حسن بحر العلوم
11 قصيدة
1 ديوان

حسن ين إبراهيم بن حسين بن رضا بن مهدي الشهير ببحر العلوم.

أديب معروف، ومؤرخ بارع، وعالم جليل، وشاعر مطبوع.

ولد في النجف ونشأ بها، يتعلم على والده الذي اشتهر بعلمه وأدبه.

توفي في النجف.

1936م-
1355هـ-