لشـعر
العصـرِ
فـي
الأَفلاك
بـرجٌ
|
لقــد
حرَسـتُ
معـاقلَهُ
النجـومُ
|
حَمــت
أَكنــافَهُ
مــن
كـل
غِـرٍّ
|
غــبيٍّ
لــم
تثقّفــهُ
العلــومُ
|
فَمــن
يلمــم
بـهِ
دون
اضـطلاعِ
|
بـروح
العصـر
تسـحقهُ
الرجـومُ
|
وكــل
قريحـةٍ
لـم
تلـقَ
هَـدياً
|
بمشــكاة
المعــارف
لا
تُريــمُ
|
فَشــِعرَ
زماننــا
مَلَــكٌ
كريـمٌ
|
وشــعر
الجهــل
شـيطانٌ
رَجِيـمُ
|
لقـد
وَضـعَ
الخليـلُ
لـهُ
قديماً
|
أساســـاً
ثــم
شــيَّدهُ
ســليم
|
فأَبــدأَ
وهــو
مُحتِلــمٌ
غريـرٌ
|
واكمــلَ
وهــو
مكتهــلٌ
حكيـمُ
|
ونمنــمَ
روضــَهُ
وكســا
ثـراهُ
|
بـــدَوحٍ
تحتُـــهُ
ظــلٌّ
مقيــمُ
|
فعـن
حُـورِ
الجنـان
إِذن
تجلَّـى
|
لـذلكَ
قـد
صـفا
فيـهِ
النعيـمُ
|
وبعــدئذٍ
أَتـى
الحـدَّاد
يبغـي
|
بــهِ
صــَوناً
ومبــدأُهُ
قــوِيمُ
|
فمنَّــع
بالحديــدِ
لـهُ
رتاجـاً
|
حبــاهُ
النُــورَ
شــوقيٌ
كليـم
|
علـى
طُـورِ
المعـاني
قـد
تجلَّى
|
فقـالت
مِصـرُ
عـاوَدَني
الكليـم
|
لــهُ
فــي
أرض
تيبـت
معجـزاتٌ
|
يميـد
لَهولهـا
الهَـرَمُ
العظيم
|
عجــائِبُ
ذاكَ
كــانت
مخزيــاتٍ
|
وفـي
هـدي
لـهُ
الفخـر
العميمُ
|
لئن
أَلقـى
العصـا
ليمـوتَ
قَومٌ
|
هنــا
قلــمٌ
ليبعثَهُــم
يقـوم
|
بكليوبــاتر
قـد
هـامت
ملـوكٌ
|
فــإن
نُشـرَت
بـهِ
أبـداً
تهيـم
|
ففــي
نفَثَــاتهِ
بالشـعر
سـحرٌ
|
ينــمُّ
عليــهِ
مطلعُـهُ
الوسـيم
|
وقـد
طُبَعـت
علـى
عشقِ
المعاني
|
قلـوبُ
الغيـد
مـذ
وُجدَ
السديم
|
ومـا
المعنى
الرقيق
سوى
نسيمٍ
|
وهـل
تحيـى
بلا
النَسـَم
الجسومُ
|
تخلَّــقَ
ذا
النســيمُ
بجسـمِ
دُرٍّ
|
وهــذا
الـدرُّ
منطقـكَ
الرخيـمُ
|
ومـن
عَجَـبٍ
لهـذا
الـدرّ
تبقـى
|
أَبــاً
حيّـاً
لـهُ
وهـو
اليـتيمُ
|
فلـو
سيزوسـتريس
افـاق
يومـاً
|
لحـار
ونـاله
الحسـدُ
الـذميمُ
|
فمـا
فـي
تـاجهِ
الوهَّـاج
حُسـنٌ
|
كُحســنٍ
حــازهُ
الـدرُّ
النظيـمُ
|
قريضـُكَ
يـا
سـميرَ
الشوق
أَحيي
|
قلوبـاً
غالهـا
الجهـل
الوخيمُ
|
فكـان
البـاعثَ
المحيـي
وحاشا
|
يصــيبُ
علاءَهُ
الحتــفُ
اللئيـمُ
|
فَشـعرُكَ
مثـل
ذِكـركَ
مثـل
مَدحي
|
علـى
رغـم
العـدى
ابـداً
يدومُ
|
إذن
غــادِر
مُـدامكَ
ثـمَّ
بـادِر
|
فنظـمُ
يراعـكَ
الـراحُ
القـديمُ
|
لقــد
عـوَّدت
هامـاتِ
المعـالي
|
بــه
سـكراً
فهـات
أَيـا
نـديمُ
|
ودَع
عنـك
المطـال
فقـد
مللنا
|
أدَلا
كــان
بخلــكَ
يــا
كريـمُ
|
ومـا
فـي
الدلّ
بعد
البذلِ
فضلٌ
|
ورب
البخـــل
مشــجوبٌ
ملَــوم
|
وَعــدتَ
بنبــذةٍ
فـي
كـل
عـامٍ
|
يَحُـوكُ
طِرازَهـا
الطبـعُ
السليمُ
|
فـراح
الوعـد
أَضـيع
من
أَماني
|
فتًـى
يهـوى
الغنى
وهو
العديمُ
|
وشــوقيَّاتكَ
الزهــراءُ
تشــكو
|
لنـا
ظُلمـاً
ومـا
أنـت
الظلومُ
|
تطالبُــكَ
الوفــاءَ
بوعـدِ
حـرّ
|
وانَّــى
لا
يفـي
الحـرُّ
الحكيـمُ
|
صـبَت
نحـو
التـوائم
وهـي
فَـذٌّ
|
ويـأبى
الجفـوة
الخُلق
الرحيم
|
فكـن
بَـرًّا
ببكـرِكَ
يـا
أَباهـا
|
الكـثير
العطـف
حتَّـامُ
الوجوم
|
وضــمَّ
بهــا
شــقيقاتٍ
عـذارى
|
جمـال
الكـون
مرآهـا
القسـيم
|
فهـا
الـبرجُ
الذي
شادَت
يدانا
|
غــدا
يشـكو
وانـت
لـهُ
خصـيمُ
|
هجــرت
قصـورَهُ
الشـَّماءَ
ظلمـاً
|
أَترضــى
أن
يلــمَّ
بــهِ
زنيـمُ
|
وانــي
شـاعرُ
الفيحـاءِ
وحـدي
|
أُنيــخ
بـهِ
فـتزعجني
الغمـومُ
|
ويَرمُضــني
المقــامَ
ولا
جليـسٌ
|
ويمرضــني
الســكوتُ
ولا
كليـمُ
|
ويُؤنســني
الرفيــقُ
ولا
رفيـقٌ
|
واطــربُ
ان
تريــم
ولا
تريــمُ
|
شـكوت
اليـك
يـا
مـدَّاح
حلمـي
|
دلالــك
فـاحتكم
انـت
الحليـمُ
|
وقــل
لخليلـك
المطـران
هيَّـا
|
فَبَــارِك
ســعيناتُنفَ
الهمــومُ
|
ففـــي
بركــاتِ
أورادٍ
تصــلّي
|
بهــا
سـَحَراً
لنـا
اجـرٌ
عظيـم
|
ومـن
نفحـات
قدسـك
بالمعـاني
|
ينــال
الخُلــدَ
نُســَّاك
تصـومُ
|
نشـأتَ
علـى
السـجود
بارض
منفٍ
|
فثابَ
الى
الهدى
الغاوي
الاثيمُ
|
ومـن
يغشـى
الهياكـل
وهو
طفلٌ
|
رضـــيعٌ
لا
يغادرهـــا
فطيــمُ
|
فكــم
أســمعتَ
آبيـس
المفـدَّى
|
تــراتيلاً
تـتيهُ
بهـا
الحلـوم
|
فمــا
أصــوات
ممنــونٍ
يغنـي
|
شـروقَ
الشـمس
اذ
رتـع
الظليم
|
بـأَعجب
مـن
رقـىً
سـحرَت
عقولاً
|
هـذَذت
بهـا
فأدركنـا
الوُجـومُ
|
وآمــونُ
القريــض
يـراك
أهلاً
|
وأنـت
الكـاهنُ
الحـبرُ
العليمُ
|
فجــدِّد
عزمــةً
للنظــم
فلَّــت
|
فمـا
فـي
الصارِمِ
الماضي
ثلومُ
|
وان
قعـدت
بخُورِينـا
القـوافي
|
ففــي
مِطرانِنــا
أبـداً
تقـومُ
|