ألا ليت شعري ما تصوغ بنو كسرى
الأبيات 60
ألا ليـت شـعري مـا تصـوغ بنـو كسـرى أسـوراً لموسـى أم سـواراً على الشعرى
وكيــف مــن الــوادي المقـدس سـورت علــى طــور ســيناه بـأيته الكـبرى
ومـا خلـت لـولا العيـن قـد شـهدت به تشــيد حــول الفرقــدين لــه قصـرا
شــهدت لأيــدي الفــرس مـا لعقولهـا تنــال الثريـا صـنعة ويـك أو فكـرا
فكيـف إلـى هـام الثريـا مـن الـثرى ســرت فـرق منهـا فسـبحان مـن أسـرى
ومــا كــان يـدريها بمـا ضـم قطبـه ولكــن لأمــر مــا تحيــط بـه خـبرا
درت بنجـــوم الأفـــق إذ درن حــوله عرفــن لموســى والجــواد بـه قـبرا
وكيــف مــن الــزوراء عنــد ضـريحه أهـل علـت الغـبرا أم انحطـت الخضرا
وهيهــــات لا هـــذا ولا ذاك إنهـــا لجنــة عــدن قــد تجلـت لنـا جهـرا
أرى إرمـــاً ذات العمـــاد بســورها اعيــدت ولا عــاد لهــا مــرة أخـرى
تـــراءت بهـــا للنــاظرين هياكــل بهــا مثلاقـد نضـرب الشـمس والبـدرا
مكــورة والشــمس قــد كــورت بهــا كهيئتهــا الأفلاك قــد طبعــت قســرا
مــن النــور لا يــدري بــامر وراءه تجلـى الـذي قـد كـان يـدري ولا يدرى
ولا عجــب فــالطور هــذا بمــا حـوى وذا صـــعقاً موســـى بســاحته خــرا
ومــا دجلــة الخضـراء يمنـاً ويسـرة سـوى يـده البيضـا جـرت مننـا حمـرا
وتلــك عصــى موســى اقيمــت بجنبـه وقــد طليــت اقصــى جوانبهـا تـبرا
فكيــف بهــا فــذاً تــراءت تماينـاً أســحراً وحاشـا انهـا تلقـف السـحرا
أم العـرش يغشـى الطـور فـوق قـوائم كمـا عـدها في الذكر فاستنطق الذكرا
وحسـب ابـن لاوى بـابن جعفر في العلى إذا مــا حكــاه أن ينـال بـه فخـرا
فــان يــك فـي هـارون قـد شـد أزره فقــد شــد موسـى بـالجواد لـه ازرا
جــواد يميــر الســحب جــود يمينـه علـى أن فيـض البحـر راحتـه اليسـرى
ضــمين بعلــم الغيــب مـا ذر شـارق ولا بــــارق إلا وكــــان بـــه أدرى
تضــل العقـول العشـر مـن دون كنهـه حيــارى كــان اللَــه أودعــه ســرا
أجــل هــو ســر اللَـه والآيـة الـتي بهــا نثبـت الاسـلام أونطـرد الكفـرا
امــام يمـد الشـمس نـوراً فـإن تغـب كسابســنا أنــواره الأنجــم الزهـرا
فحـــق إذا أزهــرن فــي صــحن داره ودرن علــى مــا حــول مرقــده دورا
فموضـــوعة طـــوراً تشـــع بقـــبره ومطبوعــة حليـاً بـوجه السـما طـورا
فمــن صــفة تــدعى المصـابيح عنـده وفـوق السـما تدعى الثريا أو الشعرى
ومـــذ زيـــن الأفلاك أحســـن زينــة خضــعن لــه لا بــل سـجدن لـه شـكرا
ومــن يـك موصـولاً بأحمـد فـي العلـى تهيـب غيـر الـذكر فـي نعتـه الذكرا
علا تفخــــر الأفلاك إن وصـــلت بـــه بــاملاكهن الــبيض لا مضــر الحمــرا
مـن الركـب مـا بيـن العراقيـن يممت ركــائبه مــن دجلــة مربـع الـزورا
يخــب بهــا الحــادي سـراعاً كأنمـا إلـى الورد يوم الخمس تستعجل المسرى
فوارســـها مــن فــارس كــل أصــيد تـرى بهجـة فـي وجهـه البشر والبشرا
تهلـــل حـــتى مــا رأتــه غمامــة بضـــاحية إلا اســـتهلت لــه قطــرا
أخـــو الصـــبح إلا أنـــه بصــباحه ترى الليل لم يخلق بهاكي ترى الفجرا
ســرايا بنــو شــروان كــان سـريها يســير بهــا طــوراً ويبعثهـا طـورا
تــراءت لهــم نــاراً يظنــون إنهـا ذبالــة مـا قـد أوقـدت فـارس دهـرا
بحيــث رســا ايـوانه الفـرد شـاهقاً علا وبنـــى أســـنى مــداينه كســرى
ومــا أنســو إلا وقـد أنسـوا الهـدى بسـيناء موسـى قـد تجلـى لهـم جهـرا
فمــا فــر هـاد مثـل فرهـاد للهـدى مـن الغـي لمـا غـار فـي بحـره غورا
ومـــد يـــديه بالوســـائل ســائلاً لســائل دمــع كــاد يغمــره غمــرا
فجـــاء بهـــا ملأ القفــار حمولــة مـــن الأدم إلا أنهـــا ملئت تـــبرا
ثقــالاً تنــوء العيــس فيهـا كأنهـا إذا وضــعت رجلاً تعــايت عــن الأخـرى
أيـادي لـم تمنـن جـرت منـه عـن يـد غـدا يسـتمير البحـر مـن دره الـدرا
أتــت رســله تــترى بهــن وقبلهــا مـن الفلـك الأعلـى أتـت رسـلها تترى
ينـادون بالهـادي الأميـن أخـي النهى فهــب هبـوب الريـح تسـتتبع القطـرا
فشــاذ بهــا سـوراً يسـير بـه إسـمه إلــى فلــك الأفلاك لا فلــك الشــعرى
مدينـــة قــدس قــدس اللَــه ســرها وشــرفها حــتى علــى عرشــه قــدرا
لنــا ريــج يجــري إلــى كـل جـانب علـى كـرة لمـا اسـتقل الـثرى مجـرى
بهـــا كــل إيــوان برفــع بنــائه يـبين علـى إيـوان كسـرى الورى كسرا
خطــوط لايــدي العجــم أعجـم رقمهـا فخطـوا مـن الـذكر المـبين لها سطرا
يمينــاً بأعتــاب الجــوادين أنهــا لصــنع جنـان فـوق وسـع الـورى طـرا
فمــا هــي مــن هـاد وفرهـاد إنمـا قضـوا فقضـى الرحمـن فيما قضوا أمرا
لقـــد حشــرت فيهــا الملائك والملا جميعـاً ولمـا تـدرك البعـث والحشـرا
أحــاطت بموســى والجـواد فقـل بمـن بهـم غيـر علـم اللَـه لمـا يحط خبرا
أبــوهم علـي الطهـر مـن بعـد أحمـد نــبي الهــدى والأم فاطمــة الزهـرا
فـدونكها بكـر المعـالي أبـا الرضـا لنعتـك قـد زفـت وترضـى الرضـا مهرا
أمـاطت جنـا فكـري وشـقت فـم الثنـا وداسـت علـى أنـف العـدى فبـدت حسرا
تبـاهي الحسـان الحـور أذ هـي دونها عقــود ثنــاء فيــك قلــدت النحـرا
جعفر الشرقي
20 قصيدة
1 ديوان

الشيخ جعفر بن محمد حسن بن أحمد بن موسى بن حسن بن راشد بن نعمة بن حسين الشرقي.

أحد مفاخر عصره في العلم والأدب.

ولد في النجف، ونشأ بها نشأة علمية وأدبية رفعته إلى مقام الزعامة، له ديوان شعر.

توفي في النجف.

1891م-
1309هـ-