ما بال عينك بالمدامع تسجم
الأبيات 72
مـا بـال عينـك بالمـدامع تسجم رفقــاً بنفســك فالقضـاء محتـم
قـد عـادت الـذكرى فجـدد عودها بيـن الحشـا جرحـاً يثـور فيؤلم
يـا يـوم كامـل كنت يوماً قاتماً كالليـل اقبـل وهـو اسـود اقتم
يـا يـوم لا كـانت طلائعـك الـتي بـالنحس أنـذر وجههـا المتجهـم
مـاذا حبـوت القـوم حـتى انهـم أحيــوك بالــذكرى كانـك موسـم
انـت الـذي سـلبت يـداك رجاءهم حــتى غـدا فـي كـل بيـت مـاتم
انـت الـذي اذكيـت ناراً لم يزل بيــن الجوانــح جمرهـا يتضـرم
كيـف العـزاء ومـا لنا من بعده عيـــن تقــر ولا فــؤاد ينعــم
يـا مـوت مالـك والبدور بافقها حــتى كانــك بالبــدور مــتيم
يـا مـوت لا تزد القلوب من الاسى ومــن الهمـوم فكـل قلـب مفعـم
صــوبت اســهمك الــتي فوقتهـا نحـو القلـوب فلـم تخنـك الاسهم
هــي وقعــة جلـل اثـارت لوعـة منهــا تصــدع يــذبل ويلملــم
هـي قرحـة نغـرت فسـال صـديدها والــداء ينغـر جرحـه اذ يقـدم
يـا زهـرة عنهـا تفتحـت العلـى وسـقي منابتهـا الربيـع المرهم
لـك فـي قلـوب المسـلمين محبـة لا تنقضــي وعربــي هـو لا تفصـم
فاســأل بلاد العــرب هلا أبصـرت مسـعاك تنجـد فـي البلاد وتتهـم
واسـأل بلاد الـترك هل لك بينها صــيت كصــيت الفــاتحين معظـم
واسـأل بلاد الفـرس هل لك بينها ذكـر علـى الشـاهات بـات يقـدم
واسـأل بلاد الهنـد هل لك بينها مجــد علـى هـام السـماك مخيـم
واســأل بلاد الشــام هلا ابصـرت ذكـراك تعـرق فـي البلاد وتشـئم
واسـأل بلاد النيـل هل لك بينها ذكــر مـن الهـرم المشـيد أدوم
واســأل بلاد المسـلمين جميعهـا تنــبئك انـك كنـت نعـم القيـم
يكفيــك فخـراً بعـد موتـك انـه لـم يـأل جهـداً فـي مديحك مسلم
لبيـك يـا مـن كنـت مـأرب امـة لــولاك مــا كنــت تعـز وتكـرم
لبيــك يــا طـوداً تهـدم ركنـه فأريتنــا كيــف الجبـال تهـدم
لبيــك يــا بــدرا تقلـص ظلـه ولكـم اضـاء بـه الطريق المبهم
انظـر الينـا مـن سـمائك نظـرة تهـدى الـورى فالشـك داج مظلـم
همـت الـى العـدوان بعـدك عصبة خـانوا مواثيـق البلاد وأجرمـوا
حلفـوا بـرب البيت ان لا يصدقوا وعلـى الخيانة والغواية أقسموا
واستأسـدوا وهـم الـذئاب مهانة لمـا ثـوى تحـت الـتراب الضيغم
واشــدهم كيــداً وأمرســهم اذى ذاك الــذي تــاقت اليـه جهنـم
لــو كنــت حاضـر أمـره لأريتـه كيــف اعوجـاج المـارقين يقـوم
وأريتـه أيـن السبيل الى الهدى حـتى يـبين لـه الطريـق الاقـوم
مـــا لاح الا لاح تحـــت قبــائه لــؤم امــام النــاظرين مجسـم
هــل غيــره بالمخزيــات ملفـح او غيـــره بالمزريــات معمــم
هـو شـر مـن وطئت له وجه الثرى قــدم وأخبــث مــن يــدب وألأم
ظهــرت عليــه للغوايــة شـارة وبــدا عليــه للخيانــة ميسـم
ونضـى علـى الاوطـان صـارم حقده ومضـى ونـار الحقـد فـي تدمـدم
والحـق يـبرأ غيـر مكـترث بمـا يرويــه عنـه الحـانق المتحـدم
فــدعوه يبتــدع الضـلال سـفاهة ودعــوه يقـترف الـذنوب ويـأثم
فمـن البليـة زجـر مـن لا يرعوى عــن غيــه وخطـاب مـن لا يفهـم
ولتحــذر الاحــداث نفـث سـمومه عنــد التقلــب فهـو صـل ارقـم
وليســقط الغـاوي فعنـد سـقوطه يـدري بمـا اقـترفت يداه ويعلم
وهمــت مطــامعه بانــا معشــر لـدن القنـاة فسـاء مـا يتـوهم
مــن ذل بيـن العـالمين فعيشـه لـو كـان يـدريه الـذليل محـرم
قــومي ولا ادعـو سـواكم معشـراً أخشـى عليهـم ان يقال استسلموا
قـومي لقـد حان التيقظ فانشدوا مجــداً لكــم ضــيعتموه ونمتـم
مــن بــات ينشـد حقـه متوخيـاً فيــه الثبــات فــانه لا يهضـم
ردوا الـى القسـطاط سابق عهدها حــتى يضــوع اريجهـا المتنسـم
هـي روضة المعمور فاسقوا دوحها بـالعلم يـورق فرعهـا المتهشـم
وانضـوا مـن العرفـان أو آياته والفخــر الا الحــاذق المتعلـم
لـم يـألف الجهـل المـذمم خامل فــي النـاس الا عـاش وهـم ذمـم
هــذي المعاهــد ناطقـات انهـا لـم يبـق منهـا اليوم الا الارسم
فابنوا الرجال بهمة تعلو السهى حــتى يطــال الشـامخ المتسـنم
سـيروا على قدم الثبات ولا تنوا واسـعوا الى طلب الجلاء وأقدموا
لـم يبلـغ النصـر المؤثـل معشر وطـدوا نفوسـهم علـى ان يهزموا
أفريـد يـا ابـن الاكرميـن تحية مــن شـاعر لعقـود مـدحك ينظـم
أفريــد تقــرئك السـلام معاشـر مـدوا اليـك يـد الـولاء وسلموا
حصــنت بيضــتهم وصـنت ذمـارهم بعزيمـة قـد أصغرت ما استعظموا
ركبـوا مطايا الحزم نحو رئيسهم اذ انــت بينهــم الاجـلّ الاحـزم
فاضـرب برأيـك فـي مواقـف جمـة فـالرأي فـي بعـض المواقف مخذم
واحمـل بعزمـك حملـة تعنـو لها بيـض الصـوارم والقنـا المتحطم
ان الملـوك علـى ضـخامة ملكهـم لـم يفضـلوك وأنـت انـت وهم هم
لـولا وراثـة ملكهـم مـا زانهـم عــرش ولا حــاط الركـاب عرمـرم
حكمـوا على الدنيا وانت حيالهم ملــك علـى عـرش القلـوب محكـم
نفــس تجشــمت الصـعاب وراقهـا ان فـي سـبيل اللَـه مـا تتجشـم
فــاذا حكمـت فـان حكمـك نافـذ واذا امــرت فــان امـرك مـبرم
ايهــا خليفــة كامـل فـي امـة ان قـدتها نحـو الـردى لا تحجـم
أودي فظــن المـارقون وأوهمـوا ان ليـس بعـد الليـث مـن يتقدم
حــتى تقــدمت الصــفوف فكنتـه ســيفاً اذا مــا هــز لا يتثلـم
فسـقى ضـريحاً بـات فيـه موسـداً ودق يــرن بــه الاجــش المـرزم
وعليــه مـن صـلوات ربـك رحمـة مـا نـاح فـوق الايـك طيـر اعجم
أحمد نسيم
160 قصيدة
1 ديوان

أحمد نسيم بن عثمان بك محمد.

شاعر مصري.

ولد وتعلم وتوفي بالقاهرة، كان يلقب بشاعر الحزب الوطني، في شعره جودة ورقة.

وكان موظفاً في دار الكتب المصرية إلى أن توفي.

له (ديوان شعر -ط) جزآن، و(وطنيات أحمد نسيم -ط) جزآن، وهو مجموع مقالات له نشرها في الصحف المصرية.

1938م-
1356هـ-