الأبيات 54
حتـام هـذا الجـؤذر يجفـو المحـب ويهجر
رشــأ أســيل خــده أحـوى المباسم احور
ومـن العجـائب شادن يعنـو لـديه القسور
يا أخت مقتحم الوغى يعلــوه نقـع اكـدر
هـل تنعميـن بـزروة فيهــا يعـف المئزر
او ترفقيــن بمهجـة بيـن الجوانـح تصهر
ارجـو نداك وبالندى رب الاريكــة اجــدر
ســمح كــأن يمينـه فـي الجود غيث ممطر
وكــأن عيـد جلوسـه للنــاس عيـد أكـبر
عيـد العزيز ومن به آي الثنــاء تحــبر
قــد قـلَّ عنـه تبـع فـي مجـده والمنـذر
شـمل الجنـاة بعفوه والعفــو حـظ اوفـر
أمنوا الشقاء فكلهم يطـرى الاميـر ويشكر
لا غــرو فهـو مملـك يمحـو الذنوب ويغفر
طلـق اليـدين كـانه يـوم الرغـائب جعفر
وضـح الجـبين كـأنه قمــر تــألق مبـدر
فـي موكب تخذ السهى أرضـاً عليهـا يعـبر
ضــخم الجلال كأنمـا كسـرى بـه أو قيصـر
حفــت بمـوكبه فـوا رس دارعــون وحســر
مثل السيول اذا جرت مــن شــاهق تتحـدر
وتـرى العتاق كأنها ظبيــات قــاع ضـمر
تطوى السهوب وخلفها ريـح الصـبا تستحسر
نهــد أغــر وأدهـم يطـأ الهـواء وأشقر
ركــب يتـوق لمثلـه رمســيس والاســكندر
عيـد ابـان لخـاطري كيـف الخيـال يصـور
فالازبكيــة حولهــا ســُرُج تنيـر وتزهـر
روض اضـــاء كــأنه فلــك منيــر مقمـر
فكأنمـا هـو جنة ال فـردوس اوهـو انضـر
فيـه الحمـائم جثـم تخشـى المصاد وتحذر
رأت الضــياء كـأنه صـــبح تلألأ مســـفر
فتنبهـت بعـد الكرى بيــن الارائك تهـدر
ترجو الهجوع بأيكها فيروعهـا مـن يزجـر
وتـرى البيارق تارة تطـوى وطـورا تنشـر
فكأنمــا هـي أعقـب قـد رفرفـت أو أنسر
وترى المشاعل تلتوى مثــل الاسـنة تشـهر
أو كــالاراقم سـربت مــن وكرهـا تتسـور
رقـش تثـور وما بها الا اللظـى المتسـعر
متهـا الكـواكب طلع آنــا وآنــا غــوّر
يغشو الغريب لضوءها والطــارق المتنـور
يقــق يــروق وازرق صـافي الاديـم واصفر
او احمـــر متوهــج يطفـو عليـه الاخضـر
فكأنمــا هـي جـوهر فــي نثرهـا متخيـر
وكأنهـا صـوب الحيا فـي قطـره او أغـزر
وتـرى الظلام كراهـب فــي بــرده يتعـثر
او بنـت حـام فوقها أبهـى اللآلـئ ينـثر
مـاذا اقـول ووصفها عنـه البلاغـة تقصـر
واريكـة يشـدو بهـا حلـو الضـروب مـؤثر
فكأنمــا هـو واعـظ وكأنمــا هـي منـبر
شــاد يـداعب عـوده ويُســِرّه مــا يضـمر
وذوى غــرام حــوله مثـلَ العرمـرم يزخر
مـن كـل ذي شغف على مضـض الهـوى لا يصبر
او عاشق يشكو الجوى او وامـــق يتــذكر
يـا عيد اسعد شاعراً بجلال قــدرك يشــعر
لا زال ربــك ســيداً ينهـى العباد ويامر
أحمد نسيم
160 قصيدة
1 ديوان

أحمد نسيم بن عثمان بك محمد.

شاعر مصري.

ولد وتعلم وتوفي بالقاهرة، كان يلقب بشاعر الحزب الوطني، في شعره جودة ورقة.

وكان موظفاً في دار الكتب المصرية إلى أن توفي.

له (ديوان شعر -ط) جزآن، و(وطنيات أحمد نسيم -ط) جزآن، وهو مجموع مقالات له نشرها في الصحف المصرية.

1938م-
1356هـ-