الأبيات 20
قطعـت سـهول يثرب والهضابا علـى شـدنية تطـوي الشعابا
سرت تطوي الفدافد والروابي وتجتـاز المفـاوز والرحابا
إذا انبعثـت يثور لها قتام لـوجه الشـمس تنسـجه نقابا
يجشــمها المهالــك مشـمعل يخـوض من الردى بحراً عبابا
هزبـر مـن بني الكرار أضحى يـؤلب للـوغى أسـداً غضـابا
غــداة تـألبت أرجـاس حـرب لتـدرك بـالطفوف لهـا طلابا
فكــر عليهــم بليـوث غـاب لهـا اتخذت قنا الخطي غابا
إذا انتـدبت وجردت المواضي تضـيّق فـي بني حرب الرحابا
وهـبَّ بهـا لحـرب بنـي زياد لـدى الهيجـا قسـاورة صلابا
فــبين مشـمر للمـوت يصـبو صــبوَّ مــتيم ولهـا تصـابى
وآخـر في العدى يعدو فيغدو يكسـِّر فـي صـدورهم الحرابا
إلـى أن غـودرت منهم جسوماً ترى قاني الدماء لها خضابا
وضـلَّ يـدير فرد الدهر طرفاً ينـادي بالنصـير فلن يجابا
فمهمـا كـرَّ ضـلت منـه رعبا أسـوداً لحرب تضطرب اضطرابا
يصـول بأسـمر طـوراً وطـورا بـأبيض صـارم يفري الرقابا
وأروع لـم تروّعـه المنايـا إذا ازدلفـت تجـاذبه جذابا
يهــز مثقفــاً ويسـلّ عضـبا كـومض البرق يلتهب التهابا
نضـا للضـرب قرضـابا صنيعا أبـى إلا الرقـاب لـه قرابا
رمـى ورموا سهام الحتف حتى إذا مـا أخطأوا مرمىً أصابا
إلـى أن خـرَّ منعفـرا كسـته سـواقي الريـح غادية ثيابا
إبراهيم الطباطبائي
225 قصيدة
1 ديوان

إبراهيم بن حسين بن رضا الطباطبائي، من آل بحر العلوم.

شاعر عراقي، مولده ووفاته بالنجف.

كان أبيّ النفس، لم يتكسب بشعره ولم يمدح أحد لطلب بره.

له (ديوان شعر - ط) امتاز بحسن الديباجة.

1901م-
1319هـ-