نشرة الدوخي

تتقدم الموسوعة بجزيل الشكر والامتنان للأستاذ د. محمد بن إبراهيم الدوخي على هذا العمل المتقن، والذي تفخر الموسوعة بضمه إلى دواوينها بعد موافقة الأستاذ الدوخي على ذلك مع فائق الاحترام والتقدير

(أضيفت هذه النشرة إلى الموسوعة يوم الأحد 31/ 1/ 2021م)

ديوان ابن النقيب الفقيسي 

جمع وتحقيق: محمد بن إبراهيم الدوخي

شعر ابن النَّقيب

(الحسن بن شاور)

(606-687هـ)

جمعه ووثّقه وشرح غريبه:

د. محمد بن إبراهيم الدوخي

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .. 

وبعد:

فيحفل الأدب العربي في كثير من عصوره بشخصيات كثيرة لا تزال مجهولة كليا أو جزئيا لطائفة من

 الدارسين مع أن لبعضها أثرا في عصره وصدى في مجتمعه.

ومن العصور التي كثر فيها المغمورون عصر الدول والإمارات الذي بُلِي بازورار الدارسين عنه حتى غدا من أكثر العصور طلبا لمن يستجلي أدبه ويدرس موضوعاته ويستجلي خصائصه

إن في الالتفات إلى أدب المغمورين إنارة لجانب ظلّ أحقابا طويلة مطمورا بالنسيان ومشوبا بقتامة الرؤية.

ومن تلك الشخصيات المغمورة التي كان لها أثر في أقرانها الحسن بن شاور ابن النقيب (606-687هـ)الذي غاب عن أقلام الدارسين لفقدانهم ديوان شعره .

وبعد أن تأكّد الباحث من فقدان ديوان الشاعر صحّ منه العزم على جمع شعر الحسن بن شاور ابن النقيب (606-687هـ) وتوثيقه وشرحه ، ساعيا للمّ شعث أبياته ، وجمع ما تناثر من شعره ، ليكون شعره في متناول الباحثين ، وقريبا من أقلام الدارسين .

وبعد طول معايشة للجمع بين صفحات المخطوطات والمطبوعات حاولت فيها قدر الطاقة إحصاء شعره من مظانه ، تجمّع لي (1087) بيتا ما بين نص صريح النسبة إليه ، وآخر متنازع النسبة بينه وبين غيره .

وقد صدّرت الجمع بحديث عن الشاعر اسمه ، وولادته، وعمله ، وديوانه ، ووفاته ، وغير ذلك ، مما هو وثيق الصلة بالحسن بن شاور .

وقد جاء الشعر المجموع مُرَتِّبَا القوافيَ ترتيبا هجائيا ، بادئا بالحرف المكسور يليه المضموم ، الذي يتبعه المفتوح ثمّ الساكن .

وقد رقمّت كل قطعة برقم خاص ، ناسبا إياها إلى بحرها ، ومشكلا منها ما احتاج إلى تشكيل ، وموردا المصادر التي ذُكر فيها النص ، مرتبة زمنيا ، ومبينا اختلاف الروايات إن وُجِد ، وشارحا الألفاظ الغريبة ، ومعرِّفا بالشخصيات التي وردت في النص ، مع الإحالة على الآيات والأشعار التي اقتبس منها الشاعر أو ضمّن ، غير غافل عن تصحيح ما بدا لي خطؤه .

ولست أزعم أن هذا الـجمع نهائي ، قد أحصى شعر الحسن بن شاور في المصادر كلّها ، فهذا فخر ومطمع أتمنّاه ولا أدّعيه ، فقد يقف غيري على شعر لم أذكره للحسن ابن شاور، وفوق كلّ ذي علم عليم .

اسمه:

انقسمت المصادر التي ذكرت ابن النقيب في ترجمته قسمين:

 أولهما وهو الأكثر ورودا سمته الحسن، وحسن

 وثانيهما سمّاه محمدا.

ولا إشكال في القسم الأول الذي سمّاه (الحسن) و(حسن) وذاك أن المترجمين أهل التاريخ والأدب درجوا على إضافة (ال) إلى اسم (حسن) وإلى اسم (حسين) .

أما من سمّاه (محمدا) فكتابان هما (مسالك الأبصار) في إحدى ترجمتيه لـ(الحسن ابن شاور)

و(كتاب المقفى الكبير) في إحدى ترجمتيه لـ(الحسن ابن شاور )

ولا ريب في وهم العمري في (مسالك الأبصار) إذ أجمعت كل المصادر على تسمية الشاعر بـ( الحسن) و(حسن) موردة والد الشاعر الذي ذكره العمري (شاور) ونسبته لـ (الكناني) وتلقيبه بـ (ابن النقيب)

وكثيرا من الأشعار التي أوردها العمري في ترجمة الشاعر باسم (محمد) ، هذا ما يتّصل بالعمري 

 أما المقريزي في (كتاب المقفى الكبير ) فلا ريب في أنه كان ينقل من العمري نصّا وذاك أنه أورد الاسم بحذافيره كما أورده العمري وهو (محمد ابن الحسن بن شاور الكناني ناصر الدين ، أبو نصر) ولم يرد الاسم بهذا الشكل إلا عند العمري في (مسالك الأبصار) مما يجعل الحكم بنقل المقريزي من (مسالك الأبصار) قويا ، فالعمري هو من انفرد بالقول بأن كنية ابن النقيب (أبو نصر) ولم يشركه في ذلك إلا المقريزي في (كتاب المقفى الكبير)مما يقوي الحكم السابق بنقل المقريزي من العمري ، ومما يعضد ما سبق أن العمري والمقريزي ترجما للشاعر ترجمتين منفصلتين ، وإن اختلف المقريزي في إحدى الترجمتين قليلا عن العمري.

فمما سبق يظهر أن من سمّى الشاعر محمدا لم يكن على صواب 

ولعل الخطأ ناتج من الخلط بين اسم الشاعر (الحسن) واسم ابنه (محمد).

وإذا ظهر لنا أن اسم الشاعر الحسن فإن من المترجمين من سها في ذكر النسب الصحيح فقال :

 "الحسن بن شاور (وزير العاضد) " 

ذاهبا إلى ذكر شاور السعدي ، ووقوع الخلط هنا بسبب تطابق اسم والد الشاعر مع شاور السعدي 

 ولقول ابن سعيد الأندلسي أثناء ترجمته للشاعر "يُنسب إلى الوزير شاور" والخلط قليل جدا.

وبعد فمما مضى يظهر أن اسم الشاعر (الحسن) ومن المترجمين من قال حسن واسم والده شاور بن طرخان بن الحسن الكناني .

ومن الدارسين من شكّك في انتساب الشعر إلى كنانة حين قال عقّب على قول ابن سعيد الأندلسي :

"يُنسب إلى الوزير شاور الكناني "قائلا : "في قوله الكناني نظر ، لأنه سعدي من هوازن".

أقول سواء أنتسب الشاعر إلى شاور أم لا فهو كناني بنصّ قوله في ختام قصيدة له :

وقبيلي كنانةٌ وهيَ منها=أحمد المصطفى النبيّ الهادي

وهنا نص آخر قاله السراج الوراق في رثاء ابن النقيب وهو :

خَلَت كنانة من سهم يبلِّغها=أغراضها بصواب حيثما وقعا

فهذان نصان يدحضان أي اجتهاد .

وتكاد المصادر أن تجمع على معرفة الشاعر بالفقيسي وإن وُجد من عرّفه الشاعر إلى بالعسقلاني ، وبالنفيسي.

ويُختم نسبه بالمصري نسبة للمكان الذي وُلِد فيه وعاش وتوفي .

وبعد فقد أجمعت المصادر على أن الشاعر يُلقّب بناصر الدين ويُعرف بابن النقيب والنقيب والده.

كنيته :

تعدّدت الكُنى التي عُرِف بـها ابن النقيب فغلب على ذكره فـي المصادر كنيه بأبي

محمد يليه من كناه بأبي نصر وبأبي علي .

مولده:

حدّد المقريزي مولد الشاعر عام (606هـ) 

 وذكر د.شوقي ضيف أن مولد الشاعر كان بالفسطاط سنة(608هـ) 

 ولم أجد في جميع تراجم الشاعر سواء منها ما أشار إليه د. شوقي ضيف أم غيرها من حدّد هذا التاريخ.

وحدّد الدكتور عمر فروخ زمنا تقريبيا في ولادته حين قال:

"يبدو أنه ولد في القاهرة في أوائل القرن السابع للهجرة " .

ولعلّ أعدلها وأقربها للصواب قول المقريزي فهو أقدم من حدّد التاريخ ولوجود من حدّد سنّ الشاعر حينما توفي بأنه جاوز الثمانين سنة ، فقد قال الكتبي عن الشاعر وهو يحدّد وفاته بسنة( 687هـ)

 "وقد جاوز الثمانين سنة من العمر "

 وقال الحسن الحلبي عن الشاعر حين ذكر تاريخ وفاته:

 "وقد نيّف على السبعين " 

وقال الزركشي "وتوفي سنة سبع وثمانين وستمئة وهو فـي عشر الثمانين "

وقال ابن تغري بردي "مات في ... سنة 687هـ وهو في عشر الثمانين".

وكل ما سبق مؤيد قولَ المقريزي.

 أما قول د . شوقي ضيف فيعضده قول ابن تغري

بردي عن الشاعر "مات ليلة الأحد شهر ربيع الأول سنة 687هـ وله تسع وسبعون سنة".

والناظر في الأقوال السابقة يرجّح قول المقريزي لقدمه ولوجود أدلّة كثيرة تعضده وتقويه .

مكانته :

تناثر الثناء على ابن النقيب في مؤلفات كثيرة فقد أثنى عليه ابن سعيد الأندلسي قائلا: 

"وهو عندي من شعراء العصر المتغلغلين في الغوص على المعاني الحائزين من غايات الإحسان ما يقصر في إطرابه عنه المثالث والمثاني " 

وللكتبي الوطواط قائلاً:

" أفضل الأماثل وأنبل الأفاضل ذو العِلْم والعَلم، واللسان والقلم ، إنسان عين الأعيان ، وزين أرباب البيان ، الأمير ناصر الدين حسن عرف بابن النقيب الكناني "

 وقال أيضا:

"ولله درّ السابق في حلبة الإجادة السامي علا كبت به أعداءه وحسّاده ، الأمير ناصر الدين ابن الفقيسي من أبيات أنشدنيها لنفسه".

وقال ركن الدين المنصوري حين ذكره شعره 

"وكان مفلَقا في الفنون الأدبية والشعرية"

 وقال أيضا وهو يذكر شعره: "وكان مجيدا فيه" .

وقال عنه العمري:

"نقب عن الكواكب وأطلعها سوافر وأبرزها في الليل غرر نهار لا يتمسّك بعصم الكوافر لا يعرف 

من قريحته غير الأمانة ولا يقدر على مساهمته في كنانة ولا يماثل منه في أمة الأدباء إلا القانت الأواب

ولا يلاوي وهو ابن النقيب ودونه ابن البواب لا بل هو بدر لا يطمح هلال بن هلال أن تكون له داره 

ولا يماثل أباه النقيب ولا حاجب بن زرارة يفوق الدراري حسن درّه الوسيم والغوادي 

ريقه عزٌّ له نسيب النسيم ويأخذ لطفه بالقلوب فيود لو كانت معه تحت النرسيم .

وقد طارح الشعراء مصرا وشاما وأبرز وجوه الأدب وشاما وأتى بغرائب المعاني وغرر الكلم الغواني

 وكان صفا يزلّ عنه متن كل مماتن وبحرا يقل لديه كل قدر هاتن"

وقرّظه الكتبي والصفدي قائلين :

" وشعره جيد عذب منسجم ، فيه التورية الرائقة اللائقة المتمكنة ، وهو أحد فرسان تلك الحلبة()الذين كانوا من شعراء مصر في ذلك العصر ، ومقاطيعه جيّدة إلى الغاية ".

وللصفدي" ومقاطيعه جيّدة إلى الغاية خلاف قصائده".

ومن الشواهد الدالة على علو منزلة الحسن بن شاور الـمفصحة عن سموّ مرتبته أن

رجلا اسمه عبد الله بن محمد القزويني كان يحفظ من شعر جملة من الشعراء منهم ابن

النقيب ما يقارب عشرين ألف بيت.

ولابن حبيب الحلبي مقرّظا ابن النقيب شاعر سار شعره وفاضل واشتهر أمره مجيد فيما ينظمه 

فريد فيما يكتبه على الطروس ويرقمه بيانه بديع وبزّ مقاطيعه رفيع حرّك السواكن بكلماته 

وشنّف الأسماع بدرّ معاني أبياته وفاق الحذّاق بالمعرفة والفهم وظهر من كنانة سهما شهما صائبا وأي سهم . 

ويكرّر صاحب (عقد الجمان في تاريخ أهل الزمان) ما قاله صاحب (زبدة الفكرة) سابقا عن الشاعر موردا النص نفسه:

"وكان مفلَقا في فنون الأدب والشعرية"

وله أيضا :"وله أشعار ومقطعات رائقة".

ويذكر صاحب ( عقود الجمان) أن الشاعر: 

"كان نظمه حسنا ... وشعره في غاية الرقة والحسن والقبول "

ومما يعضد الأحكام السابقة أن الأمير ناصر الدين محمد بن جنكلي كان يطرب لما في شعر ابن النقيب من النكت.

ولابن تغري بردي "كان من الفضلاء الأدباء"

  وله أيضا

"وكان بارعا ماهرا ذكيا برع في النظم والنثر وقال الشعر الفائق".

ولابن إياس "وكان من فحول الشعراء وله شعر جيد".

الإعجاب ببعض شعره :

قال ابن حجة الحموي إن الآراء :

" تستحسن هنا مطلع ناصر الدين ابن النقيب ، فإنه أعدل شاهد مقبول ، والتشبيب بنفسه الطيب يغني في هذه الحضرة عن الموصول ، وهو :

قلَّـدتُ يـوم الـبين جيـد مـودِّعي دُرَرَاً نظمـتُ عقودهـا مـن أدمعِـي

وقال تقي الدين البدري :

"وما أبدع قول ناصر الدين بن النقيب:

نصــبتْ عيـوني للخيـال حبـائلاً لعـلّ خيـالاً منـه في النوم يسنحُ
وكيـــف إذا غمَّضـــتهنّ أصــيدهُ ومـن عـادة الأشـراك للصيد تُفتحُ

وقال السراج الوراق يصف قصيدة نظمها ناصر الدين حسن بن النقيب في كسر التتار بحمص :

ومـدحٍ كسـا الممـدوح منه ملابساً وشـائعها في الحسن فوق الوشائعِ
وإن مـرّ فـي ذكـر الوقائع خلتَهُ جنى النحل ممزوجاً بماء الوقائعِ

وهذا الأمر كثير جدا فليُعد له في مواضعه .

ديوانه:

انبرى سليمان بن إبراهيم بن سليمان المعروف بابن كاتب قراسنقر لجمع مقاطيع شعر ابن النقيب ، وأتت في مجلدين .

قال الكتبي عن ابن النقيب:

"وله ديوان مقاطيع في مجلدين"

وذكر الصفدي أنه وقف على مقاطيعه قائلا:

 "ووقفت على مقاطيعه بخطّه وهي في مجلّد ضخم ، ونقلت منه جانبا جيدا "

وذكر صاحب (عقود الجمان وتذيل وفيات الأعيان) أن ديوان ابن النقيب "مشهور في مجلدين".

ولم أجد هذا الديوان مع طول بحث وهو أمر دفعني لجمع شعر ابن النقيب، وتوثيقه .

وعند تأمل لفظة (مجلّدين) أجد أن مقدار المجلد لا ضابط له فقد يُقدّر بعشر ورقات ، وقد يقدّر بأكثر ، والذي يظهر من الشعر المجموع أن معنى المجلّد الذي استعمله من ذكر ابن النقيب أكثر من عشر ورقات بلا ريب ، لقول الصفدي عن مقاطيع شعره :

"وهي في مجلّد ضخم" 

وقول الحسن الحلبي عن شعر ابن النقيب : "وله نظم كثير جدا"

 وقول د. عمر فروخ :"كان ناصر الدين ابن النقيب شاعرا مكثرا".

صداقاته :

عقدت الصداقة أواصرها بين ابن النقيب وجملة من معاصريه الشعراء، ويفصح الشعر المجموع عن صلات كثيرة جمعت بين ابن النقيب ومعاصريه، تمثّلت في شعر المراجعات والدعابة ، والتقريظ وغيرها ، مما يدور في فلك العلاقات الإنسانية .

فقد طارح زين الدين المصري الشعر ، فقد رُوي أن زين الدين المصري كتب إلى ابن النقيب:

يــــا مـــن يُشـــنِّف مســـمعي بحــــديثه ويــــروق لحظــــي
أُنْبِئتُ أنّـــــــك جئتَنـــــــي حفظــــا لعهــــدي أي حفــــظ
ثـــم انثنيـــتَ ولـــم تصـــا دفنــــي وذاك لســــوء حظّـــي

فأجاب ابن النقيب بقوله :

يـــا متحـــف الأســـماع منـــ ــــهُ بكـــلّ لفــظٍ غيــر فــظِّ
لفــــــظٌ تثنَّـــــى عطفـــــهُ يختـــال فـــي حكـــم ووعـــظِ
لـــولا اعتـــذاركَ مـــا خبــا مــا كــان عنــدي مــن تلظِّــي

وطارح الشهاب العزازي كذلك فقد بعث العزازي لغزا في شبابة قائلا:

ومـــا صــفراء شــاحبة ولكــن تزينّهـــا النضــارة والشــباب
مكتّبـــة وليـــس لهــا بنــان منقّبـــة وليـــس لهــا نقــاب
تصــيح لهــا إذا قبّلــت فاهـا أحــــاديثٌ تلــــذّ وتُســـتطاب
ويحلـو المـدح والتشـبيب فيهـا ومـا هـي لا السـعاد ولا الربـاب

فأجابه ابن النقيب قائلا:

أتـــتْ عجميّــةٌ أعربــتَ عنهــا لســلمانٍ يكــون لهــا انتسـابُ
ويُفهــم مــا تقــول ولا ســؤالٌ إذا حقّقـــــتَ ذاك ولا جــــوابُ
يكـاد لهـا الجمـاد يهـزّ عطفـاً ويرقــص فــي زجــاجتهِ الحَبـابُ

وكتب إليه محيي الدين بن عبد الظاهر رسالة في معنى شخص تنقّصه بسبب التواضع

في الجلوس حذا فيها حذو ابن زيدون في رسالته الجدية .

كما طارح السراج الوراق ، وأبا الحسين الجزار ،ومحمود الحلبي الذي كان بينه وبين ابن النقيب

 "صحبة ومجالسة ومذاكرة "

وغيرهم كثير.

ومن خلال النصوص والأخبار السابقة يتبدّى لنا ابن النقيب رجلا اجتماعيا ، ذا تواصل مع الآخرين ، وصاحب ظرف ، وميل للمداعبات.

انتظامه في سلك التورية :

قال عنه ابن حجة الحموي :

 "وممن انتظم في سلك الجماعة وانتصر للتورية وحسن مواقعها ناصر الدين حسن ابن النقيب"

وقال ابن معصوم "ومـمن علا في التورية مقامه ، وتحلّى بدررها نظامه ، ناصر الدين حسن ابن النقيب ".

تلامذته :

كانت لابن النقيب عناية بالحديث النبوي حتى إن أثير الدين أبو حيان قال عنه :

" جالسته بالقاهرة مرارا وكتبت عنه ، وروى عنه الدمياطي والشيخ فتح الدين ابن الشهيد وغيرهما " .

مؤلَّفه :

روت بعض المصادر أن لابن النقيب كتابا سمّاه (منازل الأحباب ومنازه الألباب) ذكر فيه المجاراة التي دارت بين أدباء عصره وبينه وهو في مجلدين ".

وقال عنه الصفدي :

"وله كتاب سمّاه (منازل الأحباب ومنازه الألباب) ذكر فيه المجاراة التي دارت بينه وبين أهل عصره من البداءات والمراجعات وهو في مجلدين ، انتخبت منه أشياء فيما علقته في (التذكرة) " .

وقال عنه الزركشي:

وله كتاب سمّاه (منازل الأحباب ومنازه() الألباب) ذكر فيه المحاورات التي كانت بين أدباء عصره وبينه في مجلدين " 

وذكر الكتابَ د. عمرُ فرّوخ في (تاريخ الأدب العربي) كما ذكره د. شوقي ضيف في (عصر الدول والإمارات) قسم (مصر) وكذا الزركلي وهو يترجم له ود. محمد الديباجي في (كتاب منازل الأحباب ومنازه الألباب) للشهاب الحلبي.

ولم أجد عند غير هؤلاء المصنفين ذكرا لهذا الكتاب ، وهذا العنوان هو العنوان نفسه لكتاب لمحمود الحلبي .

والذي يبدو لي أن لكلا الرجلين كتابا اسمه (منازل الأحباب ومنازه الألباب) كتاب الحلبي المطبوع الذي يتصل بذكر الحب والهوى ، وكتاب ابن النقيب الذي ذكر فيه المجاراة التي دارت بين أدباء عصره وبينه وهو في مجلّدين ، خصوصا أن الصفدي ذكر اطلاعه على كتاب ابن النقيب ونقله منه وهو من المؤلفين الثقات .

عمله:

نعته غير واحد من مترجميه أو من يذكره عرضا بالأمير، ونصّ ابن سعيد الأندلسي على أن ابن النقيب كان واليا لسلطان مصر إذ ذاك على (معدن الزمرّد)

 ويرى د. شوقي ضيف أنه"اتصل بالأيوبيين فعينوه في دواوينهم" 

أما د. عمر فرّوخ فقال "لعله كان قريبا من بيت فيه إمارة " 

 ويذكر د. محمد عبد المجيد لاشين أنه "كان من رجال الجهاد المرابطين على الثغور"

 وذكر د. وليد مشوّح ( وهو يعلّق على نص لابن النقيب) أنه 

"عريف في جيش قلاوون"

ويؤيد ما ذكره د. محمد عبد المجيد لاشين ود. وليد مشوّح ما وجدته في نص رثى به السراج الوراق ابنَ النقيب وهو 

مرابـط فـي ثغـور المسلمين فلم يهجـع ولا سيفه في الله ما هجعا

وأخلص مما سبق إلى أمر هو أن ابن النقيب كان ممن تدرّج في جملة من الوظائف ، وكان حديث من ترجم له متصلا بما كان يليه في زمن ما .

أخلاقه:

ليس بين يدي ما يمكن أن يكشف صراحة عن خلق ابن النقيب إلا قول صاحب (زبدة الفكرة) عن الشاعر 

"كان حسن الدعابة"

 ويؤخذ هذا من مطارحاته الشعراء المعاصرين له كما سبق .

وفاته :

أجمعت أكثر الـمصادر على أن وفاة الـحسن بن شاور ، ابن النقيب كـانت سنة (687هـ) 

وحدّد الكتبي يوم وفاته وشهره في (عيون التواريخ) حين قال "وكانت وفاته في العشر الأخير من جمادى الأول " .

وحدّد ابن تغري بردي الشهر قائلا :

"مات ليلة الأحد شهر ربيع الأول سنة 687هـ وله تسع وسبعون سنة".

وفي مصنف آخر يقول:

"مات في نصف شهر ربيع الأول سنة 687هـ وهو في عشر الثمانين "

. وهو كذلك قول ابن إياس الذي أورد أن الشاعر توفي " في ربيع الأول".

ولعل القول بأنه توفي في ربيع الأول أقرب لوروده في أكثر من مصدر .

أما مكان الوفاة في القاهرة ، وقد نصّ عليه الكتبي قائلا :

"توفي الأمير الأديب الفاضل ناصر الدين الحسن بن شاور ... بالقاهرة"

 وشاركه في ذلك الحسن الحلبي والزركشي.

مَن أخطأ في ذكر وفاته :

ورد تاريخ وفاة الشاعر خطأ لدى جملة من المحققين، هم محقق تصحيح التصحيف

ومحقق تمام المتون ومحقق فض الختام ومحقق نزهة الأمم فقد ذكر الجميع أنه توفي سنة (678هـ) 

وهو محض سهو بتقديم رقم على آخر .

وورد في الدليل الشافي أن ابن النقيب "توفي سنة تسع وثمانين وستمئة 

" بكتابة الأرقام بالحروف ، وأجزم أنه تصحيف (سبع) إذ إن صاحب الكتاب وهو ابن تغري بردي قال في مولَّفين سابقين إن ابن النقيب توفي سنة (687هـ) .

مكان دفنه :

دُفن الشاعر " بسفح المقطم ".

صدى موته:

أحدثت وفاة ابن النقيب أثرا مؤلما لصاحبه السراج الوراق الذي عبّر عمّا أُصِيب به في أبيات هي :

شُقّتْ جيوب القوافي والقلوب معاً=واستُشْعر الماضيان الخوف والجزعَا

وأبحر الشعر ، غاضتْ عندما عَدِمتْ=منك الخليل ،ومجرى الشعر قد نبعَا

ولا تـواتي المعـاني من يُمارسها بعـد الأميـر وقـد كانت له تبعَا
وليـس يُفتـح في باب البديع وقد أودى بعُمْــدته دهـرٌ وقـد فجعَـا
لهفـي علـى لَسـِنٍ قد كان من حَسَنٍ بحيث إن قال أصغى القول مستمعَا
إذا أفــاض علـى أملاكنـا خِلعـاً منـه أفاضتْ عليه المال والخلعَا
خَلَــتْ كنانـة مـن سـهمٍ يبلِّغهـا أغراضــها بصـواب حيثمـا وقعَـا
سـهمٌ مضـى فمتى يُرجى الرجوع له هيهـات هيهـات سـهمٌ مـرّ لا رجعَا
عَــزِّ القبـائل لا تخصـصْ قـبيلتهُ بمِــدْرَهٍ جمـع الإقـدام والورعَـا
مرابـطٌ فـي ثغـور المسلمين فلم يهجـع ولا سيفهُ في الله ما هجعَا
يـا سـيّدي ورضـيعي من فوائدَ قد رضــعتُ أخلافهـا طفلاً وقـد رضـعَا
أبـا علـيٍّ ومدحي المصطفى لك من خيـر ادّخارٍ وخير الذخر ما نفعَا
فـاذهبْ حميـداً فكم أبقيتَ منقبةً يـابن النقيـب وكم مهّدتَ مضطجعا

الوهم في ذكر ترجمة الحسن بن شاور ،ابن النقيب:

وَهِم الدكتور محمد عبد المجيد لاشين وهو يذكر المصادر التي ترجمت للحسن ابن شاور فذكر كتاب : 

(النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة ) لابن سعيد الأندسي ، وأحال على الصفحة :258، والصواب أن كتاب : (النجوم الزاهرة في حلى حضرة القاهرة) المسمّى أيضا : (المغرب في حلى المغرب) وهو القسم الخاص بالقاهرة ، الذي حقّقه د. حسين نصّار ، لم يرد فيه شيء قطّ عن الحسن بن شاور ، ابن النقيب ، 

والترجمة التي يُحيل عليها د. محمد عبد المجيد لاشين موجودة في (المغرب في حلى المغرب) قسم الفسطاط ، الذي حققه د. زكي محمد حسن ، ود. شوقي ضيف ، ود. سيدة كاشف ، ولعل التطابق في العنوان هو ما ألبس على د. محمد عبد المجيد لاشين ، فذكر ما ذكر .

البحور (13)

الكامل
الخفيف
السريع
الطويل
الوافر
المنسرح
المتقارب
البسيط
الرمل
المجتث
الرجز
المضارع

القوافي (23)

ء
ب
ت
ج
ح
د
ر
س
ش
ض
ط
ظ
ع
ف
ق
ك
ل
لا
م
ن
و
ي
ه

القصائد (279)

 ابن النقيب الفُقَيْسي
ابن النقيب الفُقَيْسي

القطعة (2) 

 ابن النقيب الفُقَيْسي
ابن النقيب الفُقَيْسي

القطعة (3)

 ابن النقيب الفُقَيْسي
ابن النقيب الفُقَيْسي

القطعة (4)

 ابن النقيب الفُقَيْسي
ابن النقيب الفُقَيْسي

القطعة (5)

 ابن النقيب الفُقَيْسي
ابن النقيب الفُقَيْسي

القطعة (6)

 ابن النقيب الفُقَيْسي
ابن النقيب الفُقَيْسي

القطعة السابعة

 ابن النقيب الفُقَيْسي
ابن النقيب الفُقَيْسي

القطعة (9)

 ابن النقيب الفُقَيْسي
ابن النقيب الفُقَيْسي

القطعة (11)