تِلـكَ
الخمـائلُ
عُرِّيَـت
أشـجارُها
|
يَبســت
وليـسَ
بمُمكِـنٍ
إنضـارُها
|
ذهَـبَ
الشـتاءُ
بعِطرِهـا
وبِنضرها
|
بعـدَ
الخَريـفِ
فـودّعت
أطيارهـا
|
فـي
كـلّ
ريـحِ
أنّـةٌ
مـن
نَوحِهـا
|
وصـَدى
صـفيرٍ
قـد
رَمـاهُ
هزارها
|
عنّـا
الطيـورُ
ترحَّلَـت
فـدِيارُنا
|
قـد
أوحَشـَت
وخلَـت
هناكَ
ديارها
|
مـا
كـان
أجملَهـا
وألطفَ
شَدوها
|
إن
غــرَّدَت
وإزاءَهــا
أوكارهـا
|
يا
ليتَ
لي
مِنها
الجناح
ولَيتَني
|
فــي
كــلِّ
أرضٍ
يَمَّمتهـا
جارهـا
|
فـأطير
فـي
الآفـاق
بينَ
سروبِها
|
جــذلاً
وقُــوتي
حَبُّهـا
وثمارهـا
|
ومـن
الجِنـاحَينِ
الخفوقُ
يشوقني
|
حـتى
يَقُـرَّ
مـن
الطيـورِ
قَرارها
|
وطَنـي
يضيقُ
عنِ
المَطالبِ
والمُنى
|
فـالنَّفسُ
لا
تُقضـى
هنـا
أوطارها
|
تَصبُو
إِلى
السَّفَرِ
البَعيدِ
وطالما
|
لـذَّت
لِعاشـِقَةِ
العُلـى
أسـفارها
|
أَأَسـيحُ
فـي
هَـذي
البسيطةِ
آملاً
|
وســُهولُها
لـي
رحبَـةٌ
وبِحارهـا
|
أنـا
خامـلٌ
فـي
بُقعـةٍ
مَجهُولـةٍ
|
أَسـرى
بهـا
أحرارُهـا
وخيارهـا
|
وصـخورُها
فـي
غابهـا
وهِضـابُها
|
حَــرَسٌ
مَجَــرَّدةٌ
علــيَّ
شــِفارها
|
مـا
كـان
أتعسـني
بقلـبٍ
واسـعٍ
|
فــي
صـدرِ
ضـيّقةٍ
يُشـدُّ
إزارهـا
|
عــادَ
الشـتاءُ
بغيمِـهِ
وريـاحهِ
|
والنفـسُ
عـادت
نحوَهـا
أَكدارها
|
قلـبي
ذوى
فيـهِ
الرجـاءُ
كروضةٍ
|
ذَبلــت
لشــدّةِ
بـردهِ
أزهارهـا
|
والقبـةُ
الزرقـاءُ
حـالت
دونَها
|
سـودُ
الغيـومِ
فلا
يُـزاحُ
سِتارها
|
تسـري
ببطـءِ
والريـاحُ
تسـوقُها
|
مثـلَ
النفـوسِ
تسـوقُها
أَقدارها
|
تلـكَ
السـحائبُ
طلُّهـا
في
مُقلتي
|
وعلـى
فـؤادي
ركمُهـا
ومـدارها
|
حمَلـت
صـواعقَ
مـن
تصادمها
غدت
|
تنقـضُّ
والـبرقُ
المحـرّقُ
نارهـا
|
والجــوُّ
فيــهِ
للرعـودِ
تجـاوبٌ
|
والأرضُ
غَرقــى
لا
يلـوحُ
شـِعارها
|
فبـمَ
العيـون
تقـرُّ
وسـطَ
طبيعةٍ
|
جــذّاءَ
يُنـزعُ
نضـرها
ونضـارها
|
صـــنّبرها
جلادُهـــا
وثلوجُهــا
|
أكفانُهــا
ودموعُهــا
أمطارهـا
|
عُد
يا
ربيعُ
إلى
المرابعِ
مؤنساً
|
مِـن
بَعـدِكَ
اللـذات
شـطَّ
مزارها
|
أبكـي
عليـكَ
ولا
عـزاءٌ
في
الأسى
|
كــم
فيـكَ
أيامـاً
حلا
تـذكارها
|
واصـَبوتاه
إلـى
صـبائحكَ
الـتي
|
أهــدَت
إلـيَّ
نسـيمَها
أسـحارها
|
فــاطلع
بهــا
متبسـِّماً
متهلِّلاً
|
فـالأرضُ
مثـلَ
الليلِ
صارَ
نهارها
|
وأعـد
طيـورَكَ
والأزاهـرَ
والندى
|
فعلـى
البعـادِ
تشوقني
أخبارها
|
لـم
يبقَ
من
أثرٍ
لها
فوقَ
الثرى
|
وكــثيرةٌ
فــي
مهجـتي
آثارهـا
|
فمـتى
تعودُ
مع
السعادةِ
والهوى
|
ورئيّــتي
يحلـو
لهـا
مزمارهـا
|
الجســمُ
بعــدَكَ
بــاردٌ
متشـنِّجٌ
|
والنفـسُ
نـارٌ
يَسـتطيرُ
شـرارها
|