صاح هات الرحيق دون تحاشي
الأبيات 25
صـاح هـات الرحيـق دون تحاشي شـرح حـالي فيه غنى عن تحاشي
خمــرة إن دنــت شـياطين هـم مـن سـما كاسها انثنوا بتلاشي
إذ نجـوم الحبـاب قـد حرستها بشـــهاب ذي ســـطوة بطـــاش
واســقنيها ممزوجـة بلمـى ذي وجنـة خالهـا شـقيق النجاشـي
قـد كسـاها الحيـاء شـقة ورد طـرزت بالريحان منها الحواشي
مـا انثنى رمح قده اللدن إلا واعـترى البـان رعـدة الأرعاش
إن تبـدى والشـمس فـي قبضتيه حـاول البدر حمل ذيل الغواشي
فـي ريـاض أنفاسـها نفـح مسك ونفـوس النـدمان ذات انتعـاش
غـــض أترجهــا مجــامر نــد ونـــداها قمـــاقم للرشــاش
نشــرت فـي الربـا لآلـئ زهـر نــثرت فــوق سندسـي الفـراش
يضحك النور من بكا الطل فيها لنــواح الورقــاء باسـتيحاش
وإذا مـا النمـام فيهـا تبدى خجلــت منــه وجنـة الخشـخاش
حـدق النرجـس العيـون بها دو ن عنـاق الأغصـان خيفـة واشـي
طيـب أرجائهـا الأريشـج شذاها عــابق مــن نوافــج النقـاش
إن سـعى بالكؤوس ساقي الحميا بيـن أفنانهـا غدت في اندهاش
يانـديمي هيـا اسقنيها وبادر إن فــي شـربها لـري العطـاش
بنـت كـرم إذا انجلـت لعبـوس ســره حســن وجههــا البشـاش
حجبــت فــي خـدورها وتـوارت احتراســاً مـن خلطـة الأوبـاش
لـم تـزوج مـن غير كفء وصينت عـن قريـن فـي السوء والأفحاش
يا مدير الكؤوس قم واجل بكراً عنسـت فـي الدنان دون افتراش
مــا تســري بهـا رضـابك إلا كـان منهـا نجـل المسرة ناشي
وإذا خفـت لسـع رقـش الخطايا فـاله عـن عشـق زينـب ورقـاش
والتجـئ يا فتى إلى خير ملجا وتضـــرع إليـــه ذا أجهــاش
وتوســل بـه وقـل كـن شـفيعي يـوم بـث الأنـام بـث الفـراش
وعســى اللَــه أن يتـم بخيـر وبحســن الختـام يسـكن جاشـي
محمد شهاب الدين
546 قصيدة
1 ديوان

محمد بن إسماعيل بن عمر المكي، ثم المصري المعروف بشهاب الدين.

أديب؛ من الكتاب، له شعر، ولد بمكة، وانتقل إلى مصر، فنشأ بالقاهرة، وأولع بالأغاني وألحانها. وساعد في تحرير جريدة (الوقائع المصرية) وتولى تصحيح ما يطبع من الكتب في مطبعة بولاق. واتصل بعباس الأول (الخديوي) فلازمه في إقامته وسفره. ثم انقطع للدرس والتأليف، وتوفي بالقاهرة

صنف (سفينة الملك ونفيسة الفلك-ط) في الموسيقى والأغاني العربية، ورسالة في (التوحيد) وجمع (ديوان شعر-ط).

1857م-
1274هـ-