تَحمل جِيرَتي وَاللَّيل داجي
الأبيات 41
تَحمـل جِيرَتـي وَاللَّيـل داجـي وَخَفَـت فيهُـم الإبـل النَـواجي
وَاخفـوا سـَير هاتيك المَطايا فَلَيــسَ حــداؤهم إِلّا تُنــاجي
وَهَـل تَخفـى شـُموس مِـن خـدور تَلـوح لَنـا وَجنح اللَيل ساجي
سـَججن بِأُخريـات الظَعـن مِنّـا قُلــوب لا تَمــلّ مِـن السـجاج
إِذا بكـروا أجـدّت فـي بُكـور أَو أَدلَجــوا أجــدَّت بِــادّلاج
فَسـُبحان الَّـذي خَلـقَ الغَواني وَصــَيَّرهن فـي أَحلـى ابتِهـاج
وَركَّـب فـي الخـدود فَتيت مسك وَركـب فـي الصـُدور حقاق عاج
وأرمــاح المَعـاطف باعتِـدال وَأَقــواس الحَـواجب بِاِعوجـاج
فَيـا نَفسـي الفِداء لِذات خدر بِهـا سـَقمي وَفـي يَـدِها عِلاجي
تـزجّ لَنـا سـِهاماً مِـن لِحـاظ تَفـــوّقهن أَقــواس الحجــاج
وَمَـن لـي أَن تعـاقرني رِضابا بُـرود الظُلـم شـهديّ المَـزاج
إِذا ســفرت وَأَرخـت وَفرتيهـا أَرتـك البَدر في ظُلم الدَياجي
قُلـوب العاشـقين هَـوَت عَلَيها كَما يَهوى الفراش عَلى السِراج
بِعُنـق مِـن رِقـاب العفر أَحلى وَأَصـفى مِـن قَـوارير الزُجاج
هَـداكُم رَبُّكُـم يـا ركـب نَجـد وَأَرشـدكم إلـى الطُرق النِهاج
خُـذوا ذات اليَمين وَلا تَعوجوا فَمـا فـي غَيـر حائل مِن معاج
وَمـا فـي غَيـر قَصر بَني رَشيد نَجــاح مَطــالب وَقضـاء حـاج
كِـــرام إِن دَعَــوتهم لِكــرب بِعَـون اللَـه أَسـرَع بِـانفِراج
إِذا لَجـأ العفـاة لَهُم فَهاهم مَلاذ فــي الزَمــان لِكُــل لاج
طَريقهــم الأَمــان لِكُـل سـارٍ بِلا خَــوف يَحــج وَلا انزِعــاج
فَمَـن يَسـلُك سـِواه فَهـوَ هـاوٍ وَمـن قَـد سـارَ فيهِ فهوَ ناجي
إِذا بَخـل الحَيـا فَـأمير نَجد خَصـيب الربـع مخضـر الفجـاج
هُـوَ المـاء القـراح فَمن رآه يَـرى الأمـراء كَالملـح الأجاج
تَعلَّـم مِـن حَكيـم الـرَأي طبّاً ســَريعاً مـا يُـؤثرُ بِـالمزاج
إِذا مـا اِختـلَّ لِلعاصـين نَبض فَمــا غَيــر الأَسـنة مِـن عِلاج
وَلَيــسَ دَواء أَنــف ذي عطـاس ســِوى أَسـعاطه بِـدَم الشـجاج
تَنـاذَرَت العـداة وَلَيـسَ تَدري مـتى خَيـل الأَميـر لَهُم تفاجي
إِذا نَظَـروا عجاج الريح ظَنوا بِــأَن خُيــوله تَحـتَ العَجـاج
تَعـوَّد غَـزوة العاصـين صـُبحا وَغَـزو اللـص في ظلم الدَياجي
وَيَنتهـب الأَميـر السـرح جَهرا كَمـا تَقع السِباع عَلى النِعاج
فَويـح مَعاشـر بَخلـوا غـرورا بِتَأديـة الزَكـاة أَو الخـراج
أَمـا عرفـوا سـُيوف بَني رَشيد فَــإنَّ بحــدّها قطـع اللجـاج
إِذا حـيُّ العِـدى هَجمـوا عَلَيهِ فَلا يَنجـو مِـن الأَعـداء نـاجي
وَلَـولا حرمـة الأعـراض فـازوا مِـن الابكـار فـي فـكّ الرتاج
فَقــد قسـم الآلـه لِكُـل غـاز بِــأَن يَطـأ البَنـات بلا زَواج
أَميــر لا يَخــاف وَلا يحــابي وَلا يرعــى القَـويَّ وَلا يُـداجي
رَأى عَبـد العَزيـز طَويـل باع فَتــوَّجه مِــن العَليـا بِتـاج
وَأَدنــاه بَيـاض الـوَجه مِنـهُ كَقـرب العَيـن مِن قَوس الحجاج
يُشــابه عَمَّــه كَرَمـاً وَطَعنـا بِيَـوم السـلم أَويَـوم الهياج
أَبـــوه متعـــب لمعانــديه وَهَـذا الفحـل مِن ذاكَ النِتاج
أَدام اللَـه بَيـت بَنـي رَشـيد بِـــأَفراح وَأُنــس وَابتهــاج
جعفر الحلي
224 قصيدة
1 ديوان

جعفر بن حمد بن محمد حسن بن عيسى كمال الدين.

شاعر عراقي، من أهل الحلة، ولد في إحدى قراها واشتهر في النجف.

وفي (شعراء الحلة) للخاقاني، نماذج من شعره ونثره.

له (الجعفريات -ط) في رثاء أهل البيت، و(سحر بابل وسجع البلابل -ط) من شعره.

1897م-
1315هـ-